أكثر ما يخيف ويزعج أحزاب وقوى اليمننة كلها التقارب والحوار الجنوبي فما أن يلمسوا شيئا من نتائجه حتى تشتغل آلاتهم الإعلامية والإشاعاتية، و"نوائح أنا مستقل".
جمعتهم الضاحية، الانتقاليون لا يختلفون بشرف، يبالغون في الإساءة والاتهامات، جردوا أنفسهم من المصداقية، طغمة، الزمرة، مناطقيين، ليسوا رجال دولة ...إلخ، وكأن أحزابهم وسياسييهم وعساكرهم تختلف وهي "متوضئة" وأن خلافها أخلاق سامية "لا تنطق عن الهوى"، بينما خلافهم واختلافهم موغل بالتآمر والاغتيالات بل الانحطاط فيكفي استدلالًا أنهم قرنوا اغتيالهم رئيس بلادهم "الحمدي بالعهر والدعارة" في سابقة ما سبقهم فيها أحد ولم يظهر منهم رجل رشيد ولا حزب رشيد ولا شيخ رشيد ولا قبيلي رشيد ويقول: "هذا افتراء وافك مبين".
الجنوب مجتمع وشعب كغيره من الشعوب التي تمر بمراحل اختلاف تعقبها مصالحة تفرضها حقائق كثيرة تربطهم ، وهذه ظاهرة طبيعية في الشعوب بين الكيانات والمكونات والنخب.
لم يقف الانتقالي منذ إشهاره ضد الحوار الجنوبي الجنوبي بل مدَّ للشرعية يداه من يومه الأول لوجود مكون جنوبي فيها، لكنها إرادته على طريقة "ما قاله الإمام عليه التمام" وهذا أُس الخلاف معها ولم يشترط على أي مكون أن يلغي كيانه المهم، بل أن يكون مع مشروع التحرير والاستقلال ولا يوجد خلاف حتى بين الانتقالي والإخواني الجنوبي أو الاشتراكي الجنوبي أو المؤتمري الجنوبي إن وقفوا معاً على أرضية استقلال الجنوب، الخلاف معهم في ازدواجية الهدفين ، والمنطقي فيها أن يكون الحوار مع الشمالي الذي يملك خيارهم.
ألم يعلن اليدومي رئيس الإصلاح : "لسنا أبو فأس " و "بان هذه الحرب مسؤولية الدولة ونحن لسنا دولة" !! ألا يتطابق موقفه وموقف حزبه مع موقف جنوبيين قالوا : إن الحرب لا تعنينا.
لم يقف أي زعيم جنوبي في أي فعالية للحراك السلمي وقال إن لديه قوات لحماية الحراك الجنوبي حتى يحسبون عليه أنه انخذل بقواته أمام الحوثي، فالكل كان سلاحهم السلمية وأقبية معتقلات صنعاء أما هم فوقفوا في ساحة تغييرهم وقالوا إن ثورة التغيير محمية بسبعين ألفا سيقدمون أرواحهم دفاعا عنها فكانوا زبدا ذهب جفاء.