> عدن «الأيام» العرب
نجحت مفاوضات اللحظات الأخيرة التي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط والعاصمة اليمنية المؤقتة عدن في إقناع الفرقاء في اليمن بتمديد الهدنة لشهرين إضافيين، في خطوة جعلت اليمنيين المستنزفين من الحرب يتنفسون الصعداء.
وكثف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جرودنبرغ خلال الساعات التي سبقت انتهاء الهدنة من مسقط جهوده في إقناع المتمردين الحوثيين بأهمية تمديدها وبالتخلي عن تحفظاتهم بشأن فتح الطرقات في محافظة تعز.
وتقول أوساط سياسية إن عمان لعبت دورًا رئيسًا في دفع الحوثيين للتعاطي بإيجابية مع الجهود الدولية المبذولة لتمديد الهدنة.
وتوجت التحركات الأممية – الغربية بدعم عماني بإعلان جروندبرغ أمس الأول عن موافقة السلطة اليمنية والحوثيين على تمديد الهدنة التي من المفترض انتهاؤها أمس الأول.
وقال جروندبرغ في بيان "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي مع اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين، تدخل الهدنة المجددة حيِّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية"، أي بنهاية أمس الأول الخميس.
ويحاول الحوثيون من خلال هذه المقايضة تحقيق المزيد من المكاسب حيث أنه من المفروض أن يتولوا هم دفع الرواتب من خلال الإيرادات التي يتحصلون عليها بعد فتح التحالف العربي المجال أمام موانئ الحديدة التي يسيطرون عليها.
وأوضح جروندبرغ في بيانه "لا بدّ من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقّق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لاسيما في ما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية، وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله".
وتابع "سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملة، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالًا ونساء".
وأضاف بايدن في بيانه"لقد تم إنقاذ الآلاف من الأرواح مع تراجع المعارك، ومن المهم العمل على جعلها (الهدنة) دائمة".
وأثنى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف على الخطوة، قائلًا إن الهدنة "ستثمر في استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن".
وفي الثاني من أبريل الماضي دخلت الهدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة، وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.
وهذه سابع رحلة تجارية تنطلق من العاصمة صنعاء منذ بدء سريان الهدنة، والرحلات الست الأخرى كانت بين صنعاء وعمّان في الأردن، ونقلت غالبيتها مرضى يمنيين.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصًا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
وتعليقًا على تمديد الهدنة، قالت منظمة "المجلس النروجي للاجئين" في بيان "إنّ القرار يظهر التزامًا جادًا من جميع الأطراف بإنهاء معاناة الملايين من اليمنيين". لقد أظهر الشهران الماضيان أن الحلول السلمية للصراع هي خيار حقيقي".
وقال الشاب نبيل القانص في صنعاء "سئم اليمنيون من هذه الحرب وضاقوا ذرعًا بالوضع الحالي، على جميع الأطراف العمل الجاد لوقف الحرب وإنهاء الحصار، وعلى الأمم المتحدة أن تمارس الضغط على أي طرف عنيد".
ويهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج الآلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير، ويعتمد نحو 80 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للاستمرار.
وقال "أعتمد على التعاون المستمر للأطراف بنيّة حسنة، لبناء الثقة، واستغلال الزخم المتاح لتوفير مستقبل يعمّ فيه السلام في اليمن".