> نسرين علي محسن
في مساء يوم السبت الموافق 16 يونيو 2019م، وبعد صلاة المغرب، حدثت لي نوبة إغماء، وتم إسعافي إلى أقرب مكان وكان مجمع الميدان الصحي بعدن، ومع شديد أسفي لهذا المجمع، ورغم طوله وعرضه، إلاّ أن من فيه من طاقم يتميزون بالاستهتار، يسخرون من حالة المريض.
وترد علينا الممرضة: “كنت بتجيبها من بدري”، وهل للمرض موعد خاص مع الطبيب، علينا الالتزام به؟!.
فمثل هؤلاء حولوا مهنة الطب من مهنة سامية إلى مهنة استثمارية. وقت معين وعدد معين.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
لطالما أن المجمع لا زال مفتوحاً، وهي لا زالت جالسة في مكتب المعاينة، يعني أن الدوام مستمر.. علماً بأن شخصاً خرج من حجرتها قبل قليل.
ولماذا أصلاً يذهب إلى هذه الأماكن؟ وهل يذهب إلى المكان إلا إذا كان مريضاً أو يزور مريضاً؟.
وهم يعلمون كل العلم بحالنا وما نمر به هذه الأيام من تقلبات في الجو. مرة ممطر، ومرة شديد الحرارة، وانتشار أوبئة ونفايات ومجاري تسير في كل واد.
نحن شعب فوضنا أمرنا لله.. لا ماء متوفر ولا كهرباء نتنعم بها، ولا مكان تستطيع أن تعيش فيه دون نفايات، أو حتى مجاري. مع الأسف.. مراكزنا الطبية بجانب النفايات أو بجانب مجاري ساريا.. فأين هي الصحة؟!.
وأرجو من وزير الصحة، إذا هو متفرغ لمشاكلنا، بأن يعيد النظر في هؤلاء الأطباء، ومدى مصداقية تحملهم للمهنة أخلاقياً وعملياً.
مستشفيات تعليمية زبالة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هناك بدأت حكايتي مع مجمع الميدان وانظروا إلى أين وصلت الحالة؟ وهذا بسبب نوبة إغماء وينتهي بي الأمر إلى فحوصات بلا حدود.
حسبي الله ونعم الوكيل، فكل من لا يتقي الله في عمله، وفي هؤلاء المرضى. من قياس ضغط. إلى تقارير كاذبة لا محل لها من الصحة.
وعندها لحقت بنا الممرضة والتي كانت تجلس بجانب البوابة الرئيسية من الداخل. قائلة لزوجي: “هي.. هي.. فين تشتوا؟”.
فأجابها زوجي: “زوجتي بحالة إغماء وأريد قياس ضغطها، لو سمحتم”، فقالت: “اذهب من هنا”، وفجأة صرخت هي أيضاً: “لا من هنا..”، ومرة أخرى: “لحظة باسأل الطبيبة”. وأنا بحالة يرثى لها، وهم في حالة تشاور، وفي الأخير ردت عن لسان الطبيب: “لا نستقبل أحداً، يكفي اليوم.. عدد المرضى لهذا اليوم قد وصل الخمسين”. مع الأسف.. حسبي الله ونعم الوكيل على من يتصفون بصفات هؤلاء المستهترين.
أين هم ملائكة الرحمة؟ أين الإنسانية؟.
ذات يوم كنت طالبة في كلية الطب، وبسبب ما رأيته من عملية استهتار بالطالب المثابر ومقايضته بالكرسي، علما بأن والدي كان طبيبا. وتعلمت منه بأن مهنة الطب مهنة راقية، شفاء شخص، من بعد المولى، يشعرك بأنك عملت بصمة يشهد عليه كل من في الأرض. ومثل ما قلت سابقاً ليس بأرقام محددة ولا بساعات.
أنا لست ضد أي شخص، وإنما ضد فكرة الوقت والعدد. إذاً ماذا يريد المريض من الممرضة أو حتى الطبيبة؟.
وما الفائدة من فتح تلك المراكز الصحية إن لم تؤدِ واجبها بكل إخلاص؟. لابد من فتح مراكز شبيهة بأطباء بلا حدود.
اتقوا الله فينا يا أولي الأمر.. أناس لا حول لهم ولا قوة.. وأنتم تعدوننا بدولة راقية، فيها كل معايير الدولة، من المراكز الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والطبية.
لابد من تأهيل كوادر ذات سعة صدر، ويعملون دون ملل أو حتى كلل.. ومثل هؤلاء لهم منّا كل الشكر والتقدير.
يكفي ما نسمعه من أناس يشكون من مستشفى الصداقة الزبالة والجمهورية، يدخلون بأرجلهم ويخرجون بنقالة.
انتشرت المستوصفات الخاصة، ومن المستفيد هنا، المريض أم التجار (الطبيب)؟.
حسبي الله ونعم الوكيل، فكل من لا يتقي الله في عمله، وفي هؤلاء المرضى. من قياس ضغط. إلى تقارير كاذبة لا محل لها من الصحة.