> أحمد فضل ناصر

لهذه الأبيات ولهذا اللحن اللحجي الطربي الجميل؛ أجمل الذكريات لدى الكثيرين من جمهور الأصالة ومتذوقي الفن الرفيع في الداخل والخارج منذ الستينيات من القرن الماضي، حيث شهدت لحج نهضة فنية لا مثيل لها، وتعددت مدارس الشعر والألحان، وظهر العديد من الأصوات التي تغنت بتلك الدرر من روائع الغناء اللحجي، أثناء وبعد مرحلة القمندان.

كما ارتقى المبدعون في لحج بأعمالهم وحاكوا نهضة الشرق الفنية، وما كانت تبثه إذاعة صوت العرب من أعمال غنائية شرقية سكنت الوجدان، كما ساعد ظهور الجرامفون والأسطوانات آنذاك على وصول العديد من الأعمال العربية الرائدة التي هذبت الذوق العام، حيث تنوعت مدارس القصيدة الغنائية، وارتقت الألحان بقوالبها وإيقاعاتها ومقاماتها ونقلاتها، ومن ذلك الكثير مما كتبه ولحنه الأستاذ الشاعر عبدالله هادي سبيت، طيب الله ثراه، وما أداه العديد من مطربي لحج الذين فصلت معظم الأعمال على أصواتهم بمساحاتها وخاماتها وعذوبتها، وأبرزهم ما تغنى به الفنان أحمد يوسف الزبيدي من روائع سبيت، ومنها هذه الرائعة التي لا زلنا نتذوقها بتوثيقها الأصلي الذي تم تسجيله لإذاعة عدن الرائدة في الخمسينات، حيث رافقه على العود الفنان فضل محمد اللحجي، رحمة الله عليهم جميعا، تغنى بهذه الرائعة وأشهرها كثيرا أيضا سفير الأغنية اللحجية الفنان فيصل علوي، كما وثقها لتلفزيون عدن في أواخر السبعينات ورددها في الأعراس الفنان بشير ناصر، كما أداها معظم فناني لحج. تقول بعض مقاطعها:

في نصيف الليل والعالم رقود

حيث لا شاهد سوى رب الوجود

في نصيف الليل باذكرك

****

باذكر الأزهار دايم والورود

ذي على خديك يا حربي النهود

في نصيف الليل باذكرك

****

باذكرك يا آسري

ما سال قلبي بالدموع

باذكرك يا هاجري

والنار تشعل في الضلوع

في نصيف الليل باذكرك

****

في ليالي الشوق يا محلى العذاب

حيث ما بالدمع عاتبتك عتاب

في نصيف الليل باذكرك

****

حيث ما بدر السماء ولى وغاب

وأنت سامر وسط قلبي دوب دوب

في نصيف الليل باذكرك.