> الحديدة "الأيام" العين الاخبارية:
بينما يخلد الناس إلى فراشهم في الـ12 ليلا يتجه صيادو الثمد "التونة" للبحر لصيد هذا النوع من الأسماك، الأغلى سعرا والأكثر طلبا.
أسر تمتهن صيد الثمد
نشأ محمد عياش في أسرة يمنية تمتهن الصيد، وأتاحت لها الإمكانيات المادية شراء قوارب ذات أحجام كبيرة لصيد الثمد، الأكثر طلبا والأغلى سعرا في الأسواق اليمنية.

ويقول عايش لـ "العين الإخبارية": "كنت صغيرا حينما بدأت العمل في مساعدة والدي في الاصطياد، لكن موعد ذهابنا للبحر يختلف عن الصيادين الآخرين، إذ يبدأ عند منتصف الليل، حيث يكون الصيد بكميات وفيرة".
واجهنا مخاطر عدة، يضيف عايش مواصلا حديثه، وقبل توفر أجهزة قياس سرعة الرياح، كنا نصادف ليالي ذات أمواج عالية، ولمرات عدة واجهنا الموت وجها لوجه.
وتابع: "في إحدى الليالي، كنا على وشك الغرق لولا أن صيادين آخرين كانوا بالقرب منا قدموا لنا المساعدة، ركبنا على قاربهم الأحدث والأكبر حجما وعدنا إلى الشاطئ، فيما ابتلعت المياه قاربنا مع حمولته من الأسماك".
أسعار سمك التونة
تجذب الأسعار المرتفعة في سعر الكيلو من "الديرك" وهو أحد أصناف التونة، والذي يصل إلى 12 ألف ريال، أي نحو 12 دولارا، العديد من الصيادين للعمل في صيد أسماك التونة، لكن رغم أسعاره الجيدة، إلا أن الحصول عليه يعد أمرا مجهدا.

"من الصعب جدا أن أصف لك عملي وسط الأمواج والظلام الحالك، إنها تجارب مخيفة للأشخاص الذين لم يسبق لهم العمل في هذا الوقت"، يقول منير وهو صياد يذهب إلى شواطئ عدن في هذه الأوقات من السنة لصيد هذا النوع من الأسماك.
ويقول منير لـ "العين الإخبارية": تشعر وكأن المياه على وشك أن تبتلعك، إنها تشعرك أنك في مواجهة حقيقية مع الموت، لا سيما في الليالي التي تشهد موجات مد عالية.
يعاني الصيادون في الليالي التي تكون فيها درجة سرعة الرياح نحو 25 عقدة في الساعة من مخاطر عدة، فالمراكب التي يعملون بها قادرة على تحمل تقلبات الموج الناجمة عن هذه السرعة، لكن الصيادين يظلون مرعوبين من قوة الأمواج التي تضرب القوارب خشية تحطمها.
لكن منير وهو أب لأربعة أطفال يؤكد أنه لم يقابل مواقف صعبة، وإن كان يرى أن البحر يحمل مخاطر جمة للصيادين، لا سيما وأن غالبيتهم لا يرتدون سترات نجاة، بل في الواقع لا تكون ضمن معدات الصياد اليمني على الإطلاق.
برودة الطقس
ترتفع درجات البرودة في مثل هذه الأيام من السنة، لكن العمل وسط المياه وعند الواحدة فجرا يزيد من قسوتها ومن الصعوبات التي يواجهها صائدو الثمد.
ويكتب أحد الصيادين على الفيسبوك واصفا معاناة صيادي سمك التونة في ظل برودة الطقس والأمواج التي تغسله بزخات من المياه بين فترة وأخرى.
يقول "أحمد عامر" في منشور رصدته العين الإخبارية إن أغلب صيادي الثمد في هذه الأيام ينطلقون عند الـ 12 عند منتصف الليل، أو الواحدة فجرا من أجل قطع 100 ميل بحري، ثم يعودون عند التاسعة صباحاً نظرا لطول المسافة ومشقتها.
لكن البعد ليس وحده من يشكل معاناة الصيادين لهذا النوع من الأسماك، وإنما ظروف العمل التي تستوجب الذهاب عند منتصف الليل، إضافة إلى برودة الطقس.
هناك العديد من الروايات عن طرق اصطياد الثمد، لكن اختيار فترة ما بعد منتصف الليل يرجع إلى توفره بكميات كبيرة، مقارنة في أوقات أخرى.
ألغام الحوثي.. رعب إضافي
تشكل الألغام البحرية رعبا آخر للصيادين العاملين في المياه الإقليمية غرب اليمن، إذ أن العمل ليلا لا يتيح مشاهدة الأجسام المتفجرة التي نشرتها مليشيات الحوثي.
وباستثناء حادثة واحدة يعرف عنها الصيادين، فقد خلقت أجواء من الرعب بين أوساط العاملين في قطاع الصيد، ذلك أن التعرض لمثل هذه الحوادث أصبح ممكناً مع زيادة حدة إلقائها بالمياه اليمنية.
العمل وسط الأمواج المتلاطمة والظلمة الشديدة ينطوي على مخاطر جمة، لا سيما وأن هذا النوع من الأسماك لا يتواجد سوى في وسط البحار على بعد 100 ميل، على عكس الأسماك الأخرى التي تكون عادة قرب الشاطئ.
قصص وتجارب عديدة يرويها صيادون يمنيون لـ"العين الإخبارية"، والمخاطر التي يواجهونها لا سيما الظلام والبرد القارص، وألغام مليشيات الحوثي البحرية.
نشأ محمد عياش في أسرة يمنية تمتهن الصيد، وأتاحت لها الإمكانيات المادية شراء قوارب ذات أحجام كبيرة لصيد الثمد، الأكثر طلبا والأغلى سعرا في الأسواق اليمنية.
ونظرا لمذاقه الرائع، يحظى "الثمد" بزيادة الطلب، لكن مواقيت صيد هذا النوع من الأسماك قد تتطلب الذهاب في أوقات مختلفة، مقارنة بصيد الأسماك الأخرى.

واجهنا مخاطر عدة، يضيف عايش مواصلا حديثه، وقبل توفر أجهزة قياس سرعة الرياح، كنا نصادف ليالي ذات أمواج عالية، ولمرات عدة واجهنا الموت وجها لوجه.
وتابع: "في إحدى الليالي، كنا على وشك الغرق لولا أن صيادين آخرين كانوا بالقرب منا قدموا لنا المساعدة، ركبنا على قاربهم الأحدث والأكبر حجما وعدنا إلى الشاطئ، فيما ابتلعت المياه قاربنا مع حمولته من الأسماك".
ولا تتوفر أسماك التونة قبالة الحديدة، وانما يجبر الصيادين على الذهاب إلى عدن جنوباً، حيث تتميز بوفرة هذا النوع من الأسماك.
تجذب الأسعار المرتفعة في سعر الكيلو من "الديرك" وهو أحد أصناف التونة، والذي يصل إلى 12 ألف ريال، أي نحو 12 دولارا، العديد من الصيادين للعمل في صيد أسماك التونة، لكن رغم أسعاره الجيدة، إلا أن الحصول عليه يعد أمرا مجهدا.
إذ أنه لا يتواجد بالقرب من الشاطئ كما هو حال العديد من الأسماك، وإنما وسط البحار، وفي ممر السفن التجارية.

ويقول منير لـ "العين الإخبارية": تشعر وكأن المياه على وشك أن تبتلعك، إنها تشعرك أنك في مواجهة حقيقية مع الموت، لا سيما في الليالي التي تشهد موجات مد عالية.
يعاني الصيادون في الليالي التي تكون فيها درجة سرعة الرياح نحو 25 عقدة في الساعة من مخاطر عدة، فالمراكب التي يعملون بها قادرة على تحمل تقلبات الموج الناجمة عن هذه السرعة، لكن الصيادين يظلون مرعوبين من قوة الأمواج التي تضرب القوارب خشية تحطمها.
لكن منير وهو أب لأربعة أطفال يؤكد أنه لم يقابل مواقف صعبة، وإن كان يرى أن البحر يحمل مخاطر جمة للصيادين، لا سيما وأن غالبيتهم لا يرتدون سترات نجاة، بل في الواقع لا تكون ضمن معدات الصياد اليمني على الإطلاق.
وفوق ذلك فإن عملهم في الممر الدولي للسفن العملاقة قد يعرضهم للدهس، كما حدث مع بعض الصيادين في البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة.
ترتفع درجات البرودة في مثل هذه الأيام من السنة، لكن العمل وسط المياه وعند الواحدة فجرا يزيد من قسوتها ومن الصعوبات التي يواجهها صائدو الثمد.
ويكتب أحد الصيادين على الفيسبوك واصفا معاناة صيادي سمك التونة في ظل برودة الطقس والأمواج التي تغسله بزخات من المياه بين فترة وأخرى.
يقول "أحمد عامر" في منشور رصدته العين الإخبارية إن أغلب صيادي الثمد في هذه الأيام ينطلقون عند الـ 12 عند منتصف الليل، أو الواحدة فجرا من أجل قطع 100 ميل بحري، ثم يعودون عند التاسعة صباحاً نظرا لطول المسافة ومشقتها.
لكن البعد ليس وحده من يشكل معاناة الصيادين لهذا النوع من الأسماك، وإنما ظروف العمل التي تستوجب الذهاب عند منتصف الليل، إضافة إلى برودة الطقس.
هناك العديد من الروايات عن طرق اصطياد الثمد، لكن اختيار فترة ما بعد منتصف الليل يرجع إلى توفره بكميات كبيرة، مقارنة في أوقات أخرى.
ولا يعرف السبب الذي يجعله متوفرا بكميات جيدة في تلك الفترة، لكن الصيادين الباحثين عن ربح وفير يدركون أوقات الاصطياد، ويعرفون معالم وأوقات اصطياده وفقا لخبرات يتم تناقلها من جيل لآخر.
تشكل الألغام البحرية رعبا آخر للصيادين العاملين في المياه الإقليمية غرب اليمن، إذ أن العمل ليلا لا يتيح مشاهدة الأجسام المتفجرة التي نشرتها مليشيات الحوثي.
وباستثناء حادثة واحدة يعرف عنها الصيادين، فقد خلقت أجواء من الرعب بين أوساط العاملين في قطاع الصيد، ذلك أن التعرض لمثل هذه الحوادث أصبح ممكناً مع زيادة حدة إلقائها بالمياه اليمنية.