> إعداد/ هاشم الخضر

طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة».
طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي المكي المدني، أبو محمـد.

لقد كان في تجارة له بأرض بصرى، حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم، قد أهل عصره، ونصحه باتباعه.
وعاد الى مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن، والرسالة التي يحملها، فسارع الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى الحق، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من المسلمين الأوائل.

ايمانه لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر، فقد ندبه النبي ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر، فحزنا الا يكونا مع المسلمين، فطمأنهما النبي بأن لهما أجر المقاتلين تماما، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها.

وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد (طلحة الخير). وفي غزوة العشيرة (طلحة الفياض).ويوم حنين (طلحة الجود).
بطولته يوم أحد في أحد:
أبصر طلحة جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول فلقيه هدفا للمشركين، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله فرآه والدم يسيل من وجنتيه، فجن جنونه وقفز أمام الرسول يضرب المشركين بيمينه ويساره، وسند الرسول وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه، ويقول أبو بكر عندما يذكر أحدا: «ذلك كله كان يوم طلحة، كنت أول من جاء الى النبي فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح: دونكم أخاكم.
ونظرنا، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية، واذا أصبعه مقطوعة، فأصلحنا من شأنه».
وقد نزل قوله تعالى: «مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...».
تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام، ثم أشار الى طلحة قائلا: «من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة».
طلحة والفتنة: عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان لا.
لكان قاوم الفتنة، وما أيدها بأي صورة، ولكن ما كان كان، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا إلى مكة معتمرين، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان.
وكانت (وقعة الجمل) عام 36 هجري.
طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي عندما رأى أم المؤمنين (عائشة) في هودجها بأرض المعركة، وصاح بطلحة: «يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت؟».
الشهادة: أقلع طلحـة و الزبيـر عن الاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما، ولكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.​