> أسامة عفيف:
في ذروة التوتر الإقليمي، وبينما كانت إيران تترنح على وقع الضربات الجوية الأميركية، التي استهدفت مواقع حساسة في برنامجها النووي، خيم صمت مطبق على جماعة الحوثي، ذراع طهران في اليمن، التي لطالما هددت بالمشاركة في الرد الإيراني، حال التدخل الأميركي في الحرب، لكن الجماعة التزمت الصمت، في أول اختبار عملي لصحة تهديداتها.
ورغم رصد إطلاق جماعة الحوثي، لعدد محدود من الصواريخ تجاه إسرائيل، بشكل غير معلن، ضمن "الرد الإيراني"، والتهديدات الواضحة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي للجماعة، مهدي المشاط، بأن "أي تدخل أميركي مباشر إلى جانب إسرائيل، سيستدعي الرد"، إلا أن هذا التهديد سقط عندما تحركت أميركا، وقصفت أهدافًا استراتيجية داخل العمق الإيراني.
ولم يكن الصمت الحوثي مجرد موقف مستقل، بقدر ما كان انعكاسًا لتعليمات إيرانية واضحة، تقضي بعدم التصعيد، في تجلٍ يشكف بأن قرار السلم والحرب ليس بيد الجماعة، التي تقامر بدماء الشعب اليمني، بل هي أداة لخدمة مشروع إقليمي، لا علاقة له باليمن واليمنيين.
وفي حديث لرويترز، قال مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأميركي، الفريق ألكسوس غرينكويش، أمس الأول الثلاثاء، إن جماعة "الحوثي" المتحالفة مع إيران في اليمن، ستظل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل، حتى بعد أن توصلت واشنطن معها إلى اتفاق خلال الشهر الماضي، والذي أنهى حملة جوية أميركية ضد الجماعة.
ومن خلال ما سبق يبرز جليًا، كيف أن مغامرات جماعة “الحوثي” أدخلت البلاد في أزمات وكوارث كثيرة، سيجني تبعاتها الشعب اليمني وحده، في حين أن المشهد السياسي ما زال يحتفظ بكوارث لا تعد ولا تحصى لهذه البلاد خلال الأيام القادمة.
يرى الخبير العسكري علي الذهب أن إحجام إيران عن الرد المباشر على الضربات الأميركية، وتلقيها ضربات في عمق بنيتها النووية، انعكس مباشرة على موقف جماعة الحوثي التي فضّلت التريث، حتى لا تظهر أكثر اندفاعًا من طهران ذاتها.
ويضيف الذهب، بأن "الخطاب الحوثي الذي يصرّ على أن الحرب ما تزال مفتوحة، لا يخفي حقيقة وجود تنسيق دقيق ومباشر مع إيران، خاصة في المجال العسكري والأمني".
ويوضح بأن جماعة الحوثي تدرك أيضا بأن أي تصعيد غير منضبط، قد يُقابل برد أميركي عنيف، ما يجعلها تفضّل تقييد مشاركتها، ضمن "سقوف منخفضة"، مثل استهداف السفن الأميركية، دون الانخراط في مواجهة إقليمية شاملة.
ويشير الذهب، إلى أن وقف الهجمات المتبادلة مع الولايات المتحدة في البحر الأحمر، بمثابة "فرصة ذهبية" لجماعة "الحوثي"، في ظل تضرر قدراتها البحرية والجوية، وتراجع جاهزيتها العملياتية، مؤكدًا أن الجماعة تمر بمرحلة إعادة البناء، بعد الخسائر التي تكبدتها بفعل تلك الضربات.
ويظهر جليًا بأن السمة الأبرز لجماعة "الحوثي" حاليًا، هي الترميم وإعادة التموضع، لا التصعيد، وإذا حدث وشاركت في الصراع الإقليمي، فإنها ستكون مشاركة محدودة ومضبوطة بسقف واضح.
ويشرح العليي أن خطاب الحوثي للعوام، يختلف تمامًا عن الخطاب الموجه للنخب السياسية، وأن ما يُقال في العلن، لا علاقة له بما يُقال في الغرف المغلقة، ففي العلن، تظهر الجماعة بمظهر الثائر المقاوم، التي ستنتصر للقضايا العادلة من حول العالم، لكنها في الجلسات السرية، تناقش ترتيبات واقعية، وتقدم تنازلات تكشف زيف ادعاءاتها.
الأخطر بحسب العليي، هو أن الجماعة، تعمد إلى إبقاء المواطن في حالة استنفار مجتمعي دائم، داخل مناطق سيطرتها، حتى لا يفكر باحتياجاته اليومية أو بالخدمات المنهارة، بل يظل مشغولًا بشعارات "نصرة فلسطين"، و”مواجهة العدوان".
هذا الخطاب الثوري، كما يصفه العليي، هو أداة تخدير جماعية تجعل الناس تنسى من ينهب ثرواتها، ومن يحتكر القرار والسلطة، كما أن أي استقرار في مناطقها يُعد خطراً يهدد وجودها، لأن المجتمع المستقر سيبدأ بالسؤال عن رواتب والخدمات، وهذه أسئلة كفيلة بهدم مشروع جماعة “الحوثي” بأكمله.
ففي مقابل الدعم السياسي والمالي والعسكري الإيراني لها، قدمت جماعة “الحوثي” نفسها منذ البداية، كذراع مخلصة لإيران، مقابل تمكينها من السيطرة على اليمن، وهي صفقة لم تخرج يوماً عن منطق “التبعية مقابل البقاء”.
يقول نائب رئيس تحرير "المصدر أونلاين" علي الفقيه، إن طهران رأت في “الحوثي” استثمارًا استراتيجيًا يمنحها موطئ قدم على سواحل البحرين الأحمر والعربي، ومضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم.
ويضيف الفقيه بأن تحوّل جماعة "الحوثي"، بعد السابع من أكتوبر، إلى لاعب إقليمي في البحر الأحمر، تحت شعار "إسناد غزة"، جعلها ورقة ضغط بيد إيران، تستخدمها للمناورة في وجه الغرب وإسرائيل.
لكن هذه الورقة، بحسب الصحفي اليمني لم تُسفر عن دعم فعلي لغزة، بل جلبت على اليمنيين ويلات كثيرة، منها القصف الأميركي والإسرائيلي، واستهداف المنشآت الحيوية، وتفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني.
ويتابع "اليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التي يتخلصون فيها من هذه الجماعة، التي اختطفت حاضرهم ومستقبلهم، وتُصر على الزج بهم في حروب خارجية لا تعنيهم".
الصحفي سامي نعمان أيضًا، يرى بأن انخراط الحوثي في الصراع الإقليمي، جرّ اليمنيين إلى كوارث اقتصادية جسيمة، أبرزها استهداف الموانئ والمطارات، وتعطيل صادرات النفط، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق بتكلفة الشحن البحري.
ويشير نعمان إلى أن الحكومة اليمنية، كانت قد قطعت شوطاً في تحسين صورة البلاد لدى المؤسسات الدولية المعنية بالملاحة، ونجحت في استعادة تكلفة التأمين البحري إلى مستويات ما قبل الحرب، إلا أن هجمات "الحوثي" على السفن التجارية نسفت تلك الجهود.
كما يحمّل الصحفي اليمني، جماعة “الحوثي” مسؤولية تدهور العملة المحلية، حتى في مناطق الحكومة الشرعية، نتيجة استهدافها لمنافذ التصدير، والانقسام النقدي بين صنعاء وعدن، مؤكدًا أن سياسات جماعة "الحوثي"، خلقت حالة نقمة كامنة بين اليمنيين، تتراكم بفعل القمع والعنف، حيث لا تكاد تخلو منطقة من مظاهر الرفض الشعبي.
يوضح دشيلة أن الجماعة، رغم احتفاظها بهامش مناورة في بعض المواقف، إلا أنها لا تستطيع البقاء دون دعم مباشر من طهران، ما يجعل ارتباطها بالمشروع الإيراني ارتباطًا وجوديًا.
ويشير إلى أن التهديدات التي أطلقتها جماعة "الحوثي" عقب الضربات الأميركية، لم تُترجم إلى أي رد فعلي على الأرض، كما هو الحال مع بقية أذرع إيران في المنطقة، إذ "ليس لديها القدرة لفعل أكثر مما فعلته خلال الفترة الماضية".
وما تكشفه المواقف الأخيرة لجماعة "الحوثي"، خصوصًا صمتها حيال الضربات الأميركية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني، ليس مجرد تراجع تكتيكي، بل انعكاس مباشر لمحدودية القوة وهامش القرار المستقل لدى الجماعة، فكلما احتدمت المواجهة، يتضح أن "الحوثي" ليس سوى ورقة ضغط إيرانية، يتم تحريكها ضمن حسابات طهران.
كما يكشف تعدد الخطابات، وتناقض الشعارات، والمناورة بين لغة التهديد الفارغة في الإعلام، ولغة الواقعية في الغرف المغلقة، عن عمق الأزمة البنيوية لدى جماعة تعيش على التهويل، لكنها لا تملك قدرة الفعل الحقيقي.
وفي ذات الوقت، لا يُستبعد أن تعود جماعة "الحوثي"، إلى تكرار المغامرات التي يدفع اليمنيون وحدهم ثمنها، طالما استمرت إيران في استخدامها كورقة ضغط، إذ أن التبعية لا تُنتج قرارًا وطنيًا، والصمت أمام قصف الحلفاء، لن يكون آخر مشاهد التناقض "الحوثي"، بل مجرد فصل آخر في رواية مفتوحة على احتمالات أكثر خطورة، الخاسر فيها هم اليمنيون فقط.
"الحل نت"
ورغم رصد إطلاق جماعة الحوثي، لعدد محدود من الصواريخ تجاه إسرائيل، بشكل غير معلن، ضمن "الرد الإيراني"، والتهديدات الواضحة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي للجماعة، مهدي المشاط، بأن "أي تدخل أميركي مباشر إلى جانب إسرائيل، سيستدعي الرد"، إلا أن هذا التهديد سقط عندما تحركت أميركا، وقصفت أهدافًا استراتيجية داخل العمق الإيراني.
ولم يكن الصمت الحوثي مجرد موقف مستقل، بقدر ما كان انعكاسًا لتعليمات إيرانية واضحة، تقضي بعدم التصعيد، في تجلٍ يشكف بأن قرار السلم والحرب ليس بيد الجماعة، التي تقامر بدماء الشعب اليمني، بل هي أداة لخدمة مشروع إقليمي، لا علاقة له باليمن واليمنيين.
وفي حديث لرويترز، قال مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأميركي، الفريق ألكسوس غرينكويش، أمس الأول الثلاثاء، إن جماعة "الحوثي" المتحالفة مع إيران في اليمن، ستظل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل، حتى بعد أن توصلت واشنطن معها إلى اتفاق خلال الشهر الماضي، والذي أنهى حملة جوية أميركية ضد الجماعة.
ومن خلال ما سبق يبرز جليًا، كيف أن مغامرات جماعة “الحوثي” أدخلت البلاد في أزمات وكوارث كثيرة، سيجني تبعاتها الشعب اليمني وحده، في حين أن المشهد السياسي ما زال يحتفظ بكوارث لا تعد ولا تحصى لهذه البلاد خلال الأيام القادمة.
- لماذا تراجعت جماعة "الحوثي" عن تهديداتها؟
يرى الخبير العسكري علي الذهب أن إحجام إيران عن الرد المباشر على الضربات الأميركية، وتلقيها ضربات في عمق بنيتها النووية، انعكس مباشرة على موقف جماعة الحوثي التي فضّلت التريث، حتى لا تظهر أكثر اندفاعًا من طهران ذاتها.
ويضيف الذهب، بأن "الخطاب الحوثي الذي يصرّ على أن الحرب ما تزال مفتوحة، لا يخفي حقيقة وجود تنسيق دقيق ومباشر مع إيران، خاصة في المجال العسكري والأمني".
ويوضح بأن جماعة الحوثي تدرك أيضا بأن أي تصعيد غير منضبط، قد يُقابل برد أميركي عنيف، ما يجعلها تفضّل تقييد مشاركتها، ضمن "سقوف منخفضة"، مثل استهداف السفن الأميركية، دون الانخراط في مواجهة إقليمية شاملة.
ويشير الذهب، إلى أن وقف الهجمات المتبادلة مع الولايات المتحدة في البحر الأحمر، بمثابة "فرصة ذهبية" لجماعة "الحوثي"، في ظل تضرر قدراتها البحرية والجوية، وتراجع جاهزيتها العملياتية، مؤكدًا أن الجماعة تمر بمرحلة إعادة البناء، بعد الخسائر التي تكبدتها بفعل تلك الضربات.
ويظهر جليًا بأن السمة الأبرز لجماعة "الحوثي" حاليًا، هي الترميم وإعادة التموضع، لا التصعيد، وإذا حدث وشاركت في الصراع الإقليمي، فإنها ستكون مشاركة محدودة ومضبوطة بسقف واضح.
- خداع متعدد المستويات
ويشرح العليي أن خطاب الحوثي للعوام، يختلف تمامًا عن الخطاب الموجه للنخب السياسية، وأن ما يُقال في العلن، لا علاقة له بما يُقال في الغرف المغلقة، ففي العلن، تظهر الجماعة بمظهر الثائر المقاوم، التي ستنتصر للقضايا العادلة من حول العالم، لكنها في الجلسات السرية، تناقش ترتيبات واقعية، وتقدم تنازلات تكشف زيف ادعاءاتها.
الأخطر بحسب العليي، هو أن الجماعة، تعمد إلى إبقاء المواطن في حالة استنفار مجتمعي دائم، داخل مناطق سيطرتها، حتى لا يفكر باحتياجاته اليومية أو بالخدمات المنهارة، بل يظل مشغولًا بشعارات "نصرة فلسطين"، و”مواجهة العدوان".
هذا الخطاب الثوري، كما يصفه العليي، هو أداة تخدير جماعية تجعل الناس تنسى من ينهب ثرواتها، ومن يحتكر القرار والسلطة، كما أن أي استقرار في مناطقها يُعد خطراً يهدد وجودها، لأن المجتمع المستقر سيبدأ بالسؤال عن رواتب والخدمات، وهذه أسئلة كفيلة بهدم مشروع جماعة “الحوثي” بأكمله.
- مغامرات تضاعف متاعب اليمنيين
ففي مقابل الدعم السياسي والمالي والعسكري الإيراني لها، قدمت جماعة “الحوثي” نفسها منذ البداية، كذراع مخلصة لإيران، مقابل تمكينها من السيطرة على اليمن، وهي صفقة لم تخرج يوماً عن منطق “التبعية مقابل البقاء”.
يقول نائب رئيس تحرير "المصدر أونلاين" علي الفقيه، إن طهران رأت في “الحوثي” استثمارًا استراتيجيًا يمنحها موطئ قدم على سواحل البحرين الأحمر والعربي، ومضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم.
ويضيف الفقيه بأن تحوّل جماعة "الحوثي"، بعد السابع من أكتوبر، إلى لاعب إقليمي في البحر الأحمر، تحت شعار "إسناد غزة"، جعلها ورقة ضغط بيد إيران، تستخدمها للمناورة في وجه الغرب وإسرائيل.
لكن هذه الورقة، بحسب الصحفي اليمني لم تُسفر عن دعم فعلي لغزة، بل جلبت على اليمنيين ويلات كثيرة، منها القصف الأميركي والإسرائيلي، واستهداف المنشآت الحيوية، وتفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني.
ويتابع "اليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التي يتخلصون فيها من هذه الجماعة، التي اختطفت حاضرهم ومستقبلهم، وتُصر على الزج بهم في حروب خارجية لا تعنيهم".
الصحفي سامي نعمان أيضًا، يرى بأن انخراط الحوثي في الصراع الإقليمي، جرّ اليمنيين إلى كوارث اقتصادية جسيمة، أبرزها استهداف الموانئ والمطارات، وتعطيل صادرات النفط، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق بتكلفة الشحن البحري.
ويشير نعمان إلى أن الحكومة اليمنية، كانت قد قطعت شوطاً في تحسين صورة البلاد لدى المؤسسات الدولية المعنية بالملاحة، ونجحت في استعادة تكلفة التأمين البحري إلى مستويات ما قبل الحرب، إلا أن هجمات "الحوثي" على السفن التجارية نسفت تلك الجهود.
كما يحمّل الصحفي اليمني، جماعة “الحوثي” مسؤولية تدهور العملة المحلية، حتى في مناطق الحكومة الشرعية، نتيجة استهدافها لمنافذ التصدير، والانقسام النقدي بين صنعاء وعدن، مؤكدًا أن سياسات جماعة "الحوثي"، خلقت حالة نقمة كامنة بين اليمنيين، تتراكم بفعل القمع والعنف، حيث لا تكاد تخلو منطقة من مظاهر الرفض الشعبي.
- رهينة المحور الإيراني
يوضح دشيلة أن الجماعة، رغم احتفاظها بهامش مناورة في بعض المواقف، إلا أنها لا تستطيع البقاء دون دعم مباشر من طهران، ما يجعل ارتباطها بالمشروع الإيراني ارتباطًا وجوديًا.
ويشير إلى أن التهديدات التي أطلقتها جماعة "الحوثي" عقب الضربات الأميركية، لم تُترجم إلى أي رد فعلي على الأرض، كما هو الحال مع بقية أذرع إيران في المنطقة، إذ "ليس لديها القدرة لفعل أكثر مما فعلته خلال الفترة الماضية".
وما تكشفه المواقف الأخيرة لجماعة "الحوثي"، خصوصًا صمتها حيال الضربات الأميركية التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني، ليس مجرد تراجع تكتيكي، بل انعكاس مباشر لمحدودية القوة وهامش القرار المستقل لدى الجماعة، فكلما احتدمت المواجهة، يتضح أن "الحوثي" ليس سوى ورقة ضغط إيرانية، يتم تحريكها ضمن حسابات طهران.
كما يكشف تعدد الخطابات، وتناقض الشعارات، والمناورة بين لغة التهديد الفارغة في الإعلام، ولغة الواقعية في الغرف المغلقة، عن عمق الأزمة البنيوية لدى جماعة تعيش على التهويل، لكنها لا تملك قدرة الفعل الحقيقي.
وفي ذات الوقت، لا يُستبعد أن تعود جماعة "الحوثي"، إلى تكرار المغامرات التي يدفع اليمنيون وحدهم ثمنها، طالما استمرت إيران في استخدامها كورقة ضغط، إذ أن التبعية لا تُنتج قرارًا وطنيًا، والصمت أمام قصف الحلفاء، لن يكون آخر مشاهد التناقض "الحوثي"، بل مجرد فصل آخر في رواية مفتوحة على احتمالات أكثر خطورة، الخاسر فيها هم اليمنيون فقط.
"الحل نت"