> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح:
- أبين.. الغلاء كابوس يزعج الأطفال قبل الكبار

مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى غابت عن عموم المدن في أبين الخير والعطاء هذا العام على وقع الأزمة الاقتصادية الأسوأ التي تشهدها البلاد، وانعكاس تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية على أسعار السلع كافة، ومنها اللحوم التي ارتفعت أسعارها عدة أضعاف ككثير من السلع الأخرى. ويعد هذا العيد الأسوأ من حيث الاستقبال في ظل ظروف معيشية صعبة ومعقدة وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وعدم صرف المرتبات ما تسبب بعجز أغلب الأسر عن شراء الأضاحي وملابس العيد لأطفالهم في ظل تهاون الحكومة على توفير أبسط مقومات العيش الكريم.

وعاشت معظم الأسر الأبينية أياماً عصيبة حرمت خلالها من الفرحة والبهجة والسرور الذي كان من المفترض أن تدخله إلى قلوب الأطفال بعد عجزها عن شراء ملابس العيد، فهناك شريحة واسعة فقدت أضحية العيد واتجهت لشراء الدجاج هذا العام بديلاً عن الأضاحي، وحرموا حتى من الحلويات ليمر العيد ككابوس مزعج عليهم لم تتعود الأسر عليه، تعيش ظروفاً محرجة أمام أطفالها منعتهم من التنزه في أحسن الأحوال، كل ذلك أدى إلى الحرمان وفقدان كل شيء جميل في هذا العيد، وللأسف الشديد ففرحة العيد لم تزر المنازل الأبينية هذا العام.

تقول أم منير من مدينة جعار، إن عيد الأضحى المبارك هذا العام يعتبر كابوساً مزعجاً للأسر في ظل انعدام المرتبات، موضحة أنها اشترت ملابس العيد لأطفالها ديناً، ذلك أن زوجها المدرس كان لم يتقاضً مرتبه بعد، "اشترينا الملابس لنفرح الأطفال، لكننا حرمنا من الأضحية بسبب أسعارها الجنونية التي لم نستطع توفيرها".

المواطن حسين أحمد صالح من مدينة لودر أوضح لـ "الأيام" أنهم قضوا إجازة عيد الأضحى المبارك في ظل الحرمان من كل شيء بعد أن عجزت الحكومة عن صرف مرتباتهم ليمر العيد والأطفال ليس لديهم ملابس جديدة ولا نزهات، بل على العكس "استقبل أهالي مدينة لودر العيد بأكوام القمامات وبحيرات مياه الصرف الصحي التي تجمعت مع مياه الأمطار التي هطلت على المدينة لتحول شوارع المدينة إلى بحيرات راكدة عكرت ما بقي صافياً من أجواء العيد".

وقال الأستاذ التربوي حسام الحيدري من مدينة جعار، إنه قضى إجازة عيد الأضحى المبارك هو وأسرته في التنزه بكورنيش سالمين بمنطقة الشيخ عبدالله الساحلية مستمتعين بشواطئ البحر الجميلة على الرغم من أن البحر يشكل خطراً كبيراً على حياة الأسر وخاصة الأطفال من الغرق، لاسيما في هذه الفترة من العام، لكنه يوضح أنه المكان الوحيد الذي يمكن الذهاب إليه بدون الحاجة لدفع شيء من المال.

أحمد جاعرة أحد المعلمين في زنجبار أكد هو الآخر حرمان أطفاله من ملابس العيد نتيجة عدم صرف مرتبات المعلمين ليمر العيد عليهم وهم يعيشون ظروفاً صعبة ومعقدة، وأن لأول مرة في حياتهم يمر عيد وأطفاله بدون ملابس، أما بالنسبة لأضحية العيد فقال، إنه قام بشرائها بقيمة 130 ألف ريال ديناً من أحد تجار المواشي وبالتقسيط لمدة ثلاثة أشهر.

وأشار إلى أنه قضى إجازة العيد بصحبة أسرته في ساحة الشهداء بمدينة زنجبار ليلعب ويلهو الأطفال بالألعاب المتواجدة في الساحة، "لنخرجهم من الكابوس الذي قضيناه نتيجة عدم قدرة حكومة المناصفة على دفع مرتبات الموظفين، كنا نأمل منها أن تفعل ما فعله المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دفع إكرامية لمنتسبي قواته المسلحة وعلى دفعتين بواقع 100 ألف ريال ليعيدوا ويشعروا بفرحة العيد مع أسرهم".

وقال المواطن محمد حمود حافظ من حارة الطميسي بمدينة زنجبار، إن مظاهر العيد غابت هذا العام نتيجة الغلاء الفاحش في أسعار ملابس العيد والأضاحي.
وتابع: "كوننا من أصحاب الدخل المحدود وعاطلين عن العمل غابت عنا الأضحية، والأطفال حرموا من الملابس الجديدة، وحاولنا أن نخرجهم من هذه الكآبة وذهبنا إلى متنزه ساحة الشهداء بمدينة زنجبار لعل ذلك يفرح الأطفال، لكنهم كانوا يلعبون بملابس قديمة بين الأطفال، وهذا أثر علينا كثيراً، لكن ما في اليد حيلة فالظروف أجبرتنا على حرمانهم من ذلك".