> تقرير/ رانيا اليامي
في ظل الظروف التي تعيشها البلاد من تدهور في العملة المحلية، وارتفاع في الأسعار.. وغيرها من الأزمات المتوالية، تشهد أسعار الحليب ومستلزمات الأطفال تضارباً في الأسعار لم تشهده مدينة عدن من السابق.
ومؤخرا، شكا مواطنون في العاصمة عدن من غلاء أسعار مستلزمات الأطفال، حيث تكاثرت تلك الشكاوى بسبب قيام ملاك الصيدليات برفع الأسعار، خصوصا حليب ومستلزمات الأطفال.
وقال مواطنون، في أحاديث متفرقة لـ«الأيام»: «إن الطفل، الذي يبلغ عمره من يوم إلى ستة أشهر، يستخدم علبة حليب يصل سعرها إلى خمسة آلاف ريال يمني في الأسبوع الواحد، ما يعني أنه يستهلك شهرياً عشرين ألف ريال، ناهيك عن المستلزمات الأخرى كالأدوية والحفاظات والمكملات الغذائية الأخرى».
مواطنون يشكون
وتقول المواطنة (أم وليد)، ربة أسرة: «إنها تعاني من عدم القدرة على إرضاع طفلها بسبب عدم تقبل الطفل لحليب الأم، مما اضطرت إلى شراء الحليب الصناعي».
وأضافت لـ«الأيام» «أُجبرت على شراء الحليب رغم الفقر الذي نعيشه».
من جانبها، تحدثت (أم روان) عن عدم قدرتها على إرضاع ابنتها ذات السبعة أشهر بسبب مشكلة لديها في هرمونات الحليب، فزوجها لا يستطيع شراء الحليب في كل أسبوع، فتقوم بشراء علبة واحدة لشهر كامل، معتمدة على المكملات الغذائية التي تصرف من المجمعات الصحية.
وأضاف لـ«الأيام» «لا أستطيع شراء الحليب والحفاظات لطفلي شهرياً بسبب ارتفاع أسعارهما».
ارتفاع أسعار مستلزمات الأطفال
من جهته، قال طبيب الأطفال، د. خالد مجاهد: «إنه لا غنى عن الرضاعة الطبيعية للطفل، ففيها الكربوهيدرات والبروتينات لبناء جسم الطفل، لكن يمكن اعتبار الحليب الصناعي بديلاً مناسباً لحليب الأم، لا سيما للأمهات اللواتي لا يستطعن اتباع الرضاعة الطبيعية، كما يخفف العبء على الأم، ومع ذلك فهناك إشكالية بالنسبة للأهالي من غلاء أسعار حليب ومستلزمات الأطفال، بالتالي لا يستطيعون شراء كافة مستلزمات الطفل من حليب وحفاظات وأدوية.. وغيرها، فقد يصل سعر العلبة الواحدة إلى ثمانية آلاف ريال».
صيادلة يبررون
بدوره، قال مالك إحدى الصيدليات بعدن (أ. ل. ج): «إن أمر ارتفاع الأسعار ليس بيده، وإنما بيد تجار الشركات الدوائية».
وأوضح كيفية التعامل مع الشركات، وعدم تعويضهم من قبل الشركة عند هبوط سعر العملة.
وتابع «وهناك فئة من الصيدليات أوقفت عملية الشراء من الشركات حتى يتم تفعيل التعميمات الأخيرة في حركة السوق، وتثبيت الأسعار».
الهروب من الشركات
من جانبه، أعرب الأمين العام لنقابة الصيادلة، د. محمد النسي، عن أسفه لعدم وجود الصلاحية في النزول كرقابة من غير التنسيق مع الجهات الأخرى.
وأوضح النسي حقيقة التعامل بين الصيدلية والتجار، فقال: «في الواقع العملي، عندنا تجار الشركات الدوائية، وعندنا تجار الجملة، وعندنا الصيدلية».
وأضاف لـ«الأيام» «فمن تملك صلاحية تعويض الصيدليات في حال نزول سعر الأدوية والمستلزمات فيما بعد، هي الشركات الدوائية، بينما أغلبية الصيدليات تذهب للتعامل مع تجار الجملة اختصاراً للوقت، وهروباً من المعاملات الطويلة والمعقدة بعض الشيء مع الشركات».
وأشار إلى أن «من أسباب التلاعب عدم وجود الرقابة».
معاينة المنتجات
بدوره، قال المدير التنفيذي للهيئة العليا للأدوية، د.عبد القادر الباكري: «إن دورهم هو تسعير الأدوية والمستلزمات الطبية فقط، مشيراً إلى عدم مسؤوليته في تلاعب الأسعار».
وتابع: «نحرص على عدم توزيع أي منتجات دوائية أو طبية إلا بعد معاينتها في المختبر والتأكد منها».
الصحة تنفي علاقاتها بارتفاع الأسعار
بينما قال مدير مكتب الصحة في عدن، د. جمال خدابش: «لا دخل لنا في تحديد تسعيرة الحليب ومستلزمات الأطفال، وهي مسؤولية الهيئة العليا للأدوية، باعتبارها المتمسكة بالوكالات».
وأضاف لـ«الأيام» «الرقابة والتفتيش مشتركة بينهم وبين الهيئة، فهناك رقابة لكن ليست مفعلة في ظل الوضع الأمني الحالي، ولا يوجد هناك أي تنسيق بين الوزارة وبين مدراء المديريات».
واستطرد قائلاً: «حيث تنص المادة 4 من قانون الاختصاصات (إنه يجب تحديد وإصدار التسعيرة الدوائية، ومراقبة تطبيقها، واتخاذ الإجراءات القانونية عند المخالفة)، فيما تنص المادة 40 من قانون الرقابة والتفتيش على أن (للإدارة المختصة بديوان عام الوزارة الحق في الرقابة والإشراف والتفتيش والمتابعة على جميع المنشآت الطبية الخاصّة في جميع محافظات الجمهورية)».
صيدليات عشوائية
من جانبه، قال مدير الشؤون الصيدلانية، د.عبد الله ناصر: «إن الهيئة العليا للأدوية هي المسؤولة عن تحديد أسعار الحليب، لأن الشركات الدوائية هي التي تستورد الحليب وتبيعها للصيدليات، بمعنى أنها تدخل تحت بند التسعيرات لمختلف الشركات».
وأضاف لـ«الأيام» «فالهيئة العليا هي المسؤولة -وفق القانون- على مراقبة الأسعار، ومراقبة الأدوية، وتتدخل في حالة إذا كانت هناك زيادة في الأسعار».
واستطرد «هناك تخفيض للأسعار بالنسبة لشركات الأغذية، لكن شركات الأدوية لم تُخفض بالدرجة المطلوبة، ونحن نستقبل شكاوى الجمهور في حال أي إشكاليات مع الصيدليات، لكن لا يأتي أحد للشكوى، وإذا جاء أحد سيأتي للكيد لأحدهم فقط، في حال تكاثرت الشكوى، ورأينا أنها تستحق أن تحول للنيابة العامة نحولها، لكن كما قلت لا أحد يأتي».
وقال: «نناقش حالياً الصيدليات العشوائية التي تفتح بدون تراخيص، إلى جانب وجود عمال في بعض الصيدليات بدون مؤهلات، وقد رفعنا مقترحاً للمدير العام بالقيام بحملة ضد الصيدليات العشوائية، ويفترض أن الأمور لا تعبر إلا بعد وصولها للوزارة، لكن للأسف اللعب خارج الملعب».