> تقرير/ هشام عطيري

كشف تقرير حديث صادر عن مكتب الأشغال العامة والطرق بمديرية تُبن محافظة لحج عن قيام جهات وأشخاص بإغلاق الشوارع الرئيسية والمحورية والفرعية في جميع مناطق التجمعات السكنية بالمديرية من خلال أعمال بناء مخالفة للمخططات الموضوعة للشوارع والخدمات، مبيناً أن هذه الأعمال تمت لعدم مقدرة المكتب على توقيفها منذ المراحل الأولى للإنشاء لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لديه.

وأوضح التقرير- الذي حصلت «الأيام» على نسخة منه- العديد من المخالفات بالمديرية والتي تُعد من أكبر التجمعات السكانية على مستوى المحافظة في مجالات الصرف الصحي والنظافة والأسواق، بالإضافة إلى عمل العديد من المنشآت بدون تصاريح، وعدم دفع الرسوم المستحقة بخصوصها، والتوسع  السكني على حساب الأراضي الزراعية، إلى جانب وجود العديد من المراسلات من السلطة المحلية لتوقيف أعمال البناء في تلك المناطق الزراعية وخاصة في منطقة مجاهد وبقية المناطق التي- حسب التقرير- لم يعلموا عنها شيئا والتي تعد من صلب عمل إدارة الزراعة التي طالبها التقرير أن تحرك طاقمها لتوقيف تلك الاعمال.

 منشآت صناعية غير مرخصة تزاول عملها دون علم الجهات الرسمية

مخلفات لمنشآت ومصانع
وأشار إلى أن غالبية المنشآت الصناعية كالكسارات ومعامل السيارات والمياه ومصانع الثلوج تزاول نشاطها في المديرية دون علم الجهات الرسمية، وبدون تراخيص بناء، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الوضع البيئي في المديرية من خلال قيام تلك المنشآت بتصريف المياه غير الصالحة إلى باطن الأرض وانبعاث الروائح، ومعالجة المياه غير الصحية وغير المطابقة للمواصفات من قِبل معامل المياه ممّا يؤدي إلى الإضرار بالبشر، فضلاً عمّا تقوم به محطات غسيل السيارات من تصريف مخلفاتها تصريفا عشوائيا إلى باطن الأرض والمتسبب بتلوث المياه الجوفية نتيجة امتزاجها بالشحوم والزيوت والديزل.

مصادرة للإيرادات
وبيّن التقرير وجود العديد من المخالفات في مجال الدعاية وإعلانات الطرق الرئيسية في المديرية والتي قامت قيادة المحافظة سابقًا بتوقيع عقد استغلال بعض المواقع لمصالحة أحد المستثمرين، لافتًا إلى مرور عامين على تلك الاتفاقية دون معرفة مصير إيرادات هذه اللوحات الإعلانية، وتتوزع رسوم الإعلانات على بنود إيرادات محلية وصندوق النظافة بواقع 500 ريال للمتر الواحد للصندوق، وبواقع 1000 إلى 2000 ريال رسوم إيرادات محلية للمتر الواحد، إضافة إلى رسوم الأرضية 500 ريال على المتر الواحد.

وحول النظافة في المديرية، أوضح التقرير أن تُبن تُعاني في مجال النظافة نتيجة لاقتصار عمل الصندوق على نظافة عاصمة المحافظة وأجزاء من الخط العام، فيما العديد من قرى المديرية والعديد من المنشآت لم تشملها أعمال النظافة ورفع القمامات المتراكمة من قبل الصندوق، إضافة إلى وجود العشرات من بيارات الصرف الصحي الراشحة والمتسببة بمضايقات للأهالي وزادت من مشاكلهم في مختلف المناطق لعدم توفر آليات شفط المياه، لافتاً في السياق إلى أن المديرية كان لديها في السابق (بوزتان) لشفط المياه الآسنة من المناطق التي لم تشملها شبكة الصرف الصحي وعلى وجه الخصوص منطقة صبر وكافة قرى المديرية والمقدر عددها بـ 70 قرية».

 توسع سكني على حساب الأراضي الزراعية 

محطات بدون تراخيص
وكشف التقرير أن أغلب محطات الغاز والبترول في المديرية لا يوجد لديها تراخيص بناء أو غيره من التراخيص، فضلاً عن عدم معرفة السلطة المحلية بذلك.
وعن المدن السكنية الاستثمارية في المديرية أشار التقرير إلى عدم تسديدها لرسوم الدولة بمختلف مراحلها رغم قيام الجهات المسؤولة في الأراضي بمنح مساحات لإقامة هذه المدن مجانًا مع كافة خدماتها.. كاشفًا عن وجود اعتداءات طالت العديد من مرافق الخدمات كالمدينة الخضراء رغم الشكاوى  العديدة من الساكنين في المدينة والمطالبين بمحاسبة «الشركة» تجاه التصرف بمواقع الخدمات للمواطنين في المدينة، والتي- وفقاً للتقرير- لم تقم باستخراج تراخيص البناء أو غيرها من مكتب الأشغال رغم إعطاء الشركة كل الامتيازات والإعفاءات لبعض المواقع المخصصة كمتنفسات عامة، موضحاً في ذات السياق «قيام جهات قضائية بعمليات توثيق للبيع والشراء في هذه المدينة وغيرها من المدن دون الرجوع للمكتب للتأكد من سلامة المخططات وتراخيص البناء فيها.

 أجهزة ذات علاقة تصرف عقودًا في الشوارع مما تسبب في إرباك عمل مكتب الأشغال وضياع الإيرادات

ضعف الإمكانيات
ولفت التقرير الصادر عن مكتب الأشغال العامة والطرق بمديرية تُبن إلى أن «افتتاح سوق مركزي بالعند لنقل باعة الخضار والفواكه والأسماك والقات إليه من الشارع العام بالمدينة لم يحقق أي شيء ملموس من هدفه، وهو ما سبب في ضياع الإيرادات العامة للمديرية.
كما أبرز التقرير العديد من الصعوبات التي تعترض سير عمل مكتب الأشغال العامة والطرق في المديرية، منها عدم توفر الامكانيات، ووسيلة النقل، والنفقات التشغيلية، قياسا بحجم أعمال المكتب واتساع المديرية، إضافة إلى عدم توفر أداة الضبط القضائي لضبط المخالفين لعمليات البناء في الشوارع الرئيسية والمحورية والفرعية.. لافتاً إلى أن هناك مخالفات قيدها المكتب غير أن عدم اتخاذ الإجراءات القضائية ساهم في استمرار المخالفين بعمليات البناء.

وأشار التقرير في ختامه إلى أن المكتب قام برفع العديد من المخالفات إلى الجهات المختصة ومتابعتها، إلا أن الأجهزة ذات العلاقة تقوم  بعمليات صرف لعقود في الشوارع بحجة إلغاء تلك المخططات وهو ما سبب إرباكا لأعمال المكتب والسلطة المحلية بالمحافظة والمديرية وضياع إيرادات الدولة».