> هل يضع حداً للاختلالات ويوقف تسرب المعلمين من مدارس أبين؟

 تقرير/  سالم حيدرة صالح

إذا كنت معلما في إحدى مدارس محافظة أبين وحصلت على فرصة عمل في دولة أخرى أو قررت تنفيذ مشروعك الخاص فما عليك إلا إحضار معلم بديل من الشباب الخريجين لتغطية الفراغ الذي ستتركه مقابل 10 آلاف أو 20 ألف ريال تتبرع له بها من راتبك نهاية كل شهر، وسيجد قرارك مباركة في مدارس تدهور فيها التعليم حد التسيب والانفلات.

تعاني مدارس محافظة أبين من اختلالات كبيرة منذ سنوات تزايدت مؤخرا بسبب انعدام المعالجة وتطبيق القانون، فالكثير من المدارس لا يوجد فيها معلمون متخصصون لتدريس بعض المواد في المقررات الدراسية، بعد أن تحول "المعلم البديل " إلى حل، قبل أن ترتفع الأصوات للمطالبة بوقف العبث بالتعليم في المحافظة.
مطلع العام الجاري أصدر مدير عام مكتب التربية بمحافظة أبين الدكتور وضاح المحوري قرارا بمنع قبول المعلم البديل في مدارس المحافظة، بعد انتشار الظاهرة كالسرطان في جسد التعليم، وقوبل القرار بترحيب كبير، كونه ألغى تأجير الوظيفة العامة وسيساهم في وقف التسرب للمعلمين ويعيد الاعتبار إلى رسالة المعلم ويطبق القانون تجاه المقصرين.

«الأيام» رصدت آراء قيادات تربوية ومدراء مدارس ومعلمين وشخصيات اجتماعية وتربوية حول قرار منع المعلم البديل بمديريات المحافظة وخرجت بالحصيلة الآتية:
 

أغلب المدارس لا تطبق القرار
الأستاذة القديرة طلحة الأحمدي تحدثت إلى «الأيام» مشيدة بالقرار وبضرورة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على الجميع ووقف كافة التصرفات المسيئة للمعلم ورسالته.
وقالت الأحمدي: "المعلم البديل يؤدي إلى التجهيل والأمية ولا يفيد للنهوض بالعملية التعليمية إطلاقا، ونحن مع قرار منعه ويجب إلزام المعلمين والمعلمات بتدريس الطلاب والطالبات".

وأضافت: "لابد أن تكون لقرار المنع نتائج إيجابية وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والضرب بيد من حديد تجاه المتقاعسين، ولابد من قرارات رادعة لتطبيقه، حيث نلاحظ أن أغلب المديريات لم تقم بتطبيقه ولازالت تتعامل مع المعلم البديل".
 
قرار متسرع
أ. محسن ماطر
أ. محسن ماطر
مدير مدرسة المراقد للتعليم الأساسي بزنجبار الأستاذ محسن ماطر يرى أن قرار منع استقدام معلم بديل للمعلم المتغيب فيه نوع من التسرع رغم إيجابيات القرار.
ويضيف ماطر: "نحن مع تطبيق القانون لاستقدام معلم بديل مؤهل في ظل النقص في الكادر التعليمي في أغلب مدارس زنجبار.. ونتمنى أن تكون هناك رؤية لمكتب التربية والتعليم لإيجاد المعالجات لتصحيح ظاهرة المعلم البديل بما يخدم العملية التعليمية والتربوية".
 

يجب وقف التجهيل
أ. شيخ العويني
أ. شيخ العويني
التربوي الأستاذ شيخ العويني من مدينة زنجبار أكد وقوفه إلى جانب القرار، لوقف تدهور التعليم.
وقال: "قرار منع ظاهرة المعلم البديل من قبل مكتب التربية والتعليم بالمحافظة قرار صائب وجاء ليوقف اختلالا في المنظومة التعليمية والتربوية التي تحولت إلى تجهيل وحرمان الطلاب والطالبات من التعليم".

وشدد على ضرورة تطبيق القانون ومعاقبة كل معلم لا يؤدي رسالته، مشيرا إلى أن بعض القيادات التربوية والإدارات المدرسية مستفيدة من هذه الظاهرة ومن تفشي هذا الوباء في المدارس. 
وقال: "أغلب مدراء مكاتب التربية ومدراء المدارس في المديريات مستفيدين من المعلم البديل، كونه مصدرا للثراء وكسب المال دون الاكتراث للعواقب على الطلاب".
غلقة منذ بداية العام الدراسي وأخرى لا يتم تدريس بعض المواد الدراسية للصفوف الابتدائية فيها".

وضع حد للتسيب
من جهتها الأستاذة القديرة بونة الساحمي أكدت على منع التعامل مع المعلم البديل، وأن يتم تطبيق القرار في جميع المدارس بالمديريات بدون استثناء.
وأضافت: "قرار منع المعلم البديل سيضع حدا للفساد الإداري والمالي المنتشر في أروقة مكاتب التربية.. لابد من إلزام المعلمين بأداء رسالتهم التربوية والتعليمية، وأن لا يترك الحبل على الغارب".

وأشارت إلى أن معلمين ومعلمات تركوا المدارس وواجباتهم ونهاية الشهر يتم الخصم من رواتبهم مبالغ ما بين عشرة إلى خمسة عشر ألف ريال على حساب المعلمين الملتزمين.

تفشي الظاهرة نتيجة لفساد الإدارة 
صالح أبو عبدين
صالح أبو عبدين
رئيس القيادة المحلية بانتقالي زنجبار صالح ناصر أبوعبدين أشار إلى تدهور العملية التعليمية في المحافظة، مشددا على تطبيق قرار منع المعلم البديل وتطبيق القرار على أكمل وجه.
وأضاف: "المعلم البديل ظاهرة تفشت بسبب فساد الإدارة التي تسعى إلى حصتها من الاستقطاعات وتبرير الغياب، ويجب إلزام المعلمين الأساسيين في العمل بالمدارس والضرب بيد من حديد تجاه المخالفين".. مضيفا: "تحولت مكاتب التربية إلى بقرة حلوب لفساد مدراء المدارس وقيادات تربوية"، متسائلا: من شجع هذا الفساد وغياب المعلمين؟!

لابد من تنفيذه
التربوي القدير الأستاذ شائع الداحوري قال: "قرار منع المعلم البديل قرار يهدف للقضاء على الاختلالات التي صاحبت العملية التعليمية والتربوية وإلزام المعلمين الذين تناسوا الطبشور، ونعتبره قرارا شجاعا ولابد من تنفيذه".

قرار يعيد الاعتبار للوظيفة العامة
أ. عبدالمجيد الصلاحي
أ. عبدالمجيد الصلاحي
بدوره أشار الشخصية الاجتماعية عبدالمجيد الصلاحي إلى أن قرار وقف المعلم البديل قرار ستكون له نتائج على المدى البعيد على العملية التعليمية والتربوية من خلال إلزام المعلمين المتغيبين بالوظيفة العامة وأداء رسالتهم التربوية.

قرار غير مدروس
أ. محمود سبعة
أ. محمود سبعة
مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية خنفر الأستاذ محمود سبعة يرى أن قرار وقف المعلم البديل قرار يفترض أن يدرس جيدا قبل إصداره.
وأضاف سبعة: "في الوقت الحالي القرار غير مجدٍ ويتطلب مواجهة العجز في المعلمين وتوفير الكادر التربوي المؤهل".

وتابع قائلا: "نحن في مديرية خنفر لدينا الكثير من المدارس المتباعدة وتعاني نقصا في المعلمين، وكان المعلم البديل أفضل من أجل سير العملية التعليمية والتربوية نحو الأفضل".
واستدرك قائلا: "إذا كان المكتب قد أصدر قرارا بمنع المعلم البديل فلابد من توفير المعلم المؤهل في المدارس، فالكثير من المعلمين بلغوا أحد الأجلين، ونحن بحاجة إلى عمل الحلول المناسبة لمثل هكذا قرار".. مشيرا إلى أن مدراء مدارس مستفيدون من المعلم البديل غير مؤهل وبمبلغ ضئيل.
 
خصم 50 % من الراتب للبديل
أ. علي محسن
أ. علي محسن
الشخصية التربوية والرياضية الكابتن علي محسن عوض يعتبر قرار وقف المعلم البديل حاليا غير صائب، وأن الظاهرة تحتاج إلى معالجات وحلول مناسبة.
وأضاف: "أغلب المعلمين للأسف الشديد لا يؤدون رسالتهم التربوية تجاه الطلاب، والمعلم البديل يغطي حالة النقص في المدارس، ولو أن البعض غير مؤهلين.. هناك فساد إداري ومالي في أروقة مكاتب التربية بالمديريات والجهات ذات العلاقة فضلت الصمت، لابد من تصحيح مسار التربية والتعليم، فهناك أخطاء وتجاوزات وعشوائية أضرت بالتعليم، فالشعوب تبنى بالعلم وليس بالتجهيل".

واقترح الكابتن علي محسن خصم 50 % من رواتب المتغيبين لمصلحة المعلم البديل لمواجهة النقص في الكادر التربوي، شريطة أن يتم تحديد معايير للمعلم البديل من حيث المؤهل بدلا من تشجيع الظاهرة بخصم 20 ألف ريال فقط.

راتب المتغيب للمعلم البديل
الأستاذ التربوي حمود حسين أحمد، من يافع، اعتبر قرار وقف المعلم البديل غير مجد، وأنه يزيد الطين بلة ولا يساهم في تصحيح العمل التعليمي والتربوي.. مضيفا: "نحن في مدارس يافع قمنا بالتعاقد مع الخريجين لسد النقص الذي تركه المعلمين وغادروا إلى المهجر، ولكن براتب المعلم المتغيب كامل، من أجل فلذات أكبادنا حتى لا يحرمون من التعليم".

إدارات تربوية غير مؤهلة سبب تفشي الظاهرة
التربوي المتقاعد الأستاذ حسين عبدالله صالح من لودر: "التعليم أصبح في خبر كان، وعندنا  مدارس مغلقة وبعض المواد الدراسية لا تدرس للطلاب حتى الآن، وهناك تسيب والا مبالاة".
وقال لـ«الأيام»: "قرار منع المعلم البديل نعتبر في الاتجاه الصحيح لكشف المستور عما يحدث في مكاتب التربية والتعليم التي تتستر عن غياب المعلم بتغطية غيابهم بالمعلم البديل ويجب إعطاء الفرصة للكوادر التربوية المؤهلة، حيث إن بعض مدراء مكاتب التربية في المديريات لا يحملون أي مؤهل علمي".

وأشار إلى أن بقاء مدراء إدارات تربوية غير مؤهلة سبب رئيسي لتفشي الفساد والتدهور في التعليم. وقال: "أعداد المعلمين المنقطعين في تزايد مستمر بسبب تبرير الفساد".​