> عدن «الأيام» خاص:

  • يعاني اللاجئون في منطقة البساتين الأمرين وشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي
هؤلاء اللاجئون تقدموا أمس إلى "الأيام" بشكوى مثبتة بالوثائق والصور والأوامر التي لا تجد أي خطوات تنفيذية، حيث قدموا شكوى إنسانية أوضحوا فيها ما يعانونه في منطقة البساتين من أوضاع معيشية سيئة وغير إنسانية يعيشونها، ولا يجدون جهة تحميهم وتقدم لهم الرعاية القانونية والحماية.

ويتهم اللاجئون في شكواهم مكتب المفوضية في عدن بأنه بعيد عن همومهم، ووكل الأمر إلى جهات أخرى تعمل كشريكة مع المفوضية لتنفيذ برامجها التي تخص اللاجئين في منطقة البساتين، وحسب قول اللاجئين، إن هذه المكاتب "لا تهتم باللاجئين بالشكل الصحيح، ومن بين المكاتب مكتب يطلق عليه مكتب لجنة اللاجئين في منطقة البساتين من مهامه الأساسية حل المشاكل، وللأسف هذا المكتب تحول إلى مصدر يصدر اللاجئين إلى سجن الشرطة، فكل لاجئ يأتي لتقديم شكوي مصيره السجن".

وأضافوا في شكواهم، "إن هذا المكتب متمحور على شخصية واحدة وهو الكل في الكل، وعمل على إقصاء أغلب الأعضاء الآخرين في هذا المكتب"، وحسب وصف اللاجئين، فهو الجلاد والقاضي في أي قضية تصل إليه، ليصبح اللاجئ فريسة بين الشرطة والمكتب المعني بحمايتهم وحماية حقوقهم، ولا يجدون منه أي خدمات، بل العكس يعرقل كل أمر يخص اللاجئين.

قاسم عبد الله قاسم قال، "نأتي هنا للحديث عن معاناة اللاجئين في البساتين، حيث يعاني اللاجئون الكثير من المتاعب، وأهمها ضياع حقوق اللاجئ الذي لا يجد جهة يقدم لها الشكوى فإذا اتجه اللاجئ إلى المفوضية ليشتكي لها ويقدم شكوى فلا يستطيع التحرك بسبب الخوف، وهو ما يمنعهم من الحديث عن حقوقهم، فإذا ذهبوا إلى المفوضية لتقديم شكوى يعيدهم إلى من يشتكون منهم، وهما (مكتب اللاجئين وشرطة البساتين)، ومسؤول مكتب البساتين لا نجد منه غير (كلمتني)، والثالث يستدعى لك العسكري، ويقول له (وديه داخل)، ليرميك هذا العسكري في حجز شرطة البساتين لتتلقى نصيبك من الضرب والتعذيب".
مجموعة من اللاجئين أمام بوابة مكتب السفير
مجموعة من اللاجئين أمام بوابة مكتب السفير

يقول قاسم، "في 26/ 12/ 2020م قدمنا شكوى لإدارة الآمن، وكان الرد من عميد ركن صالح محمد قاسم القملي مدير إدارة البحث الجنائي، ملاحظة موجهة إلى مدير قسم شرطة البساتين طلب فيها حل الإشكالية وإنصاف المظلوم وفق القانون والشرع، بتقديم استدعاء للمدعو عبد القادر حسن بلال مسؤول مكتب اللاجئين في البساتين للمثول أمام جهة التحقيق، وللأسف لم يحضر في 14/ 7/ 2021م ولم يبالِ، وكانت هناك تعليمات صارمة من قبل الأخ عبد المجيد في 15/ 7/ 2021م، وأيضاً لم يتجاوب ابليشا مع كل هذه الأوامر، ورماها عرض الحائض".

وأضاف، "تقدمنا بشكوى أخرى إلى مدير أمن عدن مقدمة من عدد من اللاجئين بخصوص حبس الأخ عبد العزيز محمد حسن الذي توفي بالسجن في تاريخ 6 مارس 2021م، وهو ما يوكده تقرير مستشفى الريادة، وفي 6/ 7/ 2021م قدمنا رسالة شكوى لمأمور مديرية دار سعد ضد مسؤول مكتب اللاجئين، طالبنا فيها بوقف العبث الذي يمارس علينا من اضطهاد وسجن في حالة أن طالبنا بحقوقنا، حيث يتم رمي أي أحد يشتكي في سجن الشرطة، واطلع المأمور على شكوانا وأعطي توجيهاته إلى دائرة حقوق الإنسان في المديرية بضرورة الاطّلاع على الشكوى والإفادة، ولم يجد مقدم الشكوى أي إنصاف، واتجه أصحاب الشكوى إلى السفارة الصومالية وهي الجهة المعنية بجمهورية الصومال الفيدرالية الواقعة في مديرية المعلا، منطقة حافون، وفي الطريق إليها لنعمل وقفة احتجاجية على ما يقوم به مدير مكتب البساتين من اضطهاد وتنكيل، وكنا حوالي في سبعة باصات قادمين من البساتين، ومررنا بثلاثة باصات ووصلنا من كل النقاط إلى مبنى السفارة، ولم تصل باقي الباصات الأربعة، وحين تواصلنا معهم عرفنا أن الباصات توقفت عند إحدى النقاط ومنعت الناس من الذهاب إلى المعلا لوجود أخبار بأن هذه الباصات ستعمل فوضة في السفارة بإيعاز من قبل مدير مكتب البساتين، وعندما حاولنا أن نتواصل مع السفير أبلغونا بعد تواجده في عدن بأنه (مسافر)، وتم تقديم الشكوى إلى القنصل العام، وهو بلاغ يشرح معاناتنا ومعرفة أسباب وفاة مواطن صومالي داخل شرطة البساتين كان محتجزاً فيها، وحسب قول مقدم الشكوى إن اللاجئ المحتجز تم حبسه في الشرطة وتم التحقيق معه وتم إطلاق سراحه، وفي اليوم التالي ذهب القتيل إلى شرطة البساتين للحصول على مقتنياته التي بقيت في أمانات شرطة البساتين وهي جوالان، لكن تم رفض طلبه وقاموا بحبسه وضربه ورميه في الزنزانة، وفي اليوم التالي ذهبت زوجته لتسأل عليه، وبلغوها بأنه في مغسلة الموتى كونه توفي في السجن، وحين سألت مكتب الشرطة عمّن يتولى دفنه دون علم أسرته، فبلغوهم بأن مدير مكتب اللاجئين عبد القادر حسن علي (ابليشا) هو من تولى الأمر، واستكمل إجراءات الدفن، وحين سألت عن أسباب الوفاة تم رفض أي توضيح، لهذا توجهنا إلى السفارة وقامت بالواجب حسب قول مقدم الشكوى، وقدمت السفارة رسالة إلى إدارة أمن عدن لمعرفة أسباب وفاة مواطن صومالي يدعي حسن عبده محمد عبدي توفي خلال احتجازه في شرطة البساتين، وتم دفنه دون علم أسرته، وأن المدعو عبد القادر حسن علي المعروف بابليشا هو من عمل على تسهيل الإجراءات لدفن القتيل، وطالبت السفارة باستخراج الجثة وتقديمها إلى الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة والتحقيق في تلك الأسباب واتخاذ الإجراءات اللازمة في المدعو عبد القادر حسن علي، كونهم قدموا التسهيلات لدفنه دون إبلاغ أسرته، واستجابت إدارة أمن عدن للشكوى دون ملاحظة إلى قائد شرطة البساتين برفع تقرير بأسباب وفاة اللاجئ الصومالي في داخل قسم الشرطة".
القتيل في شرطة البساتين عبدالعزيز
القتيل في شرطة البساتين عبدالعزيز

وقال مقدمو الشكوى إن "سفير جمهورية الصومال الفيدرالية حين عاد وعمل على متابعة القضية والذهاب إلى مكتب المدعو ابليشا، وبدل أن يستكمل الإجراءات تم إيقاف القضية وسحبها، وكأن الذي مات حيوان لا يستحق أهله أن يعرفوا سبب وفاته.

الجدير بالذكر أن المدعو ابليشا تم إيقافه من قبل السفير السابق أحمد عبد حسن الذي أكد أن المدعو ابليشا كان يمثل عقبة كبيرة لدي الصوماليين اللاجئين في الحصول علي حقوقهم، ويتعاطى الرشوة ونهب أموال اللاجئين وتشويه الحقائق والنميمة، وكان يتسلم أموالاً طائلة من المفوضية باسم اللاجئ ولا يستفيد منها اللاجئ، فهذا الشخص كان يقود عصابة تأكل حقوق اللاجئين.

وطالب اللاجئون المفوضية السامية لشؤون اللاجئين باستبعاد هذا الشخص الذي لم يفد اللاجئين في شيء، بل أصبح عقبة في طريقهم.