> د. عبده يحيى الدباني
آخر جرائم الدواعش الأحمرية في عدن كان اغتيال المصعبي في الشيخ عثمان ذلك الطبيب الشعبي الشهير الذي يعرفهُ أو يسمع عنه كل بيت جنوبي، بل إن شهرته قد تجاوزت حدود الجنوب، فالمصعبي أسرة شبوانية عدنية جنوبية عريقة اشتهرت بالطب الشعبي في تجبير الكسور بطريقة بارعة وناجعة ومعالجة عدد من الأمراض الأخرى.
إن هؤلاء الدواعش الذين تخرجوا من معسكر علي محسن وجامعة الزنداني أصبحوا في حالة انفلات وتقهقر وجنون فكل من هو أمامهم من الجنوبيين أضحى غريماً فتتناول رشاشاتهم الصامتة والصائتة من هم في محطيهم بعد أن صاروا محصورين في بؤر ضيقة في المدينة التي ابتليت بهم. فلعنة الله على الظالمين.
إن تصفية الطبيب الشعبي المصعبي على هذا النحو من الوحشية وهو يطبب مرضاه يعد تدشيناً لاغتيال الكوادر المدنية الجنوبية، فعلينا جميعاً أن نكون على حذر وأن نكون جنود أمن حيث كنا، فالأمن مسؤولية جماعية اجتماعية، ونترك الغفلة والاتكالية وحسن الظن الذي يؤدي الى النكبات؛ فنحن في حربٍ طُرفها المعادي قذر ومتوحش وحاقد ومهزوم. فهذا العدو نفسه يتربصُ بنا في الداخل من خلال خلاياه المتوارية في جحورها ومن خلال مرتزقته الذين سمحوا لأنفسهم طعن شعبهم وباعوا ضمائرهم للشيطان. وكذلك يحشد جلاوزته في حدود الجنوب المختلفة الواسعة متهيئاً لغزو ثالث للجنوب مع أن هزيمته الساحقة هذا المرة لا شك فيها. ومع هذا فعلى شعب الجنوب بكل قواه العسكرية والأمنية والمدنية أن يرفع من درجة الاستعداد ويتهيأ لأسوأ الاحتمالات، فكلنا مجاهدون حين يتعرض الوطن للأخطار فالموت على الحدود خير وأشرف من الموت في السجون أو في البيوت أو في الأسواق أو في طوابير اللاجئين في بلاد الآخرين.
اغتيل المصعبي في عقر داره، هذا الاسم البلسم لدى الجنوبيين يطبب الجراح ويجبر القلوب قبل العظام.
رحم الله الطبيب الشعبي المصعبي وجبر باستشهاده كسورنا وبلسم جراحنا الغائرة.