إن هناك أصول مهنية في العمل الاستخباري الفعال ويأتي في طليعتها الاختراق المرتكز على ثالوث:- الضابط-العميل-المعلومة، إن الضابط ليس الفرد ولكن مجموعة الضباط، فيما العميل ليس الفرد ولكن مجموعة العملاء من يتم تسميتهم بـ((العملاء بالداخل/في إطار الهدف المقصود)) فيما المعلومة هي ذات الأهمية الاستخباراتية -الخالية من الدس والتتويه- التي يقدمها العميل للضابط.
إن هذا الثالوث هو مرتكز العمل الاستخباري وجوهر تنفيذ الاختراق، وفي إطار الثالوث تأت بقية المتطلبات المادية والفنية واللوجستية الأخرى المكملة لها، على أن الاختراق أنواع قد يكون لجمع معلومات وقد يكون لتنفيذ ضربات أمنية وعسكرية تلحق الضرر المادي والجسدي والمعنوي بالآخر.
وفي ذات المسار فإن الاختراق يتحقق من خلال دراسة الضابط/الضباط للهدف -لطبيعته،لعناصره- الذين قد توافرت عنهم معلومات أولية وفق ما تم رصده من أولويات ذات صلة من خلال عملية الرصد والتحري والمتابعة الفعالة اللاحقة لذلك وبالأساليب والوسائل والأدوات المتعددة المتعارف عليها لدى ذوي الشأن.
إن العمل الأمني/الاستخباراتي قد صار اليوم مواكباً و مستفيداً من التطورات العلمية والتكنولوجية وشبكات التواصل واستخدام الوسائل والأدوات الاستخباراتية في تحديثاتها التكنولوجية، وبالاستفادة أيضاً من أجهزة استخبارية صديقة ومن خبراتها وقدراتها تلتقي معها في تقاطع المصالح والأهداف والمساس بذات الهدف، والمثال:
ما حدث لحزب الله في جنوب لبنان ((عملية أجهزة البيجر)) وما حدث في روسيا ((عملية شبكة العنكبوت)) قراءة ومقاربة لذلك يمكن للمهتمين الاستفادة منها نشرتها صحيفة الأيام الغراء المواكبة للحدث أبداً في موقعها الإلكتروني ليوم الأحد 7 يونيو الحالي بعنوان ((نقاط مشتركة بين عملية شبكة العنكبوت في روسيا والبيجر في لبنان)) للدكتور مروان هائل عبدالمولى.
إن ما ورد في اعترافات أمجد خالد وقدم تحليلاً لها وهيب الحاجب نشرته صحيفة الأيام في موقعها الإلكتروني يوم السبت 7 بونيو بعنوان ((أبعاد أمنية واستخباراتية وراء خطاب أمجد خالد.. هكذا يخططون لأسقاط عدن)) هي الأخرى - الاعترافات - مفيدة لاطلاع المهتمين عليها، لاسيما وأن بصمات العمل الاستخباري ينطبق عليها لشموليتها من حيث التخطيط والتخادم والاختراقات والقوى والوسائل والأساليب والأدوات والأماكن والتغطية كما ورد في اعترافاته، وفي ضوءه ما تم من جرائم إرهابية طالت حياة قيادات جنوبية كما أشار إلى ذلك خضر الميسري في الفيسبوك وإعادة نشره بعض مجموعات الواتساب بالقول ((أمجد خالد شخص ارتبط اسمه بأغلب العمليات الإرهابية في العاصمة عدن وتصفية القيادات والكل يعرفه بهذا الشكل ...إلخ)).
لقد أردنا بهذا الاستعراض/الاجتهاد المتواضع الأسهام في لفت انتباه الحس الأمني لدى العامة والمهتمين وكل ألوان الطيف الجنوبي إلى ذلك لاسيما والتجسس والاختراق والإرهاب، لا يستثني أحداً ويطال الجميع.
ناهيك وبرأينا - مع الانتباه لاي محاولة للتتويه - ناهيك عن اهميةإخضاع اعترافات أمجد خالد للفحص والتقييم السياسي الأمني/الاستخباري وعلى نحو ما سلف ذكره ولمواصلة واستمرارية النهوض بالأداء الأمني/الاستخباري في مواجهة قوى الإرهاب والظلام ليس بوسائل وأساليب وأدوات الدفاع ولكن بوسائل وأدوات وأساليب الهجوم ايضا .
وخلاصة القول: لقد صار لدى شعب الجنوب اليوم وأكثر من أي وقت مضى أجهزة وقيادات أمنية واستخبارا تية وازنة فاعلة ومقتدراةومجربة ويركن إليها في تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامةفي عاصمته التاريخية عدن وفي كل ربوع مناطق ومحافظات الجنوب الحبيب...