> تقرير/ سالم حيدرة صالح

أضحت المياه الآسنة تُشكّل، مؤخراً، علامة تميّز لعدد من مدن محافظة أبين، وطغت رائحتها، التي تُزكم الأنوف، على رائحة الفل فيها.
ويعود طفح المجاري في مدينة لودر إلى عدم تنفيذ مشروع مياه الصرف الصحي، هو ما حوّل شوارعها إلى مستنقعات وبيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للعديد من الأمراض والأوبئة.

وقفات احتجاجية
ونفذ الأهالي الكثير من الوقفات الاحتجاجية؛ طالبوا خلالها السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة بتنفيذ المشروع، الأمر الذي لم تستجب له الجهات المعنية حتى اللحظة.
وأشار المواطن جمال الهبة، إلى أن «الأهالي بالمدينة يحلمون، منذ أعوام طويلة، بتنفيذ المشروع الخاص بمياه الصرف الصحي، غير أن كل الوعود، التي قدمت بخصوصه، لا تزال حبراً على ورق».

مواطنون: مشاريع خاصة لم تنفذ والمعنيون لم يحركوا ساكناً 


فيما أكد المواطن أحمد عبدالله حميد، أن طفح المجاري أصبح يهدد حياة المواطنين وصحتهم في ظل سكوت السلطة المحلية بمديرية لودر، الذي قال: إنها «لم تُكلف نفسها بعمل الحلول المناسبة لهذا المشروع، الذي طال انتظاره»، لافتًا إلى أن» الأهالي سيقومون بتنفيذ الوقفات الاحتجاجية لمطالبة المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم بتنفيذ المشروع الخاص، وذلك لِما له من أهمية كبيرة».

وصمة عار
وقال المواطن محمد حسين عبدالله: «إن عدم تنفيذ مشروع الصرف بمدينة لودر يُعد وصمة عارٍ على السلطة المحلية بأبين، ودليل عجز منها في تأدية مهامها».
وأضاف في حديثه لـ «الأيام» المدينة تحوّلت إلى بحيرات من المياه الآسنة، على الرغم من مطالباتنا المتكررة للجهات ذات العلاقة بتنفيذ هذا المشروع، الذي من شأنه أن يُنقذ الأهالي من الأمراض والأوبئة، التي باتت منتشرة وتهدد حياتهم، ولكن كما يُقال: «لا حياة لمن تنادي».

المواطن الخضر عبدالله حسين أخذ بأطراف الحديث وقال: «ما زلنا نُعاني الأمرين في هذه المدينة، التي صار منظرها مقزز جراء مياه المجاري، التي وقفت أمامها الجهات المسؤولة موقف المتفرج».

مدير عام زنجبار: نعمل لإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل والصعوبات


تساقط أسلاك الكهرباء
مديرية زنجبار عاصمة المحافظة هي الأخرى نالها نصيب وافر من هذه المشكلة، التي تكاد تكون ظاهرة وسمة مُلازمة لمحافظة أبين ومديرياتها.
وباتت مياه المجاري تحاصر العديد من منازل الموطنين في حارات كثيرة، كما هو الحال بحارة «الصرح» بالمدينة، جراء الانسدادات في المناهل.

ولفت المواطن علي عبدالله الحريق في حديثه لـ «الأيام» أن المواطنين يشكون إلى جانب مياه الصرف الصحي من تساقط أسلاك الكهرباء من الأعمدة، والتي باتت هي الأخرى تهدد حياة وسلامة الأهالي؛ لاسيما الأطفال، والذين عادة ما يقضون كثيراً من أوقاتهم بالعب في الشوارع، وغير مدركين لما تشكله من خطورة عليهم.
من جانبه، قال الكابتن أحمد ناصر العريس، عاقل حارة الصرح: «إن سكان الحارة أصبحوا مهددين بتساقط أسلاك التيار الكهربائي في أي لحظة، وبانفجار مجاري الصرف الصحي المستمر جراء الانسدادات في مناهلها الخاصة».

وناشد العريس عبر «الأيام» المحافظ، اللواء الركن أبوبكر حسين، بضرورة الزام إدارتي مؤسسة الكهرباء، ومؤسسة المياه والصرف الصحي بمعالجة المشاكل، التي تواجهنا وتهدد حياة وسلامة الأهالي بحارة الصرح.

وعود بإيجاد الحلول
من جهته، أكد مدير عام مديرية زنجبار، غسان شيخ فرج، أن السلطة المحلية مهتمة بمشروع مياه الصرف الصحي بحارة الصرح، وأن إدارته ستعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل والصعوبات، التي يُعاني منها المواطنون بالمدينة؛ من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية، إضافة إلى إعادة تأهيل خطوط مياه الصرف الصحي، التي تعرضت للانسدادات.
ووعد فرج خلال تصريحه لـ «الأيام» بمتابعة مؤسسة الكهرباء؛ لإصلاح الأسلاك الآيلة للسقوط من الأعمدة الكهربائية، كون ذلك يأتي في إطار مهام السلطة المحلية بالمديرية.