> إعداد/ علي محمد تمام
"من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" يعد من أشهر الأمثال العربية - وله قصة جميلة سنورد ذكرها - لما يدل عليه من قيمة إنسانية تحذر الإنسان وتعظه بأن لا يغدر بأخيه الإنسان لأن في ذلك مضرة لكليهما. وقد أثبتت التجارب الإنسانية أن المنتقم لا يكون قد انتقم في الحقيقة إلا من نفسه، والغدر صفة ذميمة لدى كل الشعوب لما فيها من مضرة للناس.
قصة المثل
يقال أن هناك أخان أحدهما تاجر كبير، ثري ومرموق، والآخر أعمى فقير الحال، وكان الأخ الغني قد اعتاد أن يجلس بالقرب من باب دكانه يتسامر مع مجموعة من أصدقائه التجار، وكان أخاها الفقير الأعمى يمر من أمامهم كل يوم بثيابه الرثة وحالته المزرية، يضرب الأرض بعصاه، وعندما يلتفت التجار والناس يخجل أخاه الثري منه ومن حاله، وقرر أن يتخلص منه في ذات يوم، فاستدعى خدمه وطلب منهم أن يقوموا بحفر حفرة كبيرة عندما يسدل الليل ستاره، وعندما يمر الأعمى من باب الدكان في طريقه لصلاة الفجر يقع في الحفرة، ثم يأتي الخدم ويلقون عليه التراب ويدفنوه.