> لعب الحزام الأمني دوراً بارزاً في محاربة الإرهاب وعودة الشرعية إلى عدن
في ظروفٍ استثنائية صعبة يعيشها اليمن جاء التحالف العربي لاستعادة الشرعية ليرسمَ ملحمةً تاريخية هدفها إنقاذ البلد من السقوط في شَركِ المخططات الإيرانية ومستنقع التبعية لنظام الملالي الذي سعى عبر الميليشيات الانقلابية كي يجد لنفسه موطئ قدم يُحقق من خلالها طموحاته الإقليمية التوسّعية.. فعلى الصعيد العسكري تمكّن التحالف من كبح جماح الميليشيات وتحقيق نجاحات واسعة وحاسمة في تحرير العديد من المناطق والمحافظات، وخنق الحوثيين وسد منافذ الدعم والتمويل التي يعتمدون عليها في مخططاتهم.
سياسياً، نجح التحالف العربي في فضح ممارسات الحوثيين وإقناع العالم بقضية اليمنيين العادلة وبشرعية الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ومواجهة ما يُمارسه الانقلابيون من تضليل وأكاذيب، ما رجّح كفة الشرعية في المنظمات والمحافل الدوليّة، وما أجبر أيضاً الحوثي -بعدما أيقن هزائمه الميدانية- على الجلوس على طاولة المفاوضات، وذلك بعد خنقه داخلياً (على الأرض) وخارجياً.
جاء تدخل التحالف العربي -بعد انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014 على الحكومة الشرعية- منقذاً لليمن، وحقق منذ بدأ عملياته في 25 مارس 2015م نجاحات متواصلة ابتداءً بعاصفة الحزم وليس انتهاءً بعملية تحرير الحديدة في 2018، تمكّن خلاله من التصدي للميليشيات المدعومة إيرانيا.
ضد الإرهاب
في خطٍّ متوازٍ مع مواجهة الانقلابيين، تمكن التحالف عبر عملياته النوعيّة من تحقيق انتصارات على الإرهاب، لاسيما تنظيم القاعدة، وليس أدل على ذلك أيضاً مما حدث في المكلا وساحل حضرموت بعد سيطرة الإرهاب عليهما في الشهر الرابع من عام 2015، ثم نجاح التحالف بعد عام واحد من تحريرهما.
وقد قدمت قوات التحالف سبل الدعم كافة للقوات اليمنية للتصدي للإرهاب في عدن ولحج وشبوة وحضرموت وأبين خلال تلك الفترة في مهمة جاءت في خطٍّ متوازٍ مع مهمة التصدي للحوثيين من أجل استعادة الشرعية في اليمن، لاسيما أن الإرهاب قد وجد الفرصة سانحة ليتغلغل في الساحة اليمنية.
تحرير متواصل
وبمقارنة ذلك الوضع بما تحقق الآن فعلياً على الأرض بعد مرور ما يقرب من 4 سنوات فإن نسبة 85 % من الأراضي اليمنية هي بيد الحكومة الشرعية بعد أن كان الحوثي مسيطراً على عدن والساحل، بعد أن تواصلت عمليات تحرير المدن اليمنية بشكل متواتر ومتتابع جنباً إلى جنب ومواجهة الإرهاب، وكذا إعادة الاستقرار للمدن المُحرّرة وإغاثة أهلها ودعمهم بفضل جهود قوات التحالف العربي، حتى تم تضييق الخناق على الميليشيا والوصول إلى معقلها في صعدة وسد منافذ التمويل والدعم الآتية إليها عبر الساحل الغربي وميناء الحُديدة.
وقد مثل ذلك الدعم السخي الذي قدّمه التحالف للقوات اليمنية حلقة مُهمة من حلقات الملحمة التاريخية البطولية التي لا تزال تُكتب حلقاتها تباعاً على الأراضي اليمنية بمداد الدم حيناً، وليس أدل على ذلك من الملاحم الفدائية التي سطّرها شهداء الإمارات على الأراضي اليمنية.
الحزام الأمني
ولا يمكن هنا إغفال دور «الحزام الأمني» الذي تشكّل بعد تحرير عدن، ولعب دوراً بارزاً في مواجهة الإرهاب والتطرف وتأمين المحافظات المحررة، بخاصة مدينة عدن (بما أفسح المجال لعودة الحكومة الشرعية إلى عدن في العام ذاته)، وكذا محافظة لحج التي تمت السيطرة عليها في أبريل 2016، إضافة إلى العمليات التي شهدتها حضرموت وعاصمتها المكلا في سبيل طرد تنظيم القاعدة منها، وهو ما تحقق في عام 2016، ويبزغ هنا دعم التحالف لقوات النخبة. وهو ما تكرر في محافظة شبوة، بعد أن أطلقت قوات النخبة هناك بدعم من التحالف في أغسطس 2017، عملية لتأمين الشريط الساحلي، في مواجهة التنظيمات والعناصر الإرهابية.

وفي المحافظات الشمالية، تمت استعادة مأرب، ومعظم مديريات الجوف والبيضاء وتعز، ومناطق في محافظة حجة، كمدينة ميدي ومينائها، وفتح جبهات قتالية نحو معاقل الانقلابيين في صنعاء وصعدة.

«لولا تدخل التحالف العربي لكانت هناك مجاعة في معظم المحافظات اليمنية». هكذا لخص وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب سيف فتح، في تصريحات لـ «البيان»، أشار خلالها إلى أنه قد تزامن مع عاصفة الحزم عاصفة الأمل ذات الأبعاد الإغاثية الإنسانية، ومن خلال منظمات ومراكز العمل الإغاثي كان هناك تدخل عاجل من قِبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي وهيئة الإغاثة الكويتية، بعملية إغاثية متعددة الجوانب والأهداف، مشدداً على أن التحالف أسهم بدعم فاعل من منظمات الأمم المتحدة من خلال دعم خطط الاستجابة التي تعلنها الأمم المتحدة لإغاثة الشعب اليمني وكذا الدعم المباشر لتلك المنظمات.
إرهاصات
ويتحدث الوزير اليمني عن الإرهاصات التي مهدت لدور التحالف المُهم في اليمن، ذلك أنه «بعد 11 فبراير 2011 جاءت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لتحديد مسار مصالحة وطنية نتج عنها انتخابات رئاسية شهد العالم بنزاهتها وحصدت مشاركة شعبية واسعة ونتج عنها انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قاد حواراً وطنياً بمشاركة 656 ممثلاً لمعظم شرائح الشعب اليمني (الشباب والمرأة والمهمشين والأحزاب والتنظيمات السياسية وممثلي الحراك الجنوبي والحوثيين وممثلي المؤتمر الشعبي العام)، واستمر الحوار أكثر من عشرة أشهر نتجت عنه وثيقة توافق وطني وافق عليها كل المشاركين في الحوار، وتحدثت تلك الوثيقة عن تأسيس دولة اتحادية لامركزية من ستة أقاليم».
لجنة الدستور
وتم بموجب ذلك تشكيل لجنة لصياغة الدستور من معظم الاتجاهات، وعرضت تلك الوثيقة على مجلس الأمن وأصدر قراراً بدعمها واعتبرها طريقاً لحل الصراع في اليمن، وعندما أنهت اللجنة أعمالها وتم تسليم مسودة الدستور للرئيس عبدربه منصور هادي، حدث انقلاب عسكري سياسي من قِبل الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح (آنذاك)، وتم احتجاز رئيس الوزراء والرئيس المنتخب وعدد من الوزراء وفرض الإقامة الجبرية عليهم، ورفع قادة الانقلاب شعار (احكمكم أو اقتلكم)، وعندما هرب الرئيس إلى عدن تم قصف مقره بالطيران، لذا قام بطلب تدخل دول التحالف العربي لحماية ما اتفق عليه الشعب اليمني.
احتواء الصراع
يعد اليمن ذا أهمية إستراتيجية بحكم موقعه الإستراتيجي لأمن المنطقة والعالم باعتباره إحدى البوابات الرئيسية التي يمر عبرها الكثير من المصالح الدولية (التجارية والعسكرية).
يقول وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، في تصريحات خاصة لـ «البيان»: “إن ما حدث في اليمن في العام 2011 كان أخذ مساراً عنيفاً حتم بدوره على دول مجلس التعاون الخليجي أن تتدخل لحل الأزمة اليمنية الشائكة والمعقدة، وذلك بإطلاق المبادرة الخليجية المهمة والتي عملت على احتواء الصراع وإعادة الفرقاء السياسيين إلى طاولة الحوار الوطني، وما يحسب هنا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هو أنها دولت الأزمة، بهدف إخراج اليمن من أزمته إلى سلام عادل ومستقر، ناشدة بذلك مصلحة الأمن القومي العربي والعالمي”.
ويقول عسكر: «لولا الدعم الإيراني لما تشجعت الميليشيا بالخروج على الإجماع الوطني وانقلابها على سلطة وشرعية الرئيس المنتخب من قِبل الشعب ومن خلال سيطرتها على العاصمة صنعاء، ومن ثم تمددها إلى كل مدن اليمن وسيطرتها على مقدرات الدولة من مؤسسات مدنية وعسكرية، ما جعلها ميليشيات دولة، بخاصة بعد سيطرتها على السلاح الإستراتيجي والصواريخ بعيدة المدى فأصبح وجود هذه الأسلحة بيد هذه الجماعات يشكل خطراً يهدد الأمن القومي العربي والدولي».
ويردف: «استدعاء التدخل الإقليمي من قبل الرئيس الشرعي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج لسيطرة الانقلابيين على مقدرات الدولة اليمنية، ما جعل المسألة تأخذ بعداً إقليمياً ودولياً، إن تدخل الأشقاء جاء في هذا الإطار، الخطر المهدد للمصالح الإقليمية والدولية، بحكم الجوار والمصالح العربية المشتركة، وهذه الصلة والمصلحة كانت سبباً جوهرياً لتدخل دول التحالف العربي، باعتباره تدخلاً أخوياً صادقاً وحاسماً، وشكل نقطة مضيئة في العمل العربي المشترك الهادف لردع واستئصال شأفة المشاريع الإيرانية في المنطقة العربية».
مخططات تدميرية
«عندما أقدم الانقلابيون في 21 سبتمبر 2014 على السيطرة على الدولة بقوة السلاح وتنفيذ انقلاب دموي، لم تكن أهدافهم تولي مقاليد الحكم في اليمن فحسب، بل كان الانقلاب ضمن مخطط دول إقليمية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ككل، وهذا الأمر ليس خافياً حتى قبل تنفيذ الانقلاب، وذلك من خلال مساندتهم الإرهاب والتطرف وافتعال أزمات سياسية واقتصادية، لاسيما مع تطلعات الشعب اليمني لتحقيق التغيير نحو الأفضل، ونجاح الحوار والخروج بوثيقة توافقية تعالج الماضي وترسم معالم المستقبل»، هكذا وصف وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في الحكومة اليمنية، ياسر عبدالله الرعيني، في تصريحات لـ «البيان»، ظروف ومبررات تشكيل تحالف استعادة دعم الشرعية في اليمن.
مخططات
منحنى التعافي في اليمن دفع بتعجيل بروز المخططات التدميرية التي تدار بأيادٍ إقليمية من خلال الميليشيات لتنفذ انقلابها المشؤوم، ولتنطلق في زعزعة الأمن والاستقرار التي تستهدف دول الجوار في الخطابات العلنية لعصابة الحوثي وإيران ومنها إعلان سقوط صنعاء كعاصمة رابعة في يد إيران، فضلاً عن قيام مسلحي الحوثي في 12 مارس 2015 بإجراء مناورات عسكرية على حدود السعودية، في رسالة تهديد واضحة.
ويتابع الوزير قائلاً: «ميليشيات الانقلاب لم تكتفِ بالاستيلاء على مؤسسات الدولة، بل أخضعت كل قيادات مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للإقامة الجبرية، بمن فيهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وأقدمت على نهب المعسكرات والسيطرة على البنوك وإطباق الخناق على القطاع الخاص، وممارسة العنف والاعتقالات والإخفاء القسري والانتهاكات بكل أصنافها، ولفشلهم في منع وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، أرسلت الميليشيات الانقلابية طائرات حربية لاستهداف قصر المعاشيق في عدن الذي كان فيه الرئيس وقيادات الدولة».
نجاح كبير واستثنائي
يقول السفير اليمني لدى فرنسا، د.رياض ياسين: «أعتقد بأن دور التحالف العربي جيد ومهم للغاية؛ لأن ما حدث في اليمن لم يكن مسبوقاً، وهي تجربة صعبة يخوضها اليمنيون في مواجهة مع مجموعة ميليشيا ترتكب أعمالاً إجرامية وإرهابية، واستولت على العاصمة في سابقة في الشرق الأوسط ربما لم تسبقهم إليها إلا طالبان في أفغانستان».
وبالتالي فإن «ما قام به التحالف العربي يعتبر نجاحاً كبيراً واستثنائياً بكل المقاييس، بخاصة أنه يتعامل مع مجموعة لا ترغب في أن تكون شريكة في صنع السلام (الحوثيون)».

ويوضح وزير خارجية اليمن السابق أن الميليشيات تعتقد بأن بوسعها فرض الأمر الواقع بقوة السلاح، وهي بذلك لا تختلف عن تنظيم داعش الإرهابي أو بوكو حرام أو أية منظمة إرهابية، ولذلك -وفق ياسين- «ما قمنا به من ناحية دبلوماسية وسياسية ابتداءً من عاصفة الحزم وحتى اليوم هو في تقييمي الشخصي جيد جداً ومهم للغاية»، بخاصة في عملية كيفية جلب تلك الجماعة المتمردة على كل القوانين والقيم الإنسانية إلى مبدأ الحوار وطريق السلام، وهو طريق صعب جداً عليهم أن ينخرطوا فيه.
فضح الميليشيا
نجحت دبلوماسية دول التحالف والدبلوماسية اليمنية في أن تفضح تلك الميليشيا وتواجهها أمام العالم بحقيقتها بأنها لا ترغب أو تريد السلام ولا يمكن أن تستجيب لأية خطة أو تنخرط في عملية سلمية، لكن «لابد من استمرار المحاولات؛ لأنه لا يمكن أن نسمح باستمرار هذه الحرب ولا بجر اليمن والمنطقة إلى حرب طويلة لن تنتهي».
ويردف الدبلوماسي اليمني قائلاً: «لعبت دول التحالف دوراً ريادياً على المستويين الإنساني والإغاثي. إن ما قامت به المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان، وما قامت به الإمارات من خلال الهلال الأحمر الإماراتي، وكذا دولة الكويت، هي أدوار مهمة ومباشرة في مجال الإغاثة الإنسانية، نجحت في تحقيق الكثير من الإنجازات، ولولا تلك المساعدات المباشرة لكان وضع اليمن حقاً سيئاً».
كما أنه ومن خلال هذه المظلّة أدرك الحوثيون أن مدينة وميناء الحديدة ليسا تحت سيطرتهم، وبالتالي ذهبوا إلى ستوكهولم، مشيراً إلى أن نجاحات التحالف العربي أجبرت الميليشيا على القبول بالجلوس على الطاولة.
التحالف المُنقذ
ويعتقد وكيل وزارة الإعلام اليمنية صالح الحميدي بأن «التحالف العربي جاء في توقيت مناسب للغاية، في الوقت الذي كانت قوة يمنية تحاول أن تضع اليمن في أحضان إيران، وقد جاء التحالف كمنقذ، مشيراً إلى أن دور السعودية والإمارات كبير على مختلف الأصعدة.
ويوضح الحميدي أن الإمارات والسعودية كانتا سباقتين في تقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين بشكل مباشر، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن السعودية والإمارات كان لهما دور كبير في الضغط على المجتمع الدولي للاهتمام بالملف اليمني، وأسهما مع الحكومة اليمنية في إجراء مشاورات جنيف والكويت وأخيراً ستوكهولم.
جهود إنسانية وإغاثية
الجهود السياسية والدبلوماسية والعسكرية في إطار التصدي للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ومكافحة الإرهاب في اليمن صاحبتها جهود واسعة النطاق على الصعيد الإنساني والإغاثي؛ ذلك أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قد قدمتا حزمة مساعدات متواصلة منذ العام 2015 وحتى الآن، غطت شتى القطاعات من أجل تخفيف المعاناة عن المواطن اليمني في ظل ظروف الحرب الراهنة.

وبادرت الإمارات والسعودية، في نوفمبر الماضي، بالتعهد بتقديم 500 مليون دولار لدعم الإغاثة في اليمن، في الوقت الذي تقوم ميليشيا الحوثي بعرقلة تلك الجهود.
وشملت جهود التحالف الإغاثية والإنسانية مختلف القطاعات المرتبطة بالمواطن اليمني بصورة مباشرة؛ إضافة إلى دعم البرامج العامة وتوليد الطاقة وإمدادها والنقل والتخزين ودعم الموازنة العامة والمجتمع المدني والتطوير القضائي والقانوني، والصحة، والتعليم، والبناء والتنمية المدنية، والخدمات الاجتماعية، والمياه والصحة والعامة، وكذا العمل على إنعاش الاقتصاد والتجارة بالحديدة ودعم المستشفيات الحكومية والخاصة.
واحتلت الإمارات المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية المباشرة في حالات الطوارئ على مستوى العالم إلى الشعب اليمني خلال العام 2018، كما احتلت المركز الثاني بعد المملكة العربية السعودية كثاني أكبر مانح للدعم الموجه لخطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن للعام نفسه.

وأكد سياسيون يمنيون أن التحالف العربي قام بدور تاريخي في مرحلة استثنائية من تاريخ اليمن والمنطقة العربية، ونجح في إعادة اليمن إلى سياقه العربي القومي بعدما أوشك على السقوط في مستنقع التبعية لإيران.
عسكرياً، تمكن التحالف العربي من تكسير مخالب القط الإيراني وكبح جماح الميليشيا الحوثية التي هددت يوماً بإغلاق مضيق باب المندب وتعطيل حركة الملاحة الدولية، واستطاع التحالف العربي بدعم الجيش الوطني تحرير عدد من المحافظات من سيطرة الميليشيا الحوثية.
ويشدّد مسعد على أن أهم ما تحقق عسكرياً هو تدمير ترسانة ضخمة من الأسلحة كانت مجهزة لقتل اليمنيين واستهداف جيرانهم، وسيذكر التاريخ أن التحالف العربي لم يكتفِ بتدمير جيش الحوثيين وأسلحتهم، لكنه دعم وساند تأسيس الجيش الوطني ودعمه بالأسلحة الحديثة.. أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد استطاع التحالف العربي تقديم الحكومة الشرعية أمام العالم كحكومة معترف بها في مواجهة التضليل الحوثي.
وبدوره، يوضح عضو مجلس الشورى اليمني رئيس المؤتمر الشعبي العام في الحديدة د.عصام شريم أن التحالف العربي كان له دور بارز في مواجهة المد الإيراني في اليمن.. ويردف شريم في تصريحات لـ «البيان» قائلاً: «لقد حمى التحالف اليمن من أن يذهب فريسة سهلة للإيرانيين، وحافظ على اليمن وعروبته قبل كل شيء، واستطاع على المستوى الدبلوماسي تحقيق انتصارات كبيرة، لاسيما عبر مجلس الأمن، من خلال انتزاع عدد من القرارات الدولية التي حصنت العملية العسكرية، وجعلت لها مشروعية على الأرض، بخاصة القرار رقم 2216، الذي مثل خارطة طريق لانطلاق عمل التحالف والشرعية، هو القرار الذي لا زلنا إلى اليوم نناشد المجتمع الدولي والقوى العادلة في العالم بأن تقف جنباً إلى جنب مع التحالف والحكومة لتنفيذه، لاسيما أنه من خلاله فقط يمكن استعادة الدولة اليمنية وبسط سيطرتها على مؤسسات الدولة كافة، ومن ثم استعادة أمن واستقرار اليمن؛ حفاظاً على اليمن وأشقائه وجيرانه».
الخلاص
وإلى ذلك، يلفت محمد المسوري، رئيس فريق اليمن الدولي للسلام ومحامي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في تصريحات لـ «البيان» من القاهرة، إلى أن «اليمن لا خلاص له من هذه العصابة (الميليشيا الحوثية) ومن المخطط الإيراني إلا من خلال الأشقاء في التحالف العربي»، موضحاً أنه في تصوره الشخصي يعتبر أن التحالف بحاجة إلى ضم المزيد من الدول العربية إليه للعمل معاً في اليمن وإعادته إلى الحضن العربي «بعد أن لمسنا مخططات قذرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى».
عن «البيان الإماراتية»