> «الأيام» غرفة الأخبار
تطالب أوساط يمنية متعددة بأن يكون عنوان لقاء جدة الأول هو إعادة هيكلة مؤسسات الشرعية اليمنية، وخاصة تغيير نائب الرئيس، علي محسن صالح الأحمر، الذي يثار حوله الكثير من الجدل بسبب فشله عسكريا في إدارة المعركة مع الحوثيين، وظهور القوات الموالية للحكومة بشكل مذلّ في أحداث عدن الأخيرة، فضلا عن اتهامات واسعة له باستغلال منصبه لإغراق مؤسسات الشرعية بالمحسوبين على حزب الإصلاح الإخواني.
وكانت السعودية قد دعت إلى عقد الاجتماع بعد أن سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في العاشر من أغسطس على معسكرات ومؤسسات أخرى تابعة للحكومة في المدينة الساحلية الجنوبية التي تمثل العاصمة المؤقتة.
وتشهد العاصمة السعودية الرياض تحركات اللحظات الأخيرة قبل حوار جدة، في ظل اشتراطات تضعها الأطراف المدعوة للحوار، ممثلة في الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وأشارت المصادر إلى وجود تباينات كبيرة بين الطرفين حول ترتيبات ما قبل الحوار، حيث تشترط الحكومة اليمنية إخلاء كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في عدن من القوات التابعة للمجلس الانتقالي قبل البدء في أي حوار، بينما يطالب الانتقالي بإرجاء تسليم بعض المرافق ذات الوضع الخاص وترحيل الاتفاق عليها إلى الحوار الذي دعت إليه الحكومة السعودية في جدة.
وبحسب مصادر قريبة من كواليس المشاورات التي يجريها التحالف، تتضمن مسودة جدول أعمال حوار جدة، التوافق حول إصلاحات واسعة في مؤسسة الرئاسة اليمنية، بما في ذلك اختيار نائب توافقي للرئيس بصلاحيات تنفيذية كبيرة للتغطية على غياب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لم يعد قادرا بسبب وضعه الحالي على مسايرة أداء مختلف المؤسسات، فضلا عن تشابكات الملف العسكري والأمني.
وقال المسؤول ومصدر يمني آخر إن أحد الخيارات التي يجري بحثها يتمثل في نقل صلاحيات رئاسية إلى نائب جديد للرئيس ليصبح هادي البالغ من العمر 73 عاما ويقيم في الرياض شخصية رمزية.
وتتضمن المسودة تشكيل حكومة توافقية تضم كافة المكونات والقوى المناهضة للانقلاب الحوثي وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي وتيار ديسمبر في حزب المؤتمر الشعبي العام، ووضع معايير جديدة لإصلاح مؤسستي الجيش والأمن وتحييدهما عن الصراع السياسي.
وقالت المصادر إن المجلس الانتقالي وافق على تأجيل مطالبه المتعلقة بحق تقرير المصير والانفصال عن الشمال، إلى ما بعد الحرب، شريطة أن يكون له دور أمني وسياسي بارز في إدارة المناطق المحررة جنوب اليمن.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، حضر الاجتماع نائب الرئيس علي محسن الأحمر ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني ورئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير الدفاع محمد المقدشي.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي أن قواته ستحتفظ بالسيطرة في عدن إلى حين إبعاد حزب الإصلاح الإخواني، الذي يتهم بإثارة الأزمات وتوظيف مؤسسات الشرعية في خدمة أجنداته الداخلية والخارجية.