أصبح الموت في محافظة عدن وجبة يومية .. اليوم نفقد فلاناً وفلانة ، ونستيقظ غداً ، على فقدان هذا وذاك ، وكله بالحميات : المكرفس والكورونا التي تحصد أرواح أحبائنا فجأة ، وسط تكتم وسرية تسلل هذا الوباء إلينا في ظل الحكم الذاتي لعدن وغياب الحكومة وتبقى عدن ليس للعدنيين ، ولكنها للثوار والمناضلين والمنافقين ، والتائهين في دروب السياسة ، التي بالكاد نفيق منها على كارثة وكوارث بيئية وكلهم يتصارعون ويتنافسون على العاصمة عدن بكل ما فيها من عاطفة وإحساس.
عدن اليوم مدينة منكوبة محمومة بحكم الواقع والظروف في ظل حكومة غائبة وحكم ذاتي ناقص ، عدن تحاول أن تنهض بعزيمة رجالها من ركام الأحزان ، والكارثة تبحث عن ملجأ وملاذ آمن ، لكنها تفتقد للأمان ، في عصر الصراعات والمتصارعين والمتمصلحين .. عدن تبكي على ماض تولى ، وعلى أيام كانت فيها عدن أم، وحاضنة للجميع ، عدن أنهكتها الصراعات والمهاترات وأطماع الساسة وبقي أهلها الطيبين ضحايا هكذا أوضاعاً قبيحة غير مريحة، كلما تفيق من كارثة تلاقي أخرى بانتظارها، إن (عدن) لا تستحق كل ما يجري لها اليوم وكل ما يدور حواليها (الله يلعن أصحاب السياسة والساسة وأحزاب الغفلة والغلة) ، التي يجني أصحابها المال في حين تجني عدن الويلات والثبور وكوارث الكون ويغوص أهلها في بحور الضياع والهموم والمكرفس والكورونا القاتلة والكوارث البيئية الكبيرة والمريرة.
تتصاعد الأرقام وتزداد حالات الرحيل ، والإصابات وسط سكوت أولياء الأمر ، ويزداد الوضع البيئي سوءاً وازدراء ، ولاتملك الحكومة غير إدراج عدن الطيبة في (القائمة المنكوبة)، وتنظر العيون العدنية إلى الغد بنظرات يكسوها السواد وتحلق بها الهموم في أجواء الخراب والدمار في ضوء التوقعات الكارثية للقادم القريب إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.