> الناطق باسم المجلس الأهلي: مشاريع متعثرة منذ 15 عاما

​تقرير/ حيدرة واقس

 ما زالت مديرية المحفد بمحافظة أبين والواقعة بالحدود مع محافظة شبوة تتجرع المعاناة منذ سنوات طويلة، فانعدام الخدمات والاختلالات التي عاشتها ولّدت ظروفاً معيشية وخدمية صعبة للغاية على حياة المواطنين فيها.
وأوضح الأهالي في أحاديث لـ «الأيام» بأن مديريتهم تعرضت لتهميش وإقصاء من الجميع حرمتها من الحصول على أبسط الخدمات الأساسية والضرورية، على الرغم من مطالبتهم ومناشداتهم المتكررة، والتي طالما تُقابل بعود عرقوبية من قِبل الجهات المعنية.

مشاريع متعثرة
محمد الصعليا
محمد الصعليا
ويشير محمد الصعليا، الناطق باسم المجلس الأهلي، إلى أن المشاريع المتعثرة باتت كثيرة في المديرية؛ أبرزها خدمة التيار الكهرباء الذي أصبح حلماً يراود كل ساكنيها، مؤكداً بأن المشروع الذي تم اعتماده في عام 2011 م لا يزال متعثراً.
ولفت الصعليا في حديثه لـ «الأيام» إلى أنه سبق أن تم إلزام أحد المقاولين المكلفين بالربط من قِبل المحافظ، وجرى على إثرها استئناف عملية الربط من محافظة شبوة إلى المحفد، غير أن المقاولين المكلفين بالربط الداخلي وربط الأرياف لم يتم إحضارهم، كما أن مشروع خط المحفد - أحور هو الآخر ما زال متعثراً لأكثر من 15 عاماً، بعد أن تم إنجاز 30 % منه قبل أن يتوقف، مع وجود وعود بإنجازه.

ودعا الناطق باسم المجلس الأهلي السلطة المحلية بالمحافظة لتحمل مسؤولياتها تجاه المديرية التي حُرمت من أبسط حقوقها، متمنياً أن يكون العام الحالي 2019م هو عام التنفيذ للوعود التي أطلقوها، مشيراً إلى أنه في حال لم يصدقوا في وعودهم فإن من حق أبناء المديرية الخروج للتظاهر والمطالبة بحقوقهم المشروعة، كما دعا المنظمات الإنسانية والإغاثية إلى التدخل في المديرية للتخفيف من معاناة المواطنين فيها.

تدهور في التعليم
ويُعاني التعليم في مديرية المحفد من إهمال واسع النطاق طال المدارس والمرافق التربوية وصولاً إلى إغلاق بعض منها بسبب انعدام المعلمين، فيما أغلق البعض لأسباب أخرى.
ويبلغ عدد المدراس 37 مدرسة للتعليم الأساسي والثانوية، يدرس فيها ما يقارب 5788 طالباً وطالبة.

مهدي عشيش
مهدي عشيش
وقال مدير مكتب التربية بالمديرية، مهدي عُشيش: «إن الوضع التعليمي في المحفد يعاني الكثير، وأن أبرزها النقص الحاد في المعلمين وخاصة في التخصصات العلمية، وبلغ عدد الاحتياجات للمعلمين 196 معلماً ومعلمة، إضافة إلى الصعوبة في التنقل بين المدارس ونقل المعلمين».
وأضاف في تصريح لـ «الأيام» أن بين تلك الصعوبات التعليمية أيضاً عدم توفير الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية، وصعوبة في توفير التغذية وعدم وجود موازنة كافية، مشيرا إلى عدم إدراك وتعاون المجتمع بالشكل الكافي لتلك المعوقات.

ومع كل هذا يقول عُشيش: «إن هناك إنجازات عملوا عليها؛ منها النزولات الميدانية، وفتح عدد من المدارس المغلقة، وتنشيط أقسام إدارة المكتب، وترميم تسع مدارس بمنحة أمريكية، وتنفيذ مكتب الأشغال العامة، وتفعيل الأنشطة، ورفع التقارير».
وتوجه مدير مكتب التربية بالمديرية، في ختام تصريحه، بمناشدة وزارة التربية ومكتب التربية بالمحافظة بالنظر بعين الاعتبار لحال المحفد ووضعها التعليمي الذي ظل يصارع لسنوات طويلة ومازال.
مديرية المحفد - محافظة أبين
مديرية المحفد - محافظة أبين

نقص في الكادر والعلاج
يعاني الوضع الصحي كغيره من الخدمات في المحفد، غير أن هناك جهودًا تبذل لتقديم ما يلزم حسب الإمكانيات المتوفرة.
ويوجد في المديرية 8 وحدات صحية إضافة إلى مستشفى الشهيد «صلاح ناصر» في المدينة.

محمد جعبول
محمد جعبول
وأوضح مدير المستشفى، محمد جعيول، لـ «الأيام» بأن المستشفى يقدم خدماته للمرضى من أبناء المديرية وبعض المديريات المجاورة من خلال الأقسام المتوفرة فيه؛ كعيادة النساء والولادة، وعيادة الجراحة العامة، وغرفة العمليات والتي يُجرى فيها عمليات صغرى ومتوسطة، فضلاً عن استقبالها الكثير من المصابين بسبب الحوادث المرورية والتفجيرات، وغيرها من الأقسام التي تعمل بتكاتف الجميع.

وقال: «إن العقبات التي تعيق عمل المستشفى كثيرة؛ منها نقص الكادر من الممرضين والفنيين، وجهاز الأشعة، ونقص في الدعم العلاجي مقارنة بالعدد الكبير الذي يستقبله المستشفى بشكل يومي». لافتاً إلى أن «عدد المرضى الداخلين خلال العام الفائت بلغوا أكثر من 25 ألفا حسب التقرير السنوي».
وأضاف في تصريحه لـ «الأيام» معدداً الصعوبات التي تواجه في إدارة المشفى قائلاً: «نُعاني في المستشفى من الأعطال المتكررة في المولدات لكون مديرية المحفد لا يوجد فيها كهرباء، ونعتمد اعتماد كلي على المولدات المتواجدة في المستشفى بعضها قد خرج عن الخدمة، كما أن الموازنة التشغيلية الخاصة به لا تكفي لتشغيل وحدة صحية صغيرة، وضعيفة جدًا مقارنة بما يقدمه المستشفى من خدمات».

وعبر صحيفتكم نتقدم بالشكر الجزيل لكل من وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، علي الوليدي، على تعاونه الدائم للمستشفى، وكذا مكتب الصحة بالمحافظة، وللإخوة في منظمة الصحة العالمية على دعمهم المستمر لنا، وندعوهم بهذا الخصوص إلى توفير النواقص والمعوقات التي ذكرناها سابقاً لنتمكن من تأدية مهامنا بالشكل المطلوب.