> تقرير خاص
تحسنت الإيرادات في الأشهر الأخيرة بسبب تحسن الخدمة
أسباب كثيرة أدت إلى إضعاف خدمة التيار الكهربائي في عموم مدن وقرى البلاد بعد حرب 2015م، وإنهائها بشكل كامل في بعض المناطق لا سيما الريفية أو التي ما تزال أراضيها مسرحاً للحرب، التي تعيش عامها الرابع على التوالي بين الشرعية وقوات الحوثي الانقلابية.
وتوزعت هذه الأسباب ما بين أزمة في الوقود أو خروج بعض المولدات والمحاطات الخاصة بتوليد التيار أو بسقوط بعض الأعمدة وتقطع الأسلاك الكهربائية بفعل القذائف وغيرها.

فضل محسن الزريبي
مديريات ردفان الأربع بمحافظة لحج كغيرها من المدن والمناطق التي تُعاني من ضعف في هذه الخدمة لاسيما في فصل الصيف، ويأمل المواطنون فيها من الجهات المسؤولة بتحسينها قبل حلول فصل الصيف، الذي تسوء فيه بشكل كبير جداً.
مدير فرع المؤسسة العامة للكهرباء بمدينة الحبيلين بردفان، فضل الزريبي، أوضح أن أبرز الصعوبات والمشاكل التي واجهت المؤسسة خلال العام الجاري 2018م كثيرة تمثلت في عدم توفر الطاقة ولو بشكل جزئي طيلة أشهر العام، معيداً السبب في ذلك لمصدر التوليد في عدن، مضيفاً، نحن مسؤولون عن أربع مديريات تقع في نطاق ردفان، والتي لم نشهد فيها استقراراً للتيار إلا خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة من هذا العام، كما كان لعدم توفر الطاقة بشكل مستقر آثاراً سلبية تمثلت في عدم حصولنا على الإيرادات، وهو ما أثّر على نشاط وسير عملنا، ومع تحسن التيار مؤخراً في فصل الشتاء تحصلنا على إيرادات جيدة».

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»، من الصعوبات التي واجهتنا أيضاً وما تزال هي عدم توفر المواد البديلة للمولدات التي خرج العديد منها عن الخدمة في عدة مناطق، ومنها مدينة الحبيلين مركز مديرية ردفان، وقد قمنا بصيانة عدد منها وشراء أخرى بالتنسيق مع المحافظ ومدير عام المنطقة، كما بذلنا جهودًا كبيرة في صيانة ما يمكن من تلك المولدات، ولكن بسبب الضغط وتزايد السكان يحدث ضعف في بعض المناطق، ولتجاوزها يبذل قسم التوزيع جهوداً مضاعفة للقيام بعملية الصيانة، وتبقت بعض المناطق من دون تيار لأكثر من شهر، ومنها أحياء في مدينة الحبيلين، لعدم وجود لدى المؤسسة مولدات بديلة، نحن في الانتظار حتى تصل المولدات التي سيتم شراؤها، وقد بذلنا في المؤسسة وبالتنسيق مع لجان مجتمعية جهودًا كبيرة لإعادة التيار الكهربائي لتلك الأحياء وبعض المناطق.. ومن ضمن المشكلات التي أعاقت عملنا تمثل بعضها بالتلاعب بالتيار الكهربائي من المشتركين، وكذا الربط العشوائي قبل تنفيذ الحملة، إضافة إلى ضعف إمكانيات المؤسسة، ووجود أربع مديريات ذات كثافة سكانية كبيرة.

مستودع المؤسسة
الحملات المنفذة حققت أهدافها بنسبة 80 بالمائة
ولفت الزريبي إلى أن «المؤسسة نفذت في الآونة من العام الجاري عدة حملات في مديرية ردفان، وتحديداً في مدينة الحبيلين، لحث المواطنين على التسديد، وكذا لضبط المخالفين والمتلاعبين بالتيار، مؤكداً بأن هذه الحملات حققت أهدافها بنسبة 80 بالمائة، خصوصاً فيما يتعلق بالتسديد والمخالفين، وأعاد هذه النجاح في كل عواصم المديريات المستفيدة لتنفيذ الحملة في ظل استقرار التيار الكهربائي فيها، فضلاً عن التفاعل والتعاون الكبير من قِبل أبناء المجتمع في المناطق الريفية فيما يخص التسديد عبر اللجان المجتمعية، ومع هذا ما زلنا بحاجة إلى تعاون مجتمعي أكبر، ومع بداية العام المقبل سننفذ، بإذن الله تعالى، المزيد من الحملات، والتي من شأنها تعمل على تحسين الخدمة».

وأضاف في سياق تصريحه لـ«الأيام» مؤخراً تم إنشاء الإدارة العامة لمؤسسة الكهرباء في العاصمة عدن، وهي إدارة لمؤسسات المحافظات، وهذا الشيء خلق لدينا تفاؤلاً كبيراً؛ كونها إدارة تخص ما يتعلق بالموازنات والموارد، وعبرها ستيسر الكثير من الأمور، ونأمل هنا بأن يكون لها دور سريع وبارز، ولدينا أيضاً تفاؤل من بدء العمل لتركيب محطة توليد بقدرة 500 ميجا في عدن، وإذا ما تم الإسراع بتجهيزها سيستقر التيار لاسيما في فصل الصيف، الذي يتطلع المواطنون خلاله بتحسن هذه الخدمة، التي عانوا منها خلال الأربع السنين الماضية».
وعن احتياجات المؤسسة التي يتوجب توفيرها لتجاوز الصعوبات وتحسين خدمة التيار، أوضح مدير فرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمدينة، فضل الزريبي، أن إدارته بحاجة إلى 4 سيارات؛ ليتمكن موظفو المؤسسة من إصلاح الأعطال في أكثر من منطقة، وكذا لصيانة المولدات التي تُعاني من الضعف في بعض المناطق خصوصاً الجبلية والوعرة، فحالياً لا تتوفر لدينا سوى سيارتين اثنتين فقط، وفي حال حدوث أكثر من خلل، لا قدر الله، لا يمكن الذهاب وإصلاحها في يوم واحد، لعدم توفر وسائل مواصلات كافية، فضلاً عن قلة الكادر المؤهل، إلى جانب احتياجاتنا الأخرى كالمواد المتعلقة بالصيانة ومولدات احتياطية، ولهذا قال لـ«الأيام»: «نجدد مناشداتنا للجهات المختصة، بدءاً بالحكومة ووزارة الكهرباء وقيادة المحافظة وكذا المنظمات الدولية الداعمة، نناشدهم بضرورة تقديم الدعم لفرع مؤسسة كهرباء ردفان، والذي يشكو من شحة الإمكانات التي خلقت العديد من المشكلات والمعوقات».

كما طالب الزريبي أفراد المجتمع بالتعاون مع المؤسسة من خلال «تسديد ما عليهم مقابل الخدمة المقدمة»، والتي من شأنها أن تسهم في استقرار عمل المؤسسة والاستمرار في تقديم خدماتها، لافتاً إلى أن «إدارته بذلت في هذا السياق جهوداً كبيرة؛ لكي تستقر الشبكة الداخلية التي تعرضت خطوطها للسرقة في عامي 2015/ 2016م، داعياً في الختام أبناء مديريات ردفان أيضاً إلى ضرورة الحفاظ على الخطوط، وعدم الرابط العشوائي المتسبب بأضرار كبيرة للتيار الكهربائي، ونحن في المؤسسة نحرص كثيراً على خدمة المشتركين، والمخالفون سنقدم بهم بلاغات إلى الجهات الأمنية للقيام بالواجب تجاههم».
