> إعداد محمد حسين الدباء
يحكى أن غابة تعرضت لحريق كبير، فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى.
في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها، فأراد الهرب فنادته وقالت: "لا تهرب أيها الفأر، فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته".
قالت له: "أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن، فقط اسقني الماء".
مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش .. حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه.
فأجاب الفأر الطيب "ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية".
أجاب الفأر متردداً " نعم نعم.. أنا موافق".
فقالت له: "لا تتأخر!".
فنادته الأفعى "لماذا تشك بي؟".
ليست كل الاتفاقيات تضمن حقوقنا، ويجب أن نكون أذكياء، فإن كان الاتفاق لا يحمينا علينا الهرب إلى اتفاق آخر يحمينا أو مكان يضمن حقنا.
وبالعفل نجت من النار.. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً.
توقف الفأر وقال لها: "لم أفهم".
قال لها الفأر الحقيني.
شربت الأفعى حتى ارتوت.. ثم قالت له: "أريد النوم، هل من مكان هادئ؟".
دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت وقالت "اسمع، أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام".
بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام.
ولما وصل الفأر إلى باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال: "وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي، حياتي أهم".
فأجابها "هذا اتفاق بين قوي وضعيف، ليس لي فيه حول ولا قوة، بل أنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها".