> يافع / البيضاء "الأيام" خاص:
- خبير عسكري: تموضع الحوثي على حدود يافع إسقاط للجنوب واليمن
وقال المصدر في تصريح لـ"الأيام" «يؤلمني أن أرى أبناء يافع العز والشموخ التي نعول عليها نصرتنا ونعتبرها ملجئنا مما حل بنا تحت نيران مليشيات الحوثي الإجرامية، فقد بلغني أن مليشيات الحوثي اتخذت من جبال السدر والسملان المحاذية أو المترابطة مع منطقة الهضبة ومنطقة آل الحيد موقعًا متقدمًا لها، وأصبح موقع الحوثي لا يفصله عن القوات الموجودة على حدود يافع سوى ستمائة متر، وهي أولى مناطق الحد، وبحكم خبرتي العسكرية أعلم أهمية هذا الموقع وخطورته على مواقع كثيرة في يافع، منها مواقع المقاومة الجنوبية المتواجدة في الهضبة، وما حولها، وخط المحاجي، وموقع العُر الاستراتيجي، فهذه المواقع مكشوفة تمامًا لموقع الحوثي المتقدم والمجهز بكافة الوسائل التقنية لإعطاء الإحداثيات عن قرب من جهة، ومن جهة أخرى تركيز النيران بصفة مباشرة وقاتلة، وقطع أي إمدادات قادمة لمواقع القوات الجنوبية في الهضبة، بالإضافة إلى قطع طريق سباح العرقة الحد ».
وأضاف «هذا ليس تموضع شطري أو علامة تدل على نقاط حدودية فاصلة بين الدولتين السابقتين الجنوب والشمال، كما يعتقد بعض الجهال ممن حالفهم الحظ أن يكونوا قادة عسكريين، وهم ليسوا مؤهلين لها؛ بل هو أسلوب تكتيكي قتالي تتخذه مليشيات الحوثي كما شاهدناه بأعيننا منذ احتلال أولى المناطق في البيضاء حتى تم اكتمال السيطرة على ما تبقى منها في مناطق آل حميقان، حيث أن المليشيات تعمل بهذا الأسلوب لجمع المعلومات الميدانية، وتسجيل الإحداثيات إلكترونيا عن العدو لفترة من الوقت، والعمل على خلخلة المناطق المتواجدة فيها، وتجنيد أبنائها، وإطلاق الشائعات، وإرباك مسرح العمليات القتالية، ومن ثمَّ تباشر الهجوم من أماكن غير متوقعة».
وتابع «أن مليشيات الحوثي لا تبالي بأي خسائر بشرية في حال تم تدمير مواقعها المتقدمة في أي جبهة؛ لأنه لا يهمها الإنسان اليمني، بقدر ما يهمها الوصول إلى غاياتها على حساب أرواح الأبرياء والقُصَّر والمكرهين على القتال، ولهذا إنني أنصح لوجه الله، وبراءة للذمة، إخواننا في يافع بالاستفادة من الخبرات العسكرية الكبيرة لقادة الجيش الجنوبي القدامى، أصحاب الخبرة الذي أعتقد أنهم لم يمانعوا من أبداء تعاونهم، وبذل خبراتهم إن تم استدعائهم، وعمل كل الاحتياطات لتفادي خطر هذا الموقع بالذات".
وقال "إن لم يتم تدميره في الحال، فإن تواجد قواتكم بهذه الطريقة، هو انتحار وسيكلف خسائر بشرية كبيرة إن لم يتدارك هذا الخطر الآن الذي غفل عنه الجهال من قادة الوحدات المرابطة على الحدود، مع يقيني أن يافع أقوى من موقع الحوثي، وسوف تكون بداية نهايته متى أشعل نيران الحرب مع يافع، ولكننا لا نريد أن تتكرر المأساة والأخطاء بأهلنا وسندنا في يافع كما حدثت في البيضاء».
واستغرب المصدر العبارات التي يطلقها البعض من القيادات في يافع: «مثل: "لا خوف على يافع! الحوثي لا يمكن يفتح حرب مع يافع! الحوثي يريد حدوده الشطرية فقط!!" قائلًا "هذا غير صحيح، جميعنا يخاف على يافع؛ لأنه لو سقطت يافع لن يسقط الجنوب وحده؛ بل ستسقط الجمهورية اليمنية كاملة، ولن تقوم لها قائمة؛ لأن الحوثي لم يكن هدفه السيطرة على منطقة محددة أو محافظة، بل هدفه السيطرة على جميع مناطق اليمن وما بعدها في الجزيرة والخليج جوًا وبرًا وبحرًا، بحسب الاستراتيجية المرسومة له من إيران وحلفائها، وسيضرب يافع متى تهيئت له الظروف المناسبة والوقت والإمكانية، ونحن نتمنى ألا يحدث ذلك».