أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 08:35 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • الهجوم على إيران وماذا وراءه؟

    أحمد عُمر حسين




    نستطيع القول إن الهجوم على إيران من قبل الكيان الصهيوني وبالتفاهم مع راعية الإرهاب الدولي أمريكا، بالفعل كان فظيعًا وصاعقًا ومهد له بخداع سياسي استراتيجي وإعلامي مضلل .

    ولقد حصد ثمارًا كثيرة وأخرج الصف الأول للقيادة والسيطرة وهذا العمل لم يحصل له مثيل في تاريخ الحروب.

    لكن إيران امتصت هذه الضربة الصاعقة واستعادت توازنها القيادي وفي أقل من 24 ساعة بدأت الرد وإن لم يكن يساوي شيئًا أمام تلك الهجمة الصاعقة عسكريًّا، ولكن بحساب السياسة فهو ذو قيمة كبيرة تضاهي تلك الهجمة.

    ما حصل كان يستهدف إيقاع الشلل القيادي التام لإيران والانهيار والاستسلام.

    ثم بدأت الأمور من اليوم الثالث تتحول لصالح إيران رغم عدم تكافؤها من ناحية القوة الجوية للكيان والتكنلوجيا الغربية التي كانت ولاتزال في خدمة الكيان الصهيوني.

    نأتي إلى الغوص في أسباب وأهداف ورسائل تلك الهجمة.

    الجميع يعلم أن هناك مخطط غربي أمريكي صهيوني (مخطط برناردلويس) تم إقراره من قبل الكونجرس الأمريكي عام 1983م. وتم توكيل هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية بعملية الإسناد والتنفيذ من خلال الكيان الصهيوني ومده وحمايته لتنفيذ مخطط تفتيت وتقسيم الشرق الأوسط من المغرب العربي لباكستان مرورا بتركيا.

    عام 2006م صرحت كوندليزارايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي بالقول الأن بدا تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.

    ونتذكر في حملة ترامب للانتخابات الرئاسية أنه وعد الأمريكيين بعودة أمريكا قوة عظمى بل القوة الوحيدة في العالم أجمع . وهذه رسالة للدول الكبرى التي تنادي بتعدد القطبية ورفض أحادية القطب تلك الدول مثل روسيا والصين ودول هامة انضمت لتجمع بريكس والمناهض لهيمنة أمريكا على العالم.

    مطب إيران الهوائي الذي قام به الكيان وخلفه أمريكا يبدو أنه سيهوي بالكيان للأرض، إلا إذا تدخلت أمريكا وقصفت إيران بسلاح نووي وعندها ربما تشتعل الحرب الكونية أو ربما سترد روسيا بالمثل لإخضاع زيلينيسكي وأوكرانيا وتقوم الصين باستعادة تايوان بنفس الوقت وذلك العمل هو الرد المناسب من قبلهم لاستمرار رفض عودة أحادية القطب الذي تصر أمريكا عليه وكلمة ووعد ترامب باستعادة أمريكا لتكون الأعظم والأقوى في العالم (فهجمة الكيان في الحقيقة هي أمريكية بيد الكيان الصهيوني وهي جرعة أولية تهدف أمريكا من خلالها إحراج روسيا والصين أو إرغامهم بقبول القطب الأوحد والذي مررته أمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1990م.

    فهل ستتوقف الحرب من خلال إخراج معين تقوده أمريكا ووسطاء آخرين بعد أن أثبتت إيران حتى الآن أنها ليست صيدًا يسهل قنصه والإيقاع به.

    بغض النظر عن الموقف من إيران، فإن هزيمة إيران واستسلامها سيعني تنفيذ المخطط التفتيتي وستلحق بقية الدول المستهدفة بكل سهولة بعد إيران.

    كما أن سقوطها بحساب أحلام ترامب بعودة أمريكا القوة الوحيدة العظمى يشكل خطرًا لروسيا الغارقة في وحل أوكرانيا ومكر الناتو وكذلك يهدد حلم الصين باستعادة أرض تايوان.

    التقييم هنا تقييم الوعي والسياسة وأبعادها ومكرها وحيلها الخبيثة وليست من منطلق شيعي رافضي أو عدو صهيوني.

    الصراع صراع دول كبرى وإعادة تقاسم النفوذ أو الهيمنة ولكن في مساحات وأرض خارج أراضيهم وخاصة بعد اكتواء أوروبا بنيران حربين عالميتين على أراضيها.

    هل ستكون إيران بداية فتح شهية الناتو وأمريكا والكيان لتسديد ضربة لروسيا والصين ومن في فلكهما. أم أن إيران لها من اسمها نصيب بعد إعادة ترتيب حروفها الخمسة بشكل آخر وهي تعني معنى آخر (نيران) وبذلك يكون الكيان هو الضحية لصراع الكبار وأنه قد انطلق عليه المثل (تيجي تصيده يصيدك).

    لننتظر العشرة الأيام القادمة بماذا ستجيب علينا؟!.

المزيد من مقالات (أحمد عُمر حسين)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال