> إعداد/ هاشم الخضر السيّد
هو عبدالله بن قيس بن سليم بن حضار، وأشتهر بـ أبو موسى الأشعري ، وهو من قبيلة الأشعريين القحطانية اليمنية. قدم إلى مكة قبل دخول الإسلام وأسلم فيها، ومن بعد إسلامه طلب من الرسول صّل الله ليه وسلم أن يرجع إلى قبيلته لينشر بينهم الدين ويعلمهم أموره وشعائره، وبالفعل ارتحل إلى اليمن بعدما أذن له الرسول بذلك واستجاب له الكثيرون من قبيلته وارتحل بهم إلى الحبشة وكانوا يزيدون عن خمسين رجلًا ومن بينهم أمه وشقيقان له وبعض الأطفال والنساء.
وعندما استقروا في المدينة ضرب الرسول صّل الله عليه وسلم بهم المثل في التعاون والبر فقال: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقسموه بينهم بالسَّوية، فهم منِّي وأنا منهم».
وقد حضر أبو موسى الأشعري غزوة خيبر حيث كانت أول غزوة له شهدها مع النبي صّل الله عليه وسلم وقيل عنه في غزواته سيد الفوارس أبو موسى، وفي يوم من الأيام مر به الرسول مع زوج من أزواجه فسمعوه وهو يتلو القرآن الكريم، فاستمعا له وعندما انتهى من القراءة أخبره الرسول صّل الله عليه وسلم أنه توقف هو وزوجه ليستمعوا لتلاوته فقال وقتها الأشعري: لو أعلم بمكانك لحبَّرْتُه لك تحبيرًا.
وظل أبو موسى الأشعري مصاحبًا للرسول حتى توفي صّل الله عليه وسلم، فأكمل مسيرته في الغزوات وحروب الردة في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إمارة البصرة وذلك لتواضعه.