> رويترز "الأيام" ريام محمد مخشف
بقدر ما كان يتوق اليمنيون للعودة إلى السلام واستعادة مصادر السعادة في حياتهم مع إقرار الأول من يوليو تموز يوما للأغنية اليمنية العام الماضي، جاء إحياء المناسبة للعام الثاني على التوالي حاملا الكثير من الأنغام عبر الفضاءات الإلكترونية والقليل من الفعل.
ولاقت هذه التدوينات تفاعلا كبيرا من المستخدمين سواء من داخل أو خارج اليمن وانقسمت التعليقات بين الحديث عن الفن والأمنيات الجميلة بعودة السلام وبين صب اللعنات على الحرب وتبعاتها التي أثرت على جميع الأطراف.
وأثنى الفنان التونسي لطفي بوشناق في تسجيل مصور قصير على مبادرة (يوم الأغنية اليمنية) متمنيا "انتهاء الحرب في اليمن في أقرب وقت ممكن ونبذ الخلافات وإعادة توحيد الصفوف".
وتتمتع الأغنية اليمنية بخصوصية شعرية ولحنية إيقاعية عززت من حضور أصواتها المتميزة في مختلف ألوانها مثل الصنعاني والحضرمي والتهامي والتعزي والعدني واللحجي وغيرها.
ويرى باحثون أن جميع هذه الألوان انبثقت من نبع واحد إلا أن تنوع الإيقاعات من منطقة إلى أخرى أفرز تنوعا لونيا في اللحن والأداء، وهو ما انعكس تنوعا في الرقصات، إذ لكل منطقة ايقاعاتها ورقصاتها وأغانيها.
لكن في المقابل لم تكن هناك فعاليات أو أنشطة فنية على الأرض بسبب ظروف الحرب الأهلية الدائرة منذ إطاحة حركة الحوثي بالحكومة المنتخبة في صنعاء أواخر سبتمبر أيلول عام 2014 وتدخل تحالف عسكري إقليمي تقوده السعودية في أواخر مارس آذار 2015 لإعادة الحكومة الشرعية للعاصمة صنعاء بعدما نقلت مقرها مؤقتا إلى عدن.
وجاءت مدينة تعز، العاصمة الثقافية لليمن والواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دوليا، الاستثناء الوحيد حيث أقام مكتب الثقافة في تعز مهرجانا بمناسبة يوم الأغنية اليمنية تحت شعار "جذور النغم الأصيل" حضره عشرات المواطنين.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني لرويترز إن "احتفاء اليمنيين بتفاعل واهتمام بالأغنية اليمنية في مناسبة سنوية للعام الثاني على التوالي يؤكد على مدى تمسك اليمنيين بهويتهم وتراثهم الحضاري والثقافي والفن الغزير والمتنوع الضارب بجذوره في عمق التاريخ، رافضين الحملة الشرسة التي تشنها حركة الحوثي المدعومة من إيران ضد الفن والفنانين ومنعها إقامة الحفلات الموسيقية الغنائية في مناطق سيطرتها شمالي البلاد".