> تقرير/ هشام عطيري

​ما بين الزيارة الأولى والثانية لمخيم صبر للنازحين، والذي يقع في أطراف المدينة بمديرية تُبن محافظة لحج، وجدنا فرقاً كبيراً؛ حيث توسع المخيم وزاد عدد النازحين فيه، ولوحظ تدخل العديد من المنظمات الدولية وخاصة «اليونيسيف» بعد أن كان النازحون يشكون من الإهمال والنسيان، غير أنه في الزيارة الأخيرة، والتي أتت بعد سقوط أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة، تعرض هذا المخيم والذي يحوي نحو 160 خيمة للنازحين كغيره من المخيمات الموجودة في المديرية لأضرار مختلفة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحته وحولته إلى بركة مياه كبيرة مختلطة بمياه الصرف الصحي، مسببة بإتلاف كميات كبيرة من المواد الغذائية التي كانت بحوزتهم.

وأوضح النازح رضوان عبدالله علي أن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية تضرر منها جميع النازحين دون استثناء، لافتاً إلى أن «السيل جرف مواده الغذائية وفي مقدمتها البر والسكر».
وبحسب إفادة علي لـ «الأيام»، فإن المخيم لم تزره أي منظمة بعد هطول الأمطار لإغاثة النازحين سوى حضور بعض مندوبي المنظمات لعمل المسح ورفع الكشوفات فقط، وهو ما أكده وليد عبد الكريم، وهو أحد نازحي محافظة الحديدة، ويضيف: «تضررت كل خيمة في المخيم، والتي تقارب 160 خيمة، ومن زارنا اكتفوا بعملية التصوير والحصر ورفع الأسماء، أما المعالجات فغير موجودة، فلا مواد غذائية قدمت ولم يتم توفير لنا مواد إيوائية وفرش بدلاً من التي تعرضت للتلف من مياه الأمطار والسيول والتي ما تزال تُشكل بركة راكدة».

مناشدات ولا مجيب
وأضاف النازح حسن عبده سيف بالقول: «على الرغم من المناشدات ورفع البلاغات والصور حول وضع المخيم وما تعرض له أثناء الأمطار والرياح وما تسببت به من تساقط (الطرابيل) ودخول المياه من جميع الأماكن وتلف المواد الغذائية، لم يلقَ أي استجابة حتى اليوم من المنظمات المعنية وقيادة المحافظة».
فيما لفت النازح حسن في حديثه لـ «الأيام» إلى أن المياه اليومية المخصصة للمخيم والمقدرة بـ 15 ألف لتر منقطعة عن المخيم منذ ثلاثة أيام مما أجبرهم للذهاب لبعض المزارع لأخذ حاجتهم منها، كما شكا من الحر الشديد والمتسبب بالعديد من المشاكل لاسيما لدى الأطفال وكبار السن.

هدى عبدالله القدسي نازحة ومتطوعة في منظمة اليونيسيف لمتابعة إحصاء الأطفال وسوء التغذية، أشارت إلى وجود 162 طفلاً من عمر يوم إلى خمسة أعوام يعانون من سوء التغذية بمختلف درجاته المتوسطة والوخيمة.
وأوضحت في حديثها لـ «الأيام» أنهم يرفعون تقارير أسبوعية وشهرية من المخيم للجهات المختصة إضافة إلى تنظيم ومتابعة علاج سوء التغذية وتقديم العلاجات عبر العربة الصحية التابعة لمكتب الصحة، لافتة إلى «عدم اهتمام الجهات الصحية بالأمهات الحوامل والمرضعات».
موقع لمطابخ عامة لم تستخدم لعدم قبولها من قبل النازحين
موقع لمطابخ عامة لم تستخدم لعدم قبولها من قبل النازحين

أما عياش سالم عمر فعبّر عن المأساة بالقول: «النعمة تحولت إلى نقمة في هذا المخيم نتيجة للإضرار الكبيرة التي تعرض لها النازحون، والذين باتوا منتظرين تقديم المساعدات والنظر في وضعهم الإنساني الصعب».

أضرار كبيرة في المخيمات
من جهته، قال المستشار عمر الصماتي المتخصص بشئون المنظمات الدولية ورئيس لجنة الطوارئ ومدير الوحدة التنفيذية لشؤون اللاجئين بالمحافظة: «هناك استجابة من قِبل الهلال الأحمر الإماراتي والذي يعد أول المستجيبين إضافة إلى مركز الملك سلمان والمفوضية السامية لتقديم المساعدات عقب الأضرار التي تعرضت لها مخيمات النازحين بسبب المنخفض الجوي الذي شهدته البلاد خلال الأيام الماضية».. وأوضح الصماتي في تصريحه لـ «الأيام» إلى وجود إحصائية تشير إلى تدمير 585 خيمة في 5 مخيمات بشكل كلي وجزئي، منها انهيار 200 خيمة في مخيم الرباط، و114 خيمة في البيطرة، و70 خيمة في الجراد، و35 خيمة تضررت بشكل جزئي في المشقافة، و10 خيام في مخيم صبر بشكل كامل، و156 خيمة بشكل جزئي في نفس المخيم.
حمامات عامة غير صالحة
حمامات عامة غير صالحة

وكشف عن تقديم 500 خيمة طارئة لنازحي مخيم الرباط من قِبل الهلال الأحمر الإماراتي، لافتاً في السياق إلى «وجود تفاعل كبير من عدد من الجهات الداعمة لمساعدة النازحين في المخيمات بالمحافظة؛ منها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال ومنظمة (drc) ومنظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشئون اللاجئين».
ونفذت عدد من المنظمات خلال الفترة الماضية بعض المشاريع منها الحمامات، ولكن لم يتم استخدامها لعدم صلاحيتها، بحسب النازحين، على الرغم من أن إنشائها كلف الآلاف من الدولارات، إضافة إلى قيام منظمة أخرى بعمل مواقع لمطابخ قال النازحون إنها غير مؤهلة لتكون مطابخ تستخدمها الأسر لكونها مفتوحة ومعرضة للأتربة وغيرها، لتذهب مبالغ أخرى من العملة الصعبة دون أي فائدة.