> صلاح السقلدي
منذ الساعة الأولى من حادثة قاعدة العند العسكرية التي استهدفتها طائرة حوثية مسيّرة صباح الخميس عن بُعد، ذهبتْ الشرعية إلى صرف الأنظار بعيدا عن التعرض للأسباب التي أدت إلى حدوث هذا الاختراق العسكري الخطير، وهو ليس الأول من نوعه الذي تتعرض له، فلم يقف إعلام الشرعية وأصواتها في القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية وبرامج التواصل الاجتماعية على الأسباب التي أدتْ إلى هكذا اختراق، وهي التي تمتلك القدرات التقنية الهائلة وتتلقى الدعم العسكري الكبير.. وذهبتْ عوضاً عن ذلك إلى تصوير الحادثة بأنها حادثة إرهابية، وكأن هذه الطائرة قد استهدفت مدرسة ابتدائية أو مجمعا استهلاكيا أو مستشفى للأمومة والطفولة، وليس قاعدة عسكرية.
كما اعتبرتها - وبطريقة طريفة وبخفة دمها المعهودة - على أنها انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في السويد، مع يقينها (أي الشرعية) بحقيقة أن المنطقة التي حدثت فيها العملية ليست مشمولة بمناطق وقف إطلاق النار. كما أن اعتبار هذه العملية عملية إرهابية في خضم حرب عسكرية يمثّل استهانة بعقول الناس وتهرب صارخ من تسمية الأمور بمسمياتها بعيداً عن التضليل والتهرّب من الاعتراف بالإخفاق، بل قل الاعتراف بالخيانة في صفوفها.