> تقرير/ هشام عطيري
يتوزع في مديرية القبيطة 25 موقعًا صحيًا، منها 7 مراكز صحية، و18 وحدة صحية، تقدم خدماتها بحسب الإمكانيات المتاحة، الأمر الذي جعل الوضع الصحي فيها يُعاني من تدهور شديد جراء عدم توفر المتطلبات اللازمة لتشغيلها، فيما لا تزال بعضها تقع تحت سيطرة قوات الحوثي.

وأوضح جازم في تصريحه لـ«الأيام» أن بعض المواقع الصحية تعرضت معداتها وأدواتها للنهب والسرقة أثناء سيطرة الانقلابين عليها، كالمركز الصحي في سوق الخميس، ومواقع أخرى منع موظفوها من مزاولة عملهم فيها من قبل أفراد المقاومة بعد تحريرها من المليشيات.
شحة الإمكانات
تعد مديرية القبيطة إحدى مديريات محافظة لحج ذات التضاريس الصعبة، وهو ما يؤثر على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية وخاصة الجانب الصحي.
ولفت جازم إلى أن هناك مرافق صحية جاهزة من حيث المباني، ولكنها متعثرة عن العمل نتيجة العجز في توفير الكادر الطبي، وكذا المعدات والأدوات الضرورية، وعدم اعتماد الموازنة التشغيلية لها، كالوحدة الصحية في منطقة الدبي، والوحدة الصحية في جبل النبي شعيب، وأخرى تعمل في مبانٍ متهالكة وقديمة أضحت آيلة للسقوط وغير صالحة للعمل الصحي، مثل الوحدات الصحية في مناطق: زيق، السفيلى، وعراصم وغيرها، وهناك مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة تفتقر إلى أبسط مقومات الخدمات الصحية نتيجة لوقوعها في مناطق بعيدة عن المرافق الصحية، مع عدم اعتماد مواقع صحية جديدة لتغطيتها، مؤكداً في السياق بأن «النفقات التشغيلية المعتمدة للمكتب والمرافق الصحية التابعة له ضئيلة جدًا، ولا تغطي حتى 20 % من متطلباتها؛ خاصة بعد إلغاء بعض بنود الموازنة التشغيلية من قبل المالية، إلى جانب ضعف التمويل الطبي الدوائي الشهري الذي أصبح لا يغطي بعض المرافق الصحية نتيجة محدوديته مقارنة بعدد سكان المديرية، والذي يتجاوز عددهم 158 ألف نسمة.
عزوف المنظمات

قصور في بعض التعهدات

أضرار كبيرة
وأكد مدير مكتب الصحة في المديرية بختام تصريحاته لـ«الأيام» أن إدارته تعمل بجهد في سبيل توصيل الخدمات الصحية للمواطنين، على الرغم من شحه الإمكانات والدعم، مطالبًا الجهات المختصة في المحافظة ومدير مكتب الصحة النظر للمديرية بعين الاعتبار، شاكراً في السياق المحافظ اللواء الركن أحمد عبدالله تركي، ومدير عام مكتب الصحة د.عارف عياش، ومدير المديرية عماد غانم، على الدور الذي يقومون به في تسهيل العمل والمساعدة الدائمة، وحرصهم الشديد على خدمة أبناء القبيطة».
وأعاد مدير مكتب الصحة في المديرية، محمد سعيد جازم، أن التدهور الشديد الحاصل في الجانب الصحي ناتج عن عدد من العوامل، أبرزها الأوضاع الأمنية، والحرب التي ما زلت مستعرة في بعض أجزائها، أو بوقوعها في خط النار بين قوات الشرعية والمليشيات.

معدات خاصة بالمستشفى الريفي
شحة الإمكانات
تعد مديرية القبيطة إحدى مديريات محافظة لحج ذات التضاريس الصعبة، وهو ما يؤثر على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية وخاصة الجانب الصحي.
وبيّن مدير مكتب الصحة أن طبيعة التضاريس الجبلية المعقدة عادة ما تحول دون وصول الخدمات الصحية لبعض المناطق في المديرية، فضلاً عن ما تسببه شحة إمكانيات إدارته من عجز كبير في توصيل المتطلبات إلى المواقع الخصة، إلى جانب عدم توفر وسائل نقل لها.
عزوف المنظمات
وكشف جازم لـ«الأيام» أن كميات الأدوية المستلمة لا تساوي إيجار نقلها إلى المواقع الصحية، فضلاً عن عزوف وهروب بعض المنظمات المانحة من الدخول في المديرية تحت مبرر الأوضاع الأمنية غير المستقرة، باستثناء بعض التدخلات التي يقوم بها البعض في الأماكن الآمنة في المديرية، كـ «الهيئة الطبية الدولية»، والتي تعاقدت مع 5 مواقع صحية على توفير بعض الأدوات والمواد التغذية لها، مع تزويد بعضها بألواح الطاقة الشمسية وتوابعها، وكذا توصيل شبكة مياه لوحدات صحية أخرى، إلى جانب ما قدمته منظمة «اليونيسيف» عبر البنك الدولي، والمتمثل بتزويد 6 مرافق صحية بالأدوية، وبعض المعدات الطبية، ونفقات تشغيلية، وحوافر شهرية للعاملين؛ مقابل تنفيذ أنشطة خارج المواقع الصحية كالتحصين والتغذية والصحة الإنجابية ورعاية الطفل، أيضاً «المؤسسة الطبية الميدانية» زودت عدداً من المواقع الصحية بمواد تغذية إلى جانب ترميم بعضها من قبل إحدى المنظمات الفرنسية، وتزويدها بألواح الطاقة الشمسية، وترميم الحمامات، وتوصيل شبكة المياه للوحدات الصحية في مناطق: علصان، تنافر، المراغ، ذر، والمركز الصحي بالرماء.

مختبر بلا مواد
قصور في بعض التعهدات
وأشار مدير الصحة في المديرية إلى وجود بعض القصور في تعهدات بعض المنظمات والصناديق كـ «الصندوق الاجتماعي للتنمية»، والذي وعد بالتعاقد مع عمال التغذية في جميع المرافق الصحية في المديرية، من خلال تحفيز العمال بالقيام بمتابعة ورصد ومعالجة حالات سوء التغذية بين صفوف الأطفال والنساء الحوامل، والتي أصبحت منتشرة بشكل يثير القلق، نتيجة للظروف المعيشية القاسية للأهالي، غير أنه لم يفِ بالتزاماته، وقام بالتعاقد مع بعض المشرفين من خارج إطار الصحة، وليس لديهم خبرة في المجال الصحي.

تجهيزات خاصة بالمستشفى الريفي
أضرار كبيرة
وعن أوضاع المركز الصحي بكرش قال جازم: «كان المركز مهيأً ليكون مستشفى ريفي منذ 8 أعوام؛ نتيجة لاحتوائه على العديد من المعدات والأدوات الطبية، ولكنه ظل متعثراً لعدم توفر الكادر الطبي وعدم اعتماد النفقات التشغيلية له، أما حالياً فقد تعرض لأضرار كبيرة أثناء الحرب من قبل مليشيات الحوثي.