> «الأيام» اندبندنت عربية :
العالم أمام حقبة سياسية تتغير فيها موازين القوى والغرب لم يستطع توريط العرب في حرب أوكرانيا
"يقود الخليج العربي اليوم حراكاً دبلوماسياً لا شرقياً ولا غربياً يضع مصالح شعوبه والأمة العربية في المقدمة وينتهج سياسات لم تعد قائمة على رد الفعل بل الفعل، والعمل بما يحصن جبهته الداخلية إزاء أي محاولة لا تتماشى مع مصالحه". على هذا النحو تمحورت كلمة نبيل يعقوب الحمر، مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام.
وأوضح المستشار الحمر "أن ما كشفته الحرب الدائرة في أوكرانيا بالنسبة للعالم العربي أن الغرب لم يستطع أن يجر العرب إلى جانبه في ساحة الحرب، وهذه كانت علامة بارزة في مسيرة التحولات التي شهدتها منطقتنا العربية بين الشرق والغرب"، وأشار إلى أن "الغرب مارس ضغوطاً كبيرة على دول الخليج من أجل إحداث تحولات رئيسة في مواقفها بالنسبة إلى الحرب، تنوعت بين العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية، والأهم هو فتحه الساحة العربية لإيران من أجل أن تعيث فيها إرهاباً ودماراً".
وأكد أنه "لم يكن من مصلحة دول الخليج أن تدخل طرفاً في هذه الحرب أو في الصراع الدائر بين الدول الكبرى، إذ تملك دول الخليج العربي تاريخاً طيباً وعلاقات اقتصادية مستقرة سواء مع روسيا أو الصين أو سائر الدول الشرقية، وطوال تاريخها حاولت تجنب الصراعات وسياسات الاستقطاب من أي جهة كانت، واحتفظت بعلاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع الجميع".
ورصد وزير الإعلام السابق "كوني رجل إعلام فلا أعرف حتى الآن كيف ستصنف المنظمات الغربية كـ(مراسلون بلا حدود) و(منظمة العفو) ما مارسه الإعلام الغربي من مصادرة للآراء وعنصرية وحجب المواقع الإعلامية خلال الحرب فيما كانت طوال السنوات الماضية تدين وتشجب وتستنكر وتحمل علينا وعلى إعلامنا".

وأوضح أن "الجميع على دراية تامة بالواقع العربي إبان الحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي يهيمنان على العالم، وما أعقب ذلك من انهيار الأخير لتستفرد الأولى بالعالم وحدها. ومن ثم تفرض شروطها وسياساتها التي نلنا منها نحن العرب نصيبنا خصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وتابع، "في هذه الأثناء كانت هناك قوى عالمية تتشكل في الجهة الشرقية من العالم بخاصة بروز الصين كقوة عالمية امتدت بتأثيراتها في كل بقاع العالم بما فيها الولايات المتحدة نفسها، التي كانت تراقب بحذر شديد صعود الصين التي مارست ضبطاً للنفس في الأزمة التايوانية الأخيرة". وقال "منذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة في العالم بما فيها عالمنا العربي".
وأكد أن "الاستقرار والأمن اللذين رسختهما دول الخليج لعقود طويلة خلقا نهضة تنموية كبيرة ومثالية انعكست إيجاباً على الشعوب التي زاد التحامها والتفافها حول أنظمتها، مما فوت فرصاً كثيرة لضرب هذه الأنظمة المستقرة، فيما كانت الشقة تتباعد أكثر وأكثر بين النظام الإيراني والشعب الذي عانى فقراً مدقعاً لقيام هذا النظام بصرف مدخرات إيران على منظماته الموالية وأهدافه التوسعية في الخليج وزعزعة الاستقرار فيه"، وأشار إلى أن "هذا الأمن والاستقرار والتنمية شهدت أيضاً عبثاً من قبل أطراف دولية متعددة ساعدتها في ذلك أحزاب ومنظمات تعتنق أيديولوجيات هرئة، كانت يوماً ما في سدة الحكم ولم تستطع أن تخلق أي مجتمع مثالي. فانهارت بعد أن انقلبت على ما ادعته من مبادئ تقدمية".
وتابع، "أستطيع القول أيضا إن الأيديولوجيات والأحزاب التي أضرت بدولنا وشعوبنا قد ولت وانتهت، وانكشفت شعاراتها الزائفة أمام الرأي العام، ولم يبق غير فلول تلفظ أنفاسها، انظروا حولكم، أين أحزاب الإسلام السياسي كالإخوان؟ وأين الأحزاب التي ادعت التقدمية ونصبت نفسها مدافعة عن قضايا الأمة العربية كحزب البعث وغيرها من الأحزاب؟ مدعية التطور والديمقراطية وحملت لواء العروبة والقومية، وفي الوقت نفسه عقدت التحالفات مع صنيعة إيران وما يطلق عليه حزب الله وتصمت عن جرائمه المخزية في دولنا العربية وما يرتكبه من مذابح واعتقالات".
وأضاف، "ما يشهده الخليج اليوم من تحولات نابعة من إرادته الذاتية مع تراجع قناعات غربية كثيرة بأن سياسات الضغط لم تعد تجدي نفعاً مع هذه الدول، التي برهنت في أكثر من موقف أن هذه الممارسات مصيرها الفشل، وكان فشل ما يسمى الربيع العربي أكبر دليل على ذلك".
وأكد أن "الخليج العربي يشهد اليوم تحولات تسير في نسق طبيعي وسريع فاجأ كثيرين، بل فاق توقعاتهم، هذه التحولات تختلف عن الصورة النمطية السابقة لتشق اليوم طريقها بقوة وثبات وثقة وتصبح رقماً صعباً في السياسات الدولية".
"يقود الخليج العربي اليوم حراكاً دبلوماسياً لا شرقياً ولا غربياً يضع مصالح شعوبه والأمة العربية في المقدمة وينتهج سياسات لم تعد قائمة على رد الفعل بل الفعل، والعمل بما يحصن جبهته الداخلية إزاء أي محاولة لا تتماشى مع مصالحه". على هذا النحو تمحورت كلمة نبيل يعقوب الحمر، مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام.
- النظام العالمي الجديد
وأوضح المستشار الحمر "أن ما كشفته الحرب الدائرة في أوكرانيا بالنسبة للعالم العربي أن الغرب لم يستطع أن يجر العرب إلى جانبه في ساحة الحرب، وهذه كانت علامة بارزة في مسيرة التحولات التي شهدتها منطقتنا العربية بين الشرق والغرب"، وأشار إلى أن "الغرب مارس ضغوطاً كبيرة على دول الخليج من أجل إحداث تحولات رئيسة في مواقفها بالنسبة إلى الحرب، تنوعت بين العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية، والأهم هو فتحه الساحة العربية لإيران من أجل أن تعيث فيها إرهاباً ودماراً".
وأكد أنه "لم يكن من مصلحة دول الخليج أن تدخل طرفاً في هذه الحرب أو في الصراع الدائر بين الدول الكبرى، إذ تملك دول الخليج العربي تاريخاً طيباً وعلاقات اقتصادية مستقرة سواء مع روسيا أو الصين أو سائر الدول الشرقية، وطوال تاريخها حاولت تجنب الصراعات وسياسات الاستقطاب من أي جهة كانت، واحتفظت بعلاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع الجميع".
- الغرب والكيل بمكيالين
ورصد وزير الإعلام السابق "كوني رجل إعلام فلا أعرف حتى الآن كيف ستصنف المنظمات الغربية كـ(مراسلون بلا حدود) و(منظمة العفو) ما مارسه الإعلام الغربي من مصادرة للآراء وعنصرية وحجب المواقع الإعلامية خلال الحرب فيما كانت طوال السنوات الماضية تدين وتشجب وتستنكر وتحمل علينا وعلى إعلامنا".
واستدرك، "التحولات التي شهدتها سياسات القوى الكبرى في التعاطي مع المنطقة العربية على وجه الخصوص اتسمت بالتقلبات التي بلغت في بعض الأحيان درجة الحدة، إضافة إلى التدخلات الفجة في الشؤون الداخلية لهذه الدول تحت شعارات مختلفة وواهية، لم يكن آخرها محاولات فرض قيم مرفوضة دينياً واجتماعياً وإنسانياً وخلقياً على عالمنا العربي".

وأوضح أن "الجميع على دراية تامة بالواقع العربي إبان الحرب الباردة عندما كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي يهيمنان على العالم، وما أعقب ذلك من انهيار الأخير لتستفرد الأولى بالعالم وحدها. ومن ثم تفرض شروطها وسياساتها التي نلنا منها نحن العرب نصيبنا خصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".
وتابع، "في هذه الأثناء كانت هناك قوى عالمية تتشكل في الجهة الشرقية من العالم بخاصة بروز الصين كقوة عالمية امتدت بتأثيراتها في كل بقاع العالم بما فيها الولايات المتحدة نفسها، التي كانت تراقب بحذر شديد صعود الصين التي مارست ضبطاً للنفس في الأزمة التايوانية الأخيرة". وقال "منذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة في العالم بما فيها عالمنا العربي".
- حدود أمام التدخلات الخارجية
وأكد أن "الاستقرار والأمن اللذين رسختهما دول الخليج لعقود طويلة خلقا نهضة تنموية كبيرة ومثالية انعكست إيجاباً على الشعوب التي زاد التحامها والتفافها حول أنظمتها، مما فوت فرصاً كثيرة لضرب هذه الأنظمة المستقرة، فيما كانت الشقة تتباعد أكثر وأكثر بين النظام الإيراني والشعب الذي عانى فقراً مدقعاً لقيام هذا النظام بصرف مدخرات إيران على منظماته الموالية وأهدافه التوسعية في الخليج وزعزعة الاستقرار فيه"، وأشار إلى أن "هذا الأمن والاستقرار والتنمية شهدت أيضاً عبثاً من قبل أطراف دولية متعددة ساعدتها في ذلك أحزاب ومنظمات تعتنق أيديولوجيات هرئة، كانت يوماً ما في سدة الحكم ولم تستطع أن تخلق أي مجتمع مثالي. فانهارت بعد أن انقلبت على ما ادعته من مبادئ تقدمية".
وتابع، "أستطيع القول أيضا إن الأيديولوجيات والأحزاب التي أضرت بدولنا وشعوبنا قد ولت وانتهت، وانكشفت شعاراتها الزائفة أمام الرأي العام، ولم يبق غير فلول تلفظ أنفاسها، انظروا حولكم، أين أحزاب الإسلام السياسي كالإخوان؟ وأين الأحزاب التي ادعت التقدمية ونصبت نفسها مدافعة عن قضايا الأمة العربية كحزب البعث وغيرها من الأحزاب؟ مدعية التطور والديمقراطية وحملت لواء العروبة والقومية، وفي الوقت نفسه عقدت التحالفات مع صنيعة إيران وما يطلق عليه حزب الله وتصمت عن جرائمه المخزية في دولنا العربية وما يرتكبه من مذابح واعتقالات".
- عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء
وأضاف، "ما يشهده الخليج اليوم من تحولات نابعة من إرادته الذاتية مع تراجع قناعات غربية كثيرة بأن سياسات الضغط لم تعد تجدي نفعاً مع هذه الدول، التي برهنت في أكثر من موقف أن هذه الممارسات مصيرها الفشل، وكان فشل ما يسمى الربيع العربي أكبر دليل على ذلك".
وأكد أن "الخليج العربي يشهد اليوم تحولات تسير في نسق طبيعي وسريع فاجأ كثيرين، بل فاق توقعاتهم، هذه التحولات تختلف عن الصورة النمطية السابقة لتشق اليوم طريقها بقوة وثبات وثقة وتصبح رقماً صعباً في السياسات الدولية".