> توفيق علي
على رغم أن القوانين في اليمن تشدد على مجانية التعليم فإن الحال تبدلت في الواقع بفعل الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي بانقلابها المسلح عام 2014.
زيادة لا تحتمل
حال التعليم الحكومي العام وعدم وجود بدائل متاحة أمام أولياء الأمور اضطر معظمهم إلى التعامل مع المدارس الخاصة رغم ارتفاع رسومها، إضافة إلى افتقارها للكادر التعليمي المؤهل.
وفي ارتفاع متنام كل عام بلغت نسبة الزيادة في الرسوم الدراسية لهذا العام أكثر من 40 % ، وتتفاوت هذه النسبة من مدرسة لأخرى بحسب الموقع والصيت والكادر التدريسي فيها، إضافة إلى الوسائل التعليمية المساعدة والترفيهية.
يقول محمد العماري، وهو موظف بالقطاع الخاص، إنه اضطر أخيراً لدفع مبلغ 560 ألف ريال رسوماً دراسية للفصل الدراسي الأول لأبنائه الأربعة بنسبة زيادة عن العام الماضي تقدر بـ 180 ألف ريال، علاوة على الكلفة اليومية من مواصلات وغذاء ومستلزمات تعليمية.
وأضاف أن هذه الزيادة لا تحتمل، لولا اقتراضه مبلغاً إضافياً ليتمكن من إكمال سداد رسوم أطفاله الدراسية.
العماري تساءل "إذا كانت هذه حالنا نحن موظفي القطاع الخاص ممن نتسلم مرتباتنا شهرياً فكيف تكون حال من انقطعت مرتباتهم وبالكاد يجدون قوتهم اليومي؟".
تسرب ومعاناة
ازدياد معدلات الفقر والجوع وانعدام الأمان جراء توسع رقعة القتال وانقطاع رواتب موظفي الدولة والانهيار الاقتصادي المتزايد وهبوط العملة المحلية جميعها عوامل عززت ارتفاع نسبة التسرب الطلابي من المدارس، مما ينذر بجيل جاهل سيصبح أداة طيعة لمشاريع العنف والتدمير.
"اندبندنت عربية" طرحت هذه المشكلات على طاولة نائب وزير التربية والتعليم اليمني علي العباب الذي قال إن وزارته عقدت أكثر من لقاء مع ممثلي المدارس الخاصة لمناقشة تخفيض الرسوم الدراسية بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الحالية مع الأخذ في الاعتبار الفرق بين مدرسة وأخرى بحسب الخدمات التي تقدمها للطالب.
وتخفيفاً عن أولياء أمور الطلاب أكد العباب اتخاذهم جملة إجراءات منها إصدار تعميم من الوزير طارق العكبري بعدم إلزام الطلاب شراء الزي المدرسي في الوقت الراهن نظراً إلى الظروف التي تعيشها البلاد، مضيفاً أن الوزارة ستبذل جهدها لفتح جميع المدارس الحكومية أمام جميع الطلاب للعام الدراسي الجديد وسيصبح الخيار لولي أمر الطالب.