> «الأيام» غرفة الأخبار:

جاء إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مفاجئًا للعالم، إذ ترى صحف كبرى عالمية، بأن الحرب المباشرة حتى وإن توقفت، إلا أن هناك حربًا من نوع آخر ستجري بين الطرفين، ركنها الأساسي ميليشيا الحوثي في اليمن؛ الذراع الإقليمي لطهران.

صحيفة التليغراف البريطانية حذرت من أن طهران قد تلجأ لاستئناف دعم جماعة الحوثي لاستهداف حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر، كردٍّ انتقامي على ضرب منشآتها النووية.

ووفقًا لتقرير نشرته الصحيفة البريطانية، فإن الضربات التي طالت المنشآت النووية الإيرانية ليست كافية، فلا بد من وضع ضمانات قوية لضمان استمرار وقف النار المعلن من قبل ترامب، مشيرة إلى أن لدى الغرب فرصة ثمينة الآن، لمنع إيران من عودتها لأفعالها الإرهابية المزعزعة للاستقرار الإقليمي والعالمي، عبر ضرب بقية أذرعها في المنطقة.

يقول الباحث في الشأن الإيراني والشرق الأوسط، وجدان عبدالرحمن، إن إيران سبق أن لجأت لميليشيا الحوثي في اليمن، لشن ضربات على السفن في البحر الأحمر، وبكل تأكيد، بعد الضربات الموجعة التي تلقتها طهران خلال حرب الـ12 يومًا، أصبحت بحاجة ملحة لأذرعها في المنطقة، ولطالما أن ميليشيا الحوثي لا تزال ورقة رابحة بيد النظام الإيراني، فلا شك أنها ستستخدمها.

وأضاف: "النظام الإيراني وجد أنه أوشك على الخطر بشكل كبير، لذلك لا بد من أن يستخدم الأذرع التي أنفق عليها مليارات الدولارات، وسلحها، ودربها، وساندها لتستولي على السلطة في اليمن".

وتابع: "هذا الأمر بكل تأكيد سيحصل، لذلك فإن الصحف التي تنشر هذه الأخبار، خاصة البريطانية، تُبين أن هنالك معلومات استخباراتية تؤكد هذا الأمر، وحتى التحليلات العادية يمكن أن تتخيل فعل هذه القضايا، منها الاستهداف".

وقال: "الأذرع الإيرانية في اليمن والعراق، كان بإمكانها فعل شيء خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، لكن أعتقد أن النظام الإيراني لم يطلب ذلك، وإن طلب النظام من أذرعه في المنطقة، وخاصة في العراق، بكل تأكيد سيفعلونها، كما أن الأحداث والقلاقل التي تحدث في سوريا هي بسبب تدخلات إيران فيها".

يقول المحلل السياسي فارس البيل، إن ميليشيا الحوثي ضمن دائرة الصراع، وفي إطار المنظومة الإيرانية، وبالتالي هي تتحرك وفقًا لترتيبات العمل الإيراني.

وأضاف: "ميليشيا الحوثي ليست صاحبة قرار في كل الأحوال، أو حتى لديها مجال لتقييم المصالح الذاتية أو الآنية، بل على العكس، هي ليست سوى أجير لدى المحور الإيراني، وتتعاطى مع التوجيهات الإيرانية كيفما كانت، بدليل أننا وجدنا هناك نوعًا من التهديدات التي وجهتها ميليشيا الحوثي، قبيل الضربة الأمريكية على المفاعلات النووية، ولم نشهد شيئًا".

وأردف: "الضربات الأمريكية الأخيرة على ميليشيا الحوثي، كانت تهدف إلى أمرين: أولًا محاولة تحجيم الثقل العسكري لميليشيا الحوثي، وإلزامها باتفاق، وهذا الاتفاق حدّ من دور هذه الميليشيا في الدخول قطعيًا بالحالة العسكرية بشكل عام، بالإضافة إلى أن هناك نوعًا من التفاهمات، أو رغبة إيرانية في جعلها ورقة أخيرة".

وزاد: في كل الأحوال، فإن جماعة الحوثي ظهرت وكأنها لا تملك قدرة على التحرك، أو تقييم مصالحها، أو لطبيعة الدور الذي يمكن أن تقوم به، وبالتالي لا أتوقع أن تتحرك ميليشيا الحوثي الآن، لأنها لا تمتلك مصفوفة قيمية تحدد ما الذي ستفعله في المستقبل، وما الذي يمكن أن تبني عليه نتيجة هذا الاتفاق أو غيره.