> استطلاع/ سالم حيدرة صالح:
- اختيار خاطئ وانعدام إرشادات السلامة وفرق الإنقاذ
تزايدت خلال الفترة الأخيرة حوادث الغرق في كورنيش سالمين بمنطقة الشيخ عبدالله الساحلية بمدينة زنجبار المطلة على شاطئ بحر العرب، وكانت هناك وفيات قد سجلت نتيجة الغرق آخرها لشابين غرقا خلال إجازة عيد الفطر المبارك، ولقيا حتفهما؛ ما سبب حالة من الهلع والذعر بين أوساط الأسر التي اعتادت ارتياد شواطئ البحر بكورنيش سالمين.

وأصبحت حوادث الغرق حديث الشارع من قبل المواطنين في مديريتي زنجبار وخنفر الذين تساءلوا عن أسباب تزايد هذه الحوادث التي تزهق أرواح الأبرياء الذين يذهبون إلى الساحل لقضاء أوقات إجازاتهم أو المناسبات والأعياد خاصة في أيام الصيف الحار، لكن انصدم المواطن بهذه الحوادث المأساوية التي حلت على عيدهم كالغمامة السوداء بعد أن عجزت السلطات المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم ومدير عام مديرية زنجبار م.سالم عكف ومدير عام صندوق نظافة المدينة منصور وادي عن وضع النقاط على الحروف من خلال توفير قوارب إنقاذ في الساحل لحماية المواطنين من الشباب والأطفال من حوادث الغرق الذي تزايدت بشكل مخيف مؤخرًا، لكن دون تدخل من الجهات ذات العلاقة حتى الآن.
ويطالب المواطنون الجهات الحكومية بتوفير وسائل حماية لشاطئ البحر بصورة ملحة بعد تزايد حالات الغرق في كورنيش سالمين وافتقار شاطئ المنطقة لوسائل الأمن والحماية، على الرغم من كونه المتنفس البحري الوحيد للعائلات التي تقضي أوقات الإجازات والأعياد على الساحل، منادين بسرعة التدخل لحماية أرواح مرتادي شاطئ البحر عبر تكثيف جهود المراقبة ووضع لوحات تحذيرية عند المناطق الخطرة حتى لاتتكرر حوادث الغرق مع ضرورة توفير فرق إنقاذ على مدار الساعة.
وأشار في حديثه لـ"الأيام" أن السلطة المحلية "لم تكترث بما يعانيه المواطن الذي يصل للكورنيش لقضاء إجازة العيد بعد أن تم اهماله لتصل حوادث الغرق إلى ذروتها ،كان الأجدر بالسلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم أن تقوم بتوفير قوارب وفرق إنقاذ إلا أنها تصرف الملايين في مشاريع عشوائية" .

وأوضح الشخصية الاجتماعية الشيخ خالد علي الدحبي أن"كورنيش سالمين أصبح يخوف الأسر التي لا تجد أمامها متنزها لقضاء الإجازات سوى الشواطئ الجميلة، إلا أن حوادث الغرق أصابت الكثير بالحيرة والاندهاش بعد أن عجزت الجهات ذات العلاقة القيام بمهامها في وضع الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هكذا حوادث أثارت الخوف والهلع في نفوس الأسر خاصة بعد حادثة غرق شابين من مدينة جعار ولم يتم إنقاذهما".
كما قال الأستاذ ماهر الصلاحي :"إن مايحز في النفس أن يغرق أبنائنا في البحر بكورنيش سالمين دون أن نعرف الأسباب والجهات المقصرة في أداء مهامها، السلطة المحلية غير مبالية لما يحصل من حوادث الغرق في البحر وهي عاجزة حتى عن عمل مصدات على ساحل البحر وإرشادات توعوية بخطورة السباحة في الأماكن الخطرة لكي لاتتكر الحوادث الواحدة تلو الأخرى".
وأكد مبارك أن حوادث الغرق التي تحدث هي عرضية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، متمنيا أن ينشأ كورنيش في موقع آخر غير هذا الموقع ويتم تحويل الكورنيش الحالي إلى مركز إنزال سمكي لتوفر المقومات فيه.

وحرصت "الأيام" على أخذ آراء من مختلف الشرائح التي أجمعت على أن حوادث الغرق في كورنيش سالمين مثلت مأساة حقيقية، حيث قال الكابتن حسام الحيدري:" أكيد أنه شي محزن ومؤسف ما حصل في أيام العيد في كورنيش سالمين بمنطقة الشيخ عبدالله من تزايد حوادث الغرق في البحر وتكرارها مع كل مناسبة عيد دون أن
تحرك الجهات المعنية والمختصة ساكنا، فقدنا أعز الناس لنا وشباب في مقتبل العمر وأسر باكلمها راحت ضحية السباحة في هذا الكورنيش وبعض الأماكن على امتداد ساحل أبين دون وضع لوحات تحذيرية في الأماكن الخطرة التي لايسمح فيها بالسباحة ".
من جانبه أكد الشخصية الاجتماعية محفوظ فارع أن كورنيش سالمين "تم وضعه في محل غير صحيح حيث كان يفترض أن يكون في مساحة آمنة لكن السلطة المحلية لا تبالي بأرواح البشر وطبعا الشباب والعوائل هم أكثر من يذهبوا إلى البحر وذلك لعدم توفر المتنزهات المريحة والحدائق العامة داخل مدينتي جعار وزنجبار والتي يجب تتوفر فيها المقاعد والمظلات والمطاعم، كما يجب تزويد الأماكن السياحية بمسابح خاصة بالشباب والأطفال والعوائل وألعاب بأسعار مناسبة ومعقولة لتناسب قدرات المواطنين المالية، من خلال هذه الحلول يمكن تدارك هكذا حوادث كما يجب توفر الحماية والاحتياطات اللازمة لأبنائنا أثناء زيارتهم للشواطئ".
وقال الزميل الإعلامي نائف الرصاصي نشكر صحيفة "الأيام" على جهودها وحرصها الدائم وتبنيها للقضايا المجتمعية في شتى المجالات عموما ومن ذلك تزايد حوادث الغرق لمرتادي البحر في الكورنيش بالشيخ عبدالله وخاصة في الأعياد الذي ما هو إلا الإهمال وغياب تام لدور السلطة المحلية في المحافظة والجهات المختصة التي تنصلت عن مهامها في حماية الأطفال متسببة بذلك بألم وحزن للكثير من الأسر بفقدانهم فلذات أكبادهم غرقا ما قتل فرحة العيد".

وأضاف بأن الحلول بسيطة جدا لتدارك مثل هكذا حوادث والتي أصبحت مشهدا يتكرر في الأعياد ويتسبب بفقدان خيرة شباب أبين وخصوصا بسواحل منطقة الشيخ عبدالله الساحلية فبداية الحلول هو الجانب التوعوي وتوزيع البرشورات والملصقات التوعوية والتحذير لكافة الزوار ومرتادي البحر ومنعهم من السباحة، كما يجب التنسيق مع الأجهزة الأمنية وإلزامها بالتواجد ولو خلال فترة العيد للتحذير ومنع الشباب من السباحة والدخول في البحر، إلى جانب التزام الجهات المسؤولة بتوفير فرق إنقاذ تتواجد على مدار الساعة خلال أيام الأعياد والمناسبات، علاوة على ذلك هناك أماكن خطرة وواضحة معالمها يجب أن يحذَّر من الاقتراب منها أو السباحة فيها لخطورتها من خلال وضع لوحات ولافتات تحذيرية".
وقال الشيخ بدر محمد المرقشي:" من المعلوم أن كافة الجهات المسؤولة في كافة المحافظات الساحلية تحذر دائما وتكرر عبر جهاتها الإعلامية عند مواسم الرياح وهيجان البحر تحذر المواطنين من الاقتراب أوالسباحة في البحر وهذا ما نفتقده نحن كمواطنين في أبين وذلك بسبب انشغال سلطتنا المحلية بقضاء فترات النقاهة في جمهورية مصر العربية".

من جهتها قالت التربوية القديرة الأستاذة طلحة الأحمدي إن "الحوادث المتكررة في كورنيش سالمين بمنطقة الشيخ عبدالله الساحلية زادت حدتها وتحصد أرواح الشباب والأطفال دون أي تدخل من قبل الجهات ذات العلاقة خاصة ومحل الكورنيش غير آمن وكان الأجدر بالسلطات المحلية أن تعمل دفاعات ومصدات وحمايات أمنية لإنقاذ الغارقين في البحر لكن هيهات .. لم نشاهد أي تحرك جاد ".

وكان لإدارة صندوق النظافة ممثلة بالمدير العام منصور وادي تصريح لـ "الأيام " قال فيه أنه سيسعى لجعل شاطئ كورنيش سالمين بمنطقة الشيخ عبدالله أكثر أمانا للمرتادين، واعدًا بتوفير وسائل تحذيرية وإرشادية للحد من حالات الغرق التي شهدتها منطقة الشيخ عبدالله الساحلية خلال الفترة الماضية وذلك في إطار جهود الصندوق بعد توجيهات المحافظ بتوفير قوارب وفريق إنقاذ لتدارك حوادث الغرق في شاطئ سالمين".
