> «الأيام» خاص
يحل علينا ضيف تهفو إليه القلوب، وتتشوق إليه النفوس، واستحوذ على قرائح الشعراء القدامى والمعاصرين، فهذا شاعر يستعد لاستقبال الشهر الكريم قبل قدومه بشهر وينبه الغافلين لحسن الاستعداد له فيقول:
مضى رجب وما أحسنت فيهوهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلاً
بحرمتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قهرا
ويخلى الموت كرهاً منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا
بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلام من الجحيم
فخير ذوي الجرائم من تدارك
هذا هلال الصوم من رمضان
بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه
واجعل قراه قراءة القرآنِ
صمه وصنه واغتنم أيامه
واجبر ذما الضعفاء بالإحسانِ
أقبل شهر رمضان قم واستعد
لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت
وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون
تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به
دعا النهار ودعا الافتتاح
أملأ الدنيا شعاعا
أيها النور الحبيب
اسكب الأنوار فيها
مـن بعيد وقريب
ذكر الناس عهودا
هي من خـير العـهود
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام
تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقبِلُ كالغمام يفيض حيناً
ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ
إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
ونقرأ للأديب الكبير الشاعر عبدالقدوس الأنصاري باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانهالذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور
تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج
تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي
يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام
يسل من النفس أضغانها
أما الشاعر محمد إبراهيم جدع يصف رمضان بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهوروخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل
في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى
تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر
الجليل أجل شان