> التقاه/ رائد محمد الغزالي

 تقع مديرية الملاح في جغرافية مناطق ردفان بمحافظة لحج، وكانت مركزًا تابعًا لمديرية ردفان قبل اعتمادها مديرية منذ حوالي 15 عاماً.
ومديرية الملاح ذات مساحة كبيرة، وتربط محافظة لحج بأبين، وهي حدودية مع مديرية الأزارق التابعة لمحافظة الضالع.

ويعتمد معظم سكان المديرية على الزراعة، وهو ما اشتهرت به مناطق المديرية منذ القدم، بزراعة الخضروات والفواكة، ومن أهم المناطق الزراعية هي (الراحة وعزلها، والحجر، ومنطقة القشعة)، وقد كانت إحدى المحطات النضالية، وعرفت بالحواشب الغربية، والتي كان لها رصيد نضالي في مواجهة الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن.

«الأيام» رصدت أهم ما تعانيه هذه المديرية، حيث تعاني نقصًا حادًا في الجوانب التنموية والخدمية، والتقت بمدير مديرية الملاح، أنيس محمد ناصر، الذي تحدث عن أهم ما تحقق من الجوانب الخدمية، إلى جانب أهم الاحتياجات المستقبلية لمديرية الملاح.

إيرادات مصنع الإسمنت
المواطنون في مديرية الملاح يطرحون تساؤلات عديدة عن الإيراد المالي الممنوح من قبل شركة إسمنت الوطنية الواقع بحدود المديرية، وتحديداً في منطقة بلة، وعلى ماذا تُنفق هذه الإيرادات؟
أكد مدير مديرية الملاح، أنيس محمد ناصر، أن «الإيرادات، حسب ما يصلنا شهرياً من إشعار من البنك، ثمانمائة وسبعون ألفاً، وأحياناً مليونان، وأحياناً خمسة ملايين، تزيد أو تنقص، أما من حيث إنفاق وتسخير تلك الإيرادات فهناك العديد من الجوانب الخدمية المتعددة التي نقوم بتنفيذها».

وأضاف في لقاء مع «الأيام»: «ومن تلك الجوانب مشاريع الكهرباء لعدد من أرياف المديرية». وتابع «منذ أن تولينا الإشراف على إدارة المديرية تم إدخال التيار الكهربائي لعدد من قرى مديرية الملاح الأعلى، ومد خطوط الضغط العالي، وتوفير مواد ضغط منخفض في منطقة السرايا التي تبعد عن مركز المديرية حوالي 2 كم، وكل ذلك من تلك الإيرادات، بالإضافة إلى خمس قرى في منطقة الراحة».

واستطرد «كذلك تم شراء وتوريد مواد لكهرباء قرى واقعة في بلة السفلى، وقد تم إنجاز العمل في شهر يونيو 2018م، والعمل جارٍ في خط بلة العليا، وسوف يتم إدخال التيار الكهربائي لحبيل شمس في العام القادم 2019م إن شاء الله».
وأشار إلى أن تلك الإيرادات «ساعدتنا أيضاً بتوفير سكن لطلاب المديرية الدارسين في كليات جامعة عدن في خور مكسر وغيرها من المديريات، وخفف ذلك من معاناتهم، وهذا قد ساعد الطلاب من أبناء المديرية في التغلب على مشكلة كبيرة كانت تشكل عائقا كبيرا أمام التحاقهم بالتعليم بسبب ظروفهم الصعبة».

وقال: «توفير السكن للطلاب الجامعيين أسهم بشكل كبير في مواصلتهم الدراسة، واستفدنا من حساب صندوق النظافة والتحسين في دعم القطاع الصحي، من خلال التعاقد مع دكتورة نساء وولادة في المستشفى بمركز المديرية، وهناك مناقصات بناء وترميم، منها بناء الوحدة الصحية في منطقة (اللجين)، وبناء مخزن للمركز الصحي بمنطقة القشعة، وترميم المركز الصحي في منطقة الراحة، وكل ذلك من حساب صندوق النظافة».

وأضاف أن «في العام القادم 2019م، سنقوم بتوفير جهاز فحص الدم (CBC) لمستشفى المديرية، وكل تلك الجوانب اجتهدنا كثيراً لإنجازها، ونطمح إلى المزيد.. ولا ننكر أيضاً أن هناك جوانب عدة تحتاج إلى تحسين، وقد وضعنا هذه الأمور ضمن أجندة العام القادم، وهي تحتاج إلى إمكانيات».

تضرر الأراضي الزراعية
كما تحدث أنيس محمد ناصر عن الجانب الزراعي، وقال: «إن مديرية الملاح مديرية ذات أراضي زراعية خصبة، ومساحتها كبيرة، وغالبية سكان المديرية يعملون بالزراعة لتحسين دخلهم، بل إن منهم من يتخذ من تلك الزراعة وسيلة عيش».
وأضاف أن «هذا النشاط الزراعي شهد تراجعاً واضحاً، ومعظم تلك الأراضي لا تزرع؛ بسبب انجراف الأعبار والتربة، نتيجة السيول التي حدثت بعد الأمطار الغزيرة على المديرية، ولم يتمكن المواطنون من إصلاح تلك الأضرار بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة والغلاء».


وتابع أن «هناك بعض الأراضي تضررت منذ عشرين عاماً، وحتى نشاط الاهتمام بالثروة الحيوانية تراجع أيضاً، نتيجة الأمراض، وقلة المراعي، وتراجع النشاط الزراعي، وتلك المشاكل أثرت على استقرار الكثير من المواطنين الفقراء الذين يعيشون على الزراعة وتربية الماشية».
وتابع «إننا نناشد السلطة المحلية في محافظة لحج بقيادة المحافظ، اللواء الركن أحمد عبد الله التركي، بضرورة أن يولي اهتمامه بمديرية الملاح، من خلال المساهمة في إصلاح الأراضي المنجرفة، وأعبار الأراضي المتضررة بالسيول التي تدفقت هذا العام، وآخرها السيول الناتجة عن إعصار لبان، والتي تسببت بجرف كبير للأراضي، كما تضررت قرى بسبب السيول أيضاً».

واستطرد فقال: «لقد استبشرنا خيراً بقرار المحافظ لشراء شيولات بالتعويض الحكومي للمديريات التي تضررت، وقد قمنا برفع تقارير للمحافظة بالأضرار التي حدثت بمديرية الملاح، ومن ضمنها تأثيرات إعصار لبان».
وناشد ناصرمحافظَ لحج، بضرورة أن يوجه اللجنة «بسرعة شراء الشيولات، كي يقومون بإصلاح الأراضي التي جرفتها السيول، ويبقى الشيول أصل من أصول المديرية».

دور المنظمات الداعمة
أما عن دور المنظمات الداعمة للمشاريع الخدمية، أكد ناصر أنه «تحقق للمديرية عدة مشاريع في المياه بمساعدة عدد من المنظمات، وقد خففت من معاناة المواطنين، وهناك مناطق بحاجة لتدخل المنظمات، وتم رفع تقارير بأهم الاحتياجات».
وقال: «مديرية الملاح بحاجة إلى تدخل المنظمات المحلية والدولية لدعمنا بالتعاقد مع معلمين ومعلمات، بسبب النقص الشديد في الكادر التعليمي، وهذا من أهم الصعوبات التي تواجهها العملية التعليمية».

المخططات العشوائية
وعن المخططات العشوائية قال ناصر: «إن هذه المشكلة كبيرة، وهناك عبث بالمخططات، وهذه المشكلة ليست وليدة، وقد حدثت منذ الإدارات السابقة للأراضي».
وأضاف لـ«الأيام»: «توجد ثلاثة ملفات في أرضية واحدة، وحالاتها كثير، ولا يزال العبث مستمراً بحكم عدم تسليم سجل الترحيل، فقد تم العبث سابقاً بمساحة الثانوية، والحديقة، والمسجد، ومواقف السيارات، والشوارع».

وتابع «وقد تم إنقاص الأراضي حتى أصبحت (9 × 12)، وهذا العبث سبّب لنا مشاكل كثيرة، ونشعر بقلق من حدوث مشاكل أخرى، ونطالب بضرورة التدخل من قبل محافظ لحج، بإنزال فريق هندسي يعمل بنزاهة، لإصلاح هذه الأخطاء التي حدثت منذ الإدارة السابقة للأراضي، وفتح الشوارع حتى يتم تجنيب المواطنيين المشاكل والتصادم».

وحول مطالب المواطنين بالعمل على تحقيق تقدم في خدمة الاتصالات والإنترنت، قال أنيس: « توجد لدينا كابينة اتصالات، ولكن الإنترنت لم يعمل بعد، وقد تابعنا وقدمنا مذكرات للمحافظ في عام 2017م، ووجهنا لمدير الاتصالات، وقيل لنا: لا يوجد لدينا في الوقت الحالي، لكن عندما يتوافر سنعمل على توصيل خطوط الإنترنت لعاصمة المديرية، ولا زالت المتابعة مستمرة».

واختتم مدير مديرية الملاح، أنيس محمد ناصر، حديثه قائلا: «نوجه دعوة لمواطني المديرية كآفة بإن المديرية تحتاج إلى تظافر جهود جميع أبنائها من أجل تحقيق المصلحة العامة، ويجب أن نتكاتف جميعا في خدمة مديريتنا، فالسلطة المحلية وحدها لا تستطيع أن تحقق الكثير من الطموحات إذا لم يكن التعاون المجتمعي موجوداً، لأن التكاتف عامل مهم من عوامل النجاح».​