يجد الأكراد رأس حربة الغربيين في محاربة الجهاديين، أنفسهم مرة أخرى «مخذولين» من قبل حلفائهم مع إعلان سحب القوات الأميركية من سوريا، وهي ظاهرة ثابتة لهذا الشعب الذي غالبا ما استخدم كـ «عنصر قابل للتغيير».
وقالت حمرين صلاح الكردية السورية خلال تظاهرة الخميس في رأس العين على الحدود التركية «إلى هذا اليوم تعرض الأكراد دائما للخيانة. كل الذين تعاونوا معنا خانونا في النهاية».
وحدات حماية الشعب الكردية حليفة واشنطن في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، تعد عدو تركيا الدول العضو في حلف شمال الأطلسي التي تتهمها بأنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية.
وقال ديدييه بيليون الأخصائي في شؤون تركيا في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس «هذه ليست المرة الأولى التي يخذل فيها الاميركيون الشعب الكردي».

وأضاف «لطالما اعتبرت الولايات المتحدة وجهات أخرى الأكراد عنصرا قابلا للتغيير وما يعتبرونه مصالحهم العليا أهم من دعم الأكراد».
وبعد مطالبتهم بقيام كردستان موحدة، بات الأكراد يعتبرون بأنهم يشكلون تهديدا على وحدة أراضي الدول التي يقيمون فيها عندما يتسع حكمهم الذاتي.
وتابع أن وحدهم الإسرائيليين يرغبون في قيام دولة كردية موحدة «لأن ذلك سيضعف كل الأنظمة التي تناهضهم».
في سوريا بعد أن عانوا من الاضطهاد والتهميش لعقود أقام الأكراد حكما ذاتيا في شمال البلاد منذ 2011 مستفيدين من الفوضى الناجمة عن الحرب.

في الوقت الذي وصلت المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى خواتيهما، قرر دونالد ترامب سحب القوات التي يفترض ان تضمن أمن واستقرار المناطق الكردية من التهديد التركي ومن نظام دمشق وحليفيه الروسي والإيراني.
وأضاف لصحيفة «ليبراسيون» أنه في النزاع السوري «ليس هناك اي حليف استراتيجي، والمنطق تكتيكي بحت. أحيانا النقائض يمكن أن تتقارب».
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لوديران إن القوات الكردية «قدمت في هذه المعركة تضحيات جساما» في حين تقدم لهم باريس دعما جويا وميدانيا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن قرار ترامب «يعود إذا أخذناه حرفيا إلى ترك القوات العربية والكردية والشعوب لمصيرها». (أ.ف.ب)