> تقرير/ أديب صالح العبد
زاره الرئيسان عبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد

وظل هذا المتحف، والذي يُعد الثاني على مستوى الجنوب العربي في حينه، يزهو بالكثير من الآثار الثمينة وبمختلف أنواعها، فضلاً عن المواقع التاريخية والأثرية في المديرية، والتي أقيمت عليها عدد من الحضارات والدول القديمة ومنها عاصمتي دولة قتبان مدينة تمنع، ومدينة هجر كحلان الموجودة في مديرية عسيلان بمنطقة هجر الأشراف، ومنطقة هجر بن حميد الأثرية بمنطقة الحنو بيحان، وكذا مدينة هجر حنو الزراير والواقعة بمديرية عين بيحان، وهي عبارة عن سوق تجاري كبير جداً.

█ قبلة للرؤساء
حافظت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م من الاستعمار البريطاني، على المتحف، وقامت بتطويره كثيراً، وتركت أبوابه مفتوحة بشكل متواصل أمام الزائرين، كما أدخلت إدارته جزءاً من تاريخ مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، ومنها صور لشهداء الكفاح المسلح ضد الاستعمار وبعض المدافع والأسلحة التي استخدمها الثوار بجبهة بيحان لقتال الإنجليز، إضافة إلى عرض بعض العملات النقدية لفترات حكم دولة الجنوب العربي، فضلاً عن عملية التشجير للحديقة الخاصة به، وهو ما جعل المتحف يزهو بالزوار من طلاب المدارس والذين كانوا يقصدونه بشكل يومي، بهدف ربطهم وإطلاعهم على تاريخ آبائهم وأجدادهم، كما كان المتحف يستقبل العديد من المسؤولين من مختلف مناطق ومحافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في مقدمتهم رؤساء ووزراء ومحافظي المحافظة، ومن أبرز الشخصيات الكبيرة والرؤساء عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد والمناضل علي أحمد ناصر عنتر، وغيرهم الكثير من القيادات الجنوبية آنذاك، ممن كانوا يسجلون إعجابهم بالمتحف في سجل الزوار كتوثيق وإجراء رسمي كانت تقوم به إدارة المتحف.

ولم تكن هذه الزيارات تقتصر على زيارة المتحف وحسب؛ بل امتدت إلى زيارة المواقع التاريخية والأثرية القديمة، والتي كانت تابعة إدارياً للمتحف أيضاً.
كما كانت إدارة المتحف بيحان آنذاك ممثلة بالمرحوم المناضل أحمد عبدالله الكدادي، تولي اهتماماً كبيراً جداً بالمتحف، والذي كان يُعد ثاني متحف على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وذلك لِما يحتويه من مئات القطع الأثرية التاريخية القديمة.
وبرعت إدارته في تنظيمه والعناية به وطالبت، آنذاك، الجهات الحكومية بدعم المتحف من خلال بناء أسوار حول المواقع الأثرية والتاريخية لحمايتها من الانجراف وعوامل التعرية الطبيعية وعبث ناهبي الآثار والتي تُعد أبرزها مدينة (هجر كحلان) عاصمة دولة قتبان التاريخية والأثرية.
وكانت الآثار في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحظى بحماية أمنية من قبل الدولة والمواطنين ذاتهم، وذلك لِما لها من أهمية وقيمة كبيرة في نفوسهم.

█ نهب منظم
تعرض المتحف والعديد من المواقع الأثرية والتاريخية بعد عام 94م إلى السرقة والنهب المنظم لكثير من محتوياته من قِبل عصابات صنعاء في ظل صمت مخزٍ من الأجهزة الأمنية في المحافظة حينها، ومن يزوره اليوم لن يرى أمامه إلا أطلالاً، كما سيجد بوابته الرئيسية قد تحولت إلى بقعة رملية جرداء خالية، بعد أن كانت حديقة مليئة بالأشجار والشجيرات.
وقال خالد شيخ عامر، وهو أحد أبناء مديرية بيحان الناشطين المهتمين بالآثار: "كان متحف بيحان من أفضل المتاحف على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، آنذاك، واليوم يقف أي مواطن أمام بوابته يتحسر على الوضع الذي وصل إليه بسبب ما تعرض له من أعمال نهب وسرقات، والأشياء التي لم تصلها أيادي الناهبين، مثل المواقع الأثرية قاموا بفتحها أمام لصوص الآثار للنهب والسلب عبر الحفر العشوائي لكثير من المواقع والتي يأتي في مقدمتها: هجر كحلان، وهجر حنوالزراير، وهجر بن حميد.
أما المباني التاريخية مثل، قصر الشريف حسين الهبيلي، شريف بيحان، والذي تم بناؤه من الطين من قِبل شركة هندية إبّان حكم إمارة بيحان الهبيلية لمديرية فأضحت تنهار اليوم أمام أعيننا بدون أي عناية أو اهتمام من السلطات، وهذا ما تريده السلطات اليمنية الساعية للقضاء على كل شيء يؤكد للعالم بأن لهذه الأرض الجنوبية تاريخ وحضارة وهوية مستقلين".

فيما لفت المواطن عوض حسين جديع الأسلمي، وهو أحد أبناء مديرية عين بيحان، إلى أن "مدينة هجر حنو الزراير تعرضت لتدمير منظم وبطرق متعددة منذ الفترة التي أعقبت عام 94م، على الرغم من مطالبات الأهالي المستمرة للجهات ذات الاختصاص بضرورة بناء سور لهذه المدينة التاريخية، والتي تشير أشياء كثيرة إلى أنها كانت عبارة عن سوق وجمرك يربط دولة قتبان بدولة سبأ".
وأضاف، في حديثه لـ "الأيام": "المتابع لهذا الجانب سيجد أن هذا النهب والتدمير يطال الآثار الجنوبية فقط، في الوقت الذي يتم فيه العناية بالآثار في الشمال وحمايتها".

ويأمل أبناء مديريات بيحان وعسيلان والعين ومديريات المحافظة الأخرى من الجهات ذات العلاقة بضرورة إيلاء ما تبقى من الآثار والمواقع التاريخية اهتماماً خاصاً، وذلك لما تشكله من قيمة كبيرة لحضارة المديرية الضاربة في جذور التاريخ.
يعود تاريخ إنشاء متحف الآثار بمديرية بيحان العلياء بمحافظة شبوة إلى عهد الإمارة الهبيلية إبّان حكم إمارات وسلطنات ومشيخات الجنوب العربي، وكان يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية التي تعود لعهود تاريخية قديمة جداً ولحِقَب زمنية مختلفة.


█ قبلة للرؤساء
حافظت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م من الاستعمار البريطاني، على المتحف، وقامت بتطويره كثيراً، وتركت أبوابه مفتوحة بشكل متواصل أمام الزائرين، كما أدخلت إدارته جزءاً من تاريخ مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، ومنها صور لشهداء الكفاح المسلح ضد الاستعمار وبعض المدافع والأسلحة التي استخدمها الثوار بجبهة بيحان لقتال الإنجليز، إضافة إلى عرض بعض العملات النقدية لفترات حكم دولة الجنوب العربي، فضلاً عن عملية التشجير للحديقة الخاصة به، وهو ما جعل المتحف يزهو بالزوار من طلاب المدارس والذين كانوا يقصدونه بشكل يومي، بهدف ربطهم وإطلاعهم على تاريخ آبائهم وأجدادهم، كما كان المتحف يستقبل العديد من المسؤولين من مختلف مناطق ومحافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في مقدمتهم رؤساء ووزراء ومحافظي المحافظة، ومن أبرز الشخصيات الكبيرة والرؤساء عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد والمناضل علي أحمد ناصر عنتر، وغيرهم الكثير من القيادات الجنوبية آنذاك، ممن كانوا يسجلون إعجابهم بالمتحف في سجل الزوار كتوثيق وإجراء رسمي كانت تقوم به إدارة المتحف.

ولم تكن هذه الزيارات تقتصر على زيارة المتحف وحسب؛ بل امتدت إلى زيارة المواقع التاريخية والأثرية القديمة، والتي كانت تابعة إدارياً للمتحف أيضاً.
كما كانت إدارة المتحف بيحان آنذاك ممثلة بالمرحوم المناضل أحمد عبدالله الكدادي، تولي اهتماماً كبيراً جداً بالمتحف، والذي كان يُعد ثاني متحف على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وذلك لِما يحتويه من مئات القطع الأثرية التاريخية القديمة.
وبرعت إدارته في تنظيمه والعناية به وطالبت، آنذاك، الجهات الحكومية بدعم المتحف من خلال بناء أسوار حول المواقع الأثرية والتاريخية لحمايتها من الانجراف وعوامل التعرية الطبيعية وعبث ناهبي الآثار والتي تُعد أبرزها مدينة (هجر كحلان) عاصمة دولة قتبان التاريخية والأثرية.
وكانت الآثار في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحظى بحماية أمنية من قبل الدولة والمواطنين ذاتهم، وذلك لِما لها من أهمية وقيمة كبيرة في نفوسهم.

█ نهب منظم
تعرض المتحف والعديد من المواقع الأثرية والتاريخية بعد عام 94م إلى السرقة والنهب المنظم لكثير من محتوياته من قِبل عصابات صنعاء في ظل صمت مخزٍ من الأجهزة الأمنية في المحافظة حينها، ومن يزوره اليوم لن يرى أمامه إلا أطلالاً، كما سيجد بوابته الرئيسية قد تحولت إلى بقعة رملية جرداء خالية، بعد أن كانت حديقة مليئة بالأشجار والشجيرات.
وقال خالد شيخ عامر، وهو أحد أبناء مديرية بيحان الناشطين المهتمين بالآثار: "كان متحف بيحان من أفضل المتاحف على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، آنذاك، واليوم يقف أي مواطن أمام بوابته يتحسر على الوضع الذي وصل إليه بسبب ما تعرض له من أعمال نهب وسرقات، والأشياء التي لم تصلها أيادي الناهبين، مثل المواقع الأثرية قاموا بفتحها أمام لصوص الآثار للنهب والسلب عبر الحفر العشوائي لكثير من المواقع والتي يأتي في مقدمتها: هجر كحلان، وهجر حنوالزراير، وهجر بن حميد.
أما المباني التاريخية مثل، قصر الشريف حسين الهبيلي، شريف بيحان، والذي تم بناؤه من الطين من قِبل شركة هندية إبّان حكم إمارة بيحان الهبيلية لمديرية فأضحت تنهار اليوم أمام أعيننا بدون أي عناية أو اهتمام من السلطات، وهذا ما تريده السلطات اليمنية الساعية للقضاء على كل شيء يؤكد للعالم بأن لهذه الأرض الجنوبية تاريخ وحضارة وهوية مستقلين".

فيما لفت المواطن عوض حسين جديع الأسلمي، وهو أحد أبناء مديرية عين بيحان، إلى أن "مدينة هجر حنو الزراير تعرضت لتدمير منظم وبطرق متعددة منذ الفترة التي أعقبت عام 94م، على الرغم من مطالبات الأهالي المستمرة للجهات ذات الاختصاص بضرورة بناء سور لهذه المدينة التاريخية، والتي تشير أشياء كثيرة إلى أنها كانت عبارة عن سوق وجمرك يربط دولة قتبان بدولة سبأ".
وأضاف، في حديثه لـ "الأيام": "المتابع لهذا الجانب سيجد أن هذا النهب والتدمير يطال الآثار الجنوبية فقط، في الوقت الذي يتم فيه العناية بالآثار في الشمال وحمايتها".

ويأمل أبناء مديريات بيحان وعسيلان والعين ومديريات المحافظة الأخرى من الجهات ذات العلاقة بضرورة إيلاء ما تبقى من الآثار والمواقع التاريخية اهتماماً خاصاً، وذلك لما تشكله من قيمة كبيرة لحضارة المديرية الضاربة في جذور التاريخ.