> غلام علي
صالح نصيب هو أحد جهابذة الشعر الغنائي في لحجنا المحروسة، ويتفرد كثيراً عن زملائه بغزارة الكلمة الطربية المنغمة ذات الصور الجمالية وما تحمله من مدلولات لفظية حسية ناطقة ومشاعر جياشة مترعة ومشبعة بالمحسنات البديعية عميقة الدلالة والمعنى، ومنها مثلاً عند تصويره وتشبيهه البليغ في بأن جمال ريم الغزال وعينيه العسليتين، مأخوذتان من جمال ورقة حبيبة قلبه في قوله:
أنت من جيدك صنع جيد الغزال
أنت من لحنك أهازيج الهزار
والمها عيناه من بعض عينيك.
ولك أن تتخيل ذلك المشهد وما وراءه من دلالات وإيماءات وبعد فلسفي وعمق ومعنى، وعلى ذلك بتقديري وبرأيي المتواضع كان محقاً في قوله:
لو يطرحوا في يميني
حبيلهم والحسيني
ما بيع غالي بدون
عينين ربي كساها
ظلال تحت الهدب
ومن حنانه رواها
بشهد حالي وصب
حكاية الفانوسة
عند التدقيق والتأمل كثيراً بتلك القصيدة الرائعة نجد أنها تدحض كل الافتراءات والأقاويل المتواترة عن ميلاد تلك التحفة الغنائية، وأكاد أجزم بثقة أنها لم تأت لتصف جمال الفانوسة وثقلها الاجتماعي آنذاك، ومن خلال تلك النظرة الخاطفة عبر ذلك اللقاء الخاطف ولدقائق معدودات، وهي قطعاً لاتمت لها بأية صلة، بقدر ما جاءت لتعبر عن شحنة عواطف جياشة، وعن حب دفين ومعشعش بخلجات القلب والشرايين لسنوات طوال، لصاحبة العصمة والدلال والعفاف شريكة العمر والروح، ودليلنا على ذلك بكثير من الشواهد والأدلة وبما ورد في المذهب والكوبليهات الغنائية ومنها:
أخاف والخوف منك أخاف منك عليك
أخاف يغريك حسنك وتحسب أنك مليك
أنت مهما كنت مهما كان حسنك يا ظلوم
لا تظن الحسن هذا طول عمرك بايدوم
شوف هذا الحسن حالي في ربيعه
إنما لا بد ما يظهر قبيحه
يوم ما يبلغ خريف العمر فيك
وأكرر القول، ربما كان جوابه على نفسه في ذلك الحين برائعة أخرى تحمل عنوان "أخاف تقسى والا يصيبك غرور"، هي فقط من حملت ملكة الحسن والجمال، الأديبة الفاتنة صاحبة الحسب والنسب صفية محمد علي "الفانوسة"، للوقوف على عتبة داره في المحروسة بحوطة العبادل وتقديم الاعتذار لما بدر منها من سوء الفهم بعد أن خولته بتصحيح ومراجعة رائعتها الغنائية "تحدى الحب يا ويله" ألحان سعودي أحمد صالح وغناء كروان لحج الراحل الكبير "عبدالكريم توفيق"، حيث صار نصيب يُحظى برعاية ومعاملة خاصة في منتداها وصالونها الشهير "منتدى الفانوسة" بالشيخ عثمان، أول منتدى ثقافي اجتماعي على مستوى الجزيرة والخليج والذي كان يؤمه كثير من الصفوة المبدعين والمثقفين.
العملاق نصيب له نصيب وافر من الأنفاس الشعرية الجميلة وهي تحاكي الروائع الكلثومية الخالدة والأيام الخوالي، ويظهر ذلك جلياً من خلال الروائع النصيبية ومنها: عرفت الناس إلا أنته، أنا بلا ناس، طريقي شوك، يا الّي تركت الدمع، مش معقول ينساني، با تذكروني، وغيرها من الروائع.
وعلى ذلك النسق والنفس الشعري، جاءت محاكاته للأمير عبدالله الفيصل تعملقاً واسترسالاً وإبحاراً، في الرائعة "ثورة الشك"، بعد أن بلغ بهما الشك والغيرة والحيرة مبلغاً وعلى بساط المحبة واللوعة والهيام وكل منهما لا يرى ولا يسمع إلا ما يرى قلباهما فقط وتصديقاً للأثر المأثور "ومن الحب ما قتل".
وعلى ذلك، وبالمعنى الفصيح والدارج، لا يمكننا القول بأنهم "مدعوسين حتى التختة" فهناك من الملوك والرؤساء والأباطرة والجبابرة يخضعون ويذعنون لسطوة الحب وسلطانه بكل إذلال ومهانة، ويتحول عندها القبيلي الأصلي إلى قبيلي "تايوان".
هنا فقط حيث لا يعلو صوت فوق سلطتهن، لأنهن رحمة لنا.
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت عليّ ظلال شك
أقضت مضجعي واستعبدتني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولاً
ولكني شقيت بحسن ظني
نصيب:
أنا ذا فيه ما صدق
عيوني مهما تخبرني
ولا واشي ومتملق
ولا سمعي ولا ظني
فهمتوا ياعباد الله
مش معقول يأهل الله
وكذلك عند محاكاته لشاعر الشباب العملاق أحمد رامي ومناجاته للحبيب في كثير من الكوبليهات الكلثومية الخالدة:
قربك نعيم الروح والعين
ونظرتك سحر والهام
وبسمتك فرحة قلبين
عايشين على الأمل البسام
نصيب:
سل عيونك سهمها ليه انطلق
من جفونك ورماني في الحدق
كاد يطفئ نور عيني
بات يسهر لي شجوني
وحلى نومي نهبته
بقسوتك وانت جنبي كنت تسعدني
ورقتك في بعادك كنت تشغلني
تباني انسى بلا نسيان
تباني اسلى وانا هيمان
أنا في ذمتك أنته.
أنت من جيدك صنع جيد الغزال
أنت من لحنك أهازيج الهزار
والمها عيناه من بعض عينيك.
ولك أن تتخيل ذلك المشهد وما وراءه من دلالات وإيماءات وبعد فلسفي وعمق ومعنى، وعلى ذلك بتقديري وبرأيي المتواضع كان محقاً في قوله:
لو يطرحوا في يميني
حبيلهم والحسيني
ما بيع غالي بدون
عينين ربي كساها
ظلال تحت الهدب
ومن حنانه رواها
بشهد حالي وصب
حكاية الفانوسة
عند التدقيق والتأمل كثيراً بتلك القصيدة الرائعة نجد أنها تدحض كل الافتراءات والأقاويل المتواترة عن ميلاد تلك التحفة الغنائية، وأكاد أجزم بثقة أنها لم تأت لتصف جمال الفانوسة وثقلها الاجتماعي آنذاك، ومن خلال تلك النظرة الخاطفة عبر ذلك اللقاء الخاطف ولدقائق معدودات، وهي قطعاً لاتمت لها بأية صلة، بقدر ما جاءت لتعبر عن شحنة عواطف جياشة، وعن حب دفين ومعشعش بخلجات القلب والشرايين لسنوات طوال، لصاحبة العصمة والدلال والعفاف شريكة العمر والروح، ودليلنا على ذلك بكثير من الشواهد والأدلة وبما ورد في المذهب والكوبليهات الغنائية ومنها:
أخاف والخوف منك أخاف منك عليك
أخاف يغريك حسنك وتحسب أنك مليك
أنت مهما كنت مهما كان حسنك يا ظلوم
لا تظن الحسن هذا طول عمرك بايدوم
شوف هذا الحسن حالي في ربيعه
إنما لا بد ما يظهر قبيحه
يوم ما يبلغ خريف العمر فيك
وأكرر القول، ربما كان جوابه على نفسه في ذلك الحين برائعة أخرى تحمل عنوان "أخاف تقسى والا يصيبك غرور"، هي فقط من حملت ملكة الحسن والجمال، الأديبة الفاتنة صاحبة الحسب والنسب صفية محمد علي "الفانوسة"، للوقوف على عتبة داره في المحروسة بحوطة العبادل وتقديم الاعتذار لما بدر منها من سوء الفهم بعد أن خولته بتصحيح ومراجعة رائعتها الغنائية "تحدى الحب يا ويله" ألحان سعودي أحمد صالح وغناء كروان لحج الراحل الكبير "عبدالكريم توفيق"، حيث صار نصيب يُحظى برعاية ومعاملة خاصة في منتداها وصالونها الشهير "منتدى الفانوسة" بالشيخ عثمان، أول منتدى ثقافي اجتماعي على مستوى الجزيرة والخليج والذي كان يؤمه كثير من الصفوة المبدعين والمثقفين.
العملاق نصيب له نصيب وافر من الأنفاس الشعرية الجميلة وهي تحاكي الروائع الكلثومية الخالدة والأيام الخوالي، ويظهر ذلك جلياً من خلال الروائع النصيبية ومنها: عرفت الناس إلا أنته، أنا بلا ناس، طريقي شوك، يا الّي تركت الدمع، مش معقول ينساني، با تذكروني، وغيرها من الروائع.
وعلى ذلك النسق والنفس الشعري، جاءت محاكاته للأمير عبدالله الفيصل تعملقاً واسترسالاً وإبحاراً، في الرائعة "ثورة الشك"، بعد أن بلغ بهما الشك والغيرة والحيرة مبلغاً وعلى بساط المحبة واللوعة والهيام وكل منهما لا يرى ولا يسمع إلا ما يرى قلباهما فقط وتصديقاً للأثر المأثور "ومن الحب ما قتل".
وعلى ذلك، وبالمعنى الفصيح والدارج، لا يمكننا القول بأنهم "مدعوسين حتى التختة" فهناك من الملوك والرؤساء والأباطرة والجبابرة يخضعون ويذعنون لسطوة الحب وسلطانه بكل إذلال ومهانة، ويتحول عندها القبيلي الأصلي إلى قبيلي "تايوان".
هنا فقط حيث لا يعلو صوت فوق سلطتهن، لأنهن رحمة لنا.
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت عليّ ظلال شك
أقضت مضجعي واستعبدتني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولاً
ولكني شقيت بحسن ظني
نصيب:
أنا ذا فيه ما صدق
عيوني مهما تخبرني
ولا واشي ومتملق
ولا سمعي ولا ظني
فهمتوا ياعباد الله
مش معقول يأهل الله
وكذلك عند محاكاته لشاعر الشباب العملاق أحمد رامي ومناجاته للحبيب في كثير من الكوبليهات الكلثومية الخالدة:
قربك نعيم الروح والعين
ونظرتك سحر والهام
وبسمتك فرحة قلبين
عايشين على الأمل البسام
نصيب:
سل عيونك سهمها ليه انطلق
من جفونك ورماني في الحدق
كاد يطفئ نور عيني
بات يسهر لي شجوني
وحلى نومي نهبته
بقسوتك وانت جنبي كنت تسعدني
ورقتك في بعادك كنت تشغلني
تباني انسى بلا نسيان
تباني اسلى وانا هيمان
أنا في ذمتك أنته.