> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح:
السمر والزيارات وتبادل الوجبات.. تقاليد أوشكت الأزمات أن تنهيها
وبالطبع مجيء رمضان هذا العام على أهالي أبين لم يختلف عن باقي المحافظات والمناطق، فالمواطنون في شتى المدن والقرى يعانون من قسوة الظروف المعيشية وغلاء الأسعار وتفاقم الأزمات التي تعكر عليهم خصوصية شهر الصوم وروحانياته فالمنغصات عديدة والحلول منعدمة.
لكل منطقة من مناطق البلاد المتنوعة بتقاليد أهلها وعاداتهم، شيء ما يميزهم عن غيرهم في استقبال الضيف العزيز والاحتفاء به، وكباقي المحافظات تتميز أبين بعادات خاصة بها تعكس الفرح والتقديس لشهر رمضان الفضيل.
وتصدح مآذن المساجد بالموشحات الدينية فيما تبدأ مراسم تبادل الزيارات التي تتسم بطابع اجتماعي وديني فتجمع الأهل والأصدقاء والجيران على موائد الإفطار الجماعي، وجلسات السمر الرمضانية.
وبالنسبة للأهالي فرمضان هو مناسبة دينية لها طقوسها التي تقوي الروابط الاجتماعية وتميز الشهر عن باقي أشهر السنة، فتجد النساء يتسابقن لإعداد المأكولات التي اعتاد عليها الأبينيون في المائدة الرمضانية، ويقمن بتوزيع الإفطار على الجيران والأهل.
يقول المواطن وجدي الحجيجي: "نعيش شهر رمضان المبارك بالفرح والسرور والمحبة وترفع الموشحات الدينية من المساجد مرحبة بهذا الشهر الفضيل الذي له ميزات خاصة حيث نعزز صلة الأرحام من خلال الزيارات إلى الأهل والأقرباء وتجتمع الأسر غالبا ويكون للسمر نكهة خاصة فتشاهد الكثير من الشباب يسهرون حتى السحور".
بدوره، قال التربوي الأستاذ ماهر الصلاحي، إن في شهر رمضان يكون المسلم أكثر قربًا لله عز وجل فهو شهر روحاني وشهر الطاعات والعبادات والمغفرة والعتق من النار.
وأضاف: "لا ننسى في هذا الشهر المبارك أن الله عز وجل قد أعطانا قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر من العبادة ويكثر فيه الإنسان من الأعمال الخيرية فيزور المسلم جيرانه وهي عادة أبناء أبين في هذا الشهر الكريم إلى جانب تعدد وجبات الإفطار وتناقلها من بيت لآخر بكل ما لذ وطاب".
وأوضح المواطن صالح بهلول، أن شهر رمضان شهر طاعة وتعبد والإكثار من الأعمال الخيرية ولكن هناك أمورًا نحتاجها في هذا الشهر منها الكهرباء خاصة ونحن في فصل الصيف الحار والكهرباء أصبحت الشغل الشاغل للكثير من الأسر إلى جانب الاحتياجات الأخرى التي أصبح الوصول إليها صعبا جدا.
وناشد بهلول، محافظ أبين أبوبكر حسين سالم أن يولي زيادة ساعات التشغيل اهتماما في هذا الجو الحار رفقا بالمواطنين المغلوبين على أمرهم.
من جانبها، تقول الأستاذة طلحة الأحمدي: "نستقبل شهر رمضان في ظل ظروف صعبة منها غلاء المعيشة، فالراتب لا يفي بمتطلبات الحياة وأزمة الغاز المنزلي الذي ضاعف معاناة المواطنين في الشهر الفضيل فبعد الإفطار تضطر الكثير من الأسر إلى البحث عن الغاز".
ويؤكد الأستاذ قاسم السعدي أن المواطنين يستقبلون شهر رمضان المبارك بالتهليل والترحيب، وتقوم الأسر في الشهر الفضيل بعمل العديد من الوجبات منها السكوع والشفوت والشربة والسنبوسة، وتقوم بعض الأسر بطهي الذرة ليتم عمل المخلم وغيرها من الأكلات الشعبية وتقديم العصائر بكافة أنواعها خلال وجبات الإفطار والسحور.
غسان الربوعي تحدث عن أهم الوجبات التي يتميز بها أهالي أبين في شهر رمضان المبارك، "اللحوح وهو خبز لين يصنع من دقيق القمح والذرة ويضاف إليها زيت السمسم وله مذاق خاص على المائدة الأبينية".
وقال المواطن عارف محمد، إن لرمضان قصصا كثيرة تبدأ في شهر شعبان، حيث تحرص الأسر على الإعداد والتهيئة لقدوم الشهر الكريم، وتشاهد في العصر الأدخنة تتصاعد من البيوت الأبينية وخاصة في الريف، حيث يطبخ النساء الكثير من الوجبات وتجتمع الأسر على مائدة الإفطار.
وتبقى الأمسيات الرمضانية حاضرة في الشهر الكريم، فيتجمع الشباب في الطرقات بمدينة زنجبار يسمرون ويلعبون البطة حتى السحور، ويجهز الأهالي الفطور الجمعي في المساجد ويتسابق السكان في تزويد مائدة الإفطار بما اشتهرت به هذه المدينة إكرامًا للضيف العزيز.