> ‏إعداد / علي محمد تمام

المبالغة
دخل الزوج فوجد زوجته تبكي فسألها عن السبب،  فقالت له أن العصافير التي فوق شجرة بيتنا تنظر ليّ حينما أكون بدون حجاب وهذا قد يكون فيه معصيةً لله.. فقبلها الزوج بين عينيها على عفتها وأحضر فأس وقطع الشجرة.
وبعد أسبوع عاد من العمل مبكراً فوجد زوجته نائمة بأحضان رجل.. فلم يفعل شيء سوى انه اخذ ما يحتاجه وهرب من المدينة كلها حتى وصل إلى مدينة بعيدة فوجد الناس يجتمعون بقرب قصر الملك في تلك القرية.

فسألهم عن السبب الذي يجتمعون من أجله؟.. فقيل له إن خزينة الملك قد سُرقت.. وفي تلك اللحظة مر شخص يسير على أطراف أصابعه!
فسأل الرجل من حوله لماذا يسير هذا الشخص بهذه الطريقة الغريبة؟!

فقالوا له: أن هذا الشخص هو شيخ المدينة وهو يمشي بهذه الطريقة على أطراف أصابعه خوفاً أن يؤذي الحشرات الصغيرة التي قد تكون في طريقه ولا يستطيع رؤيتها فيتسبب في قتلها.
فقال الرجل: هل لي أن أدلكم على السارق فقد وجدته!

فقال للملك أن هذا الشيخ هو الذي سرق خزينتك، وأن كنت مدعياً عليه فاقطع رأسي يا سيدي.
فأحضر الجنود الشيخ وبعد التحقيق اعترف الشيخ بالسرقة!

فسأل الملك ذلك لرجل: كيف عرفت أنه السارق؟!
فقال الرجل: حينما يكون الاحتياط مبالغاً فيه والكلام عن الفضيلة مبالغا فيه كثيرا، فعلينا أن نعلم أن ذلك  تغطية على جرم ما.

وهذا واقع فكلنا نعرف الكثير من الناس والأشخاص الذين يتظاهرون بالفضيلة والحرص عليها ليلا ونهارا وصرعونا بالمثاليات.. وهم أبعد الناس عن ذلك في والواقع.​