> «الأيام» العين الإخبارية:

رغم نضوب القبائل اليمنية على يد الحوثيين، إلا أنهم ما زالوا يشكلون عددًا صعبًا في المعادلة العسكرية والسياسية، خاصة بعد تصنيف الميليشيات على أنها منظمة إرهابية.

لكن استعادة القبائل نفسها في أوج قوتها لا تزال تعتمد على عدة عوامل أساسية أهمها تحرك الجبهات ومد جسور اتصال قوية من قبل التحالف مع قادتها لدخول خط المواجهة للتخلص من شمال اليمن نفوذ مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأكد شيوخ ومسؤولون يمنيون لـ "العين الإخبارية" أن مليشيا الحوثي تعيش حالة من الخوف والرهبة الشديدة من قبائل الشمال، الأمر الذي من شأنه أن يسرع في انهيار مدبري الانقلاب من الداخل عبر انتفاضات مسلحة داخلية.

ومؤخرا، كثفت مليشيات الحوثي قمعها لقبائل شمال اليمن، لا سيما قبائل طوق صنعاء، بعد حملاتها العسكرية الممنهجة على همدان ثم بني حشيش قبل إشعال نيران الاقتتال القبلي في أرحب في محاولة لإخضاعهم تحت مبررات نهب الأراضي وإعدام المشايخ.

في مدينة الصرف ببني حشيش رغم أنها أكبر أحياء صنعاء التي وفرت قوافل القتلى مع المليشيات، حولها الحوثيون إلى مسرح للنهب، إضافة إلى قتل واعتقال العشرات والاعتداءات المخلة بالآداب، وسط حالة من السرية حول هذا النوع من الجرائم والحرب الخفية.

وفي أرحب شمال شرقي صنعاء، شن الحوثيون حربا مفتوحة "انتقامية" بين كبار قادتهم، أسفرت عن مقتل وجرح واعتقال العشرات، كتكتيك لاستنزاف القبائل بشريًا وماديًا.
  • طوق صنعاء يؤلمني
قال رئيس مجلس عشائر أرحب اليمني الشيخ حمود بن محمد الأشبي لـ "العين الإخبارية" إن قبائل خاتم صنعاء هي الأشد تضررا ومن انتهكت شرفهم وسفك دماؤهم وأرواحهم، وأموالهم مسروقة.

كما أزالت مليشيات الحوثي رموزها، رغم أن "هذه القبائل تسيطر على مدينة صنعاء من جميع الجهات"، بحسب الزعيم القبلي.

وحول عزل تصنيف تنظيم الحوثي الإرهابي عن المليشيات أكد الزعيم القبلي وعضو مجلس الشورى اليمني أن القبائل ستنسحب من مليشيا الحوثي "حتى لو لم تكن مصنفة على أنها منظمة إرهابية".

وقال: "قبائل حلقة صنعاء بإرادة وتوجهات الشعب اليمني، لكن الظروف التي مرت بها البلاد وتراكم الخلافات بين الأطراف والمكونات اليمنية، المدنية والقبلية، هي ما تسبب في تأخير انتفاضة داخلية ضد المليشيات“.

وشدد الزعيم القبلي على أن "قبائل عصابة صنعاء تنتظر بفارغ الصبر قرار تصنيف مليشيا الحوثي على أنها منظمة إرهابية" لدخول خط الجبهة لطرد الانقلاب.

وحول حاجة القبائل للانتفاضة ضد مليشيا الحوثي، أوضح الشيخ الأشبي أنهم "بحاجة لتحريك الجبهات على جميع المحاور، والشعور بجدية الدولة الشرعية ودعم ومشاركة الأشقاء في التحالف"، دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتنسيق مع الشيوخ وكبار المسؤولين الاجتماعيين.

وناشد الزعيم العشائري عبر عين الأخبار، مجلس قيادة الرئاسة بقيادة الرئيس رشاد العليمي، "بضرورة تحمل المسؤولية بقوة، حالما يحين الوقت للتصنيف للقرار العسكري، لأنه كفى وزاد الصبر وأصبح المجتمع الدولي على دراية بخطورة هذه المجموعة الإرهابية“.

كما دعا الزعيم القبلي جميع الأطراف والمكونات اليمنية إلى تأجيل جميع الحسابات والخلافات والانضمام إلى الصفوف بالقول والأفعال للتخلص من كابوس الإرهاب الحوثي.
  • مخططات لمهاجمة القبائل
وتحاول مليشيا الحوثي حكم شمال اليمن من خلال السيطرة الاستبدادية وقمع معارضي مشروعها وفرض منطق القمع والهيمنة على القبائل بقوة السلاح.

يعتقد الضابط بالجيش اليمني العقيد وافي دهشوش أنه كلما زاد خوف مليشيا الحوثي من أحزاب الشرعية المحملة بالسلاح، زاد خوفهم من القبيلة بشكل مضاعف بعد دورهم التاريخي في تقويض حكم سلالتهم.

وقال المسؤول اليمني في تصريح لـ "العين الإخبارية" إن ميليشيا الحوثي ذهبت بعيدا في إلحاق الأذى بالقبيلة لأنها تدرك أن بقاءها بكامل قوتها ومشاركتها في أي معركة مستقبلية وحاسمة سيعجل بنهاية الحرب، قبيلة، تفجيرها وجعلها مجرد حكاية تحكي الماضي المظلم.

وأضاف أنه "منذ اللحظات الأولى للانقلاب الحوثي سعت بقوة السلاح لإفراغ القبيلة اليمنية من مصادر قوتها"، مشيرًا إلى أن الميليشيات جردت القبيلة من أسلحتها، وهو مصدر، من الحماية وجزء من تراثهم القبلي.

أما بالنسبة لدهشوش، فأن مليشيا الحوثي تدرك أن أسلحتها ووحشيتها هي ما أوصلها إلى السلطة، وبالتالي فهي تدرك تمامًا أن "سلاح القبيلة" هو الوحيد القادر على القضاء على مشروعها والقضاء على نباتها الشرير.

وكجزء من خطتهم الكبرى لمهاجمة القبيلة، سارعت مليشيات الحوثي لمحاولة شراء أسلحة من القبائل لإضعافها، وهو ما يمتد أيضًا إلى تأجيج الانتقام وحرب متعددة الأوجه، بحسب المسؤول اليمني.

يحذر دهشوش من أن "بداية المعارك ضد مشروع الحوثيين للقبائل الخاضعة لسيطرتهم مثل معركة حجور ومعركة البيضاء وغيرها، دفعت الميليشيات إلى أخذ زمام المبادرة لإيجاد حلول تحميها، في المستقبل للقتال مع القبائل على غرار المعارك السابقة، ومن بين تلك الحلول ويكاد يكون أخطرها، إفراغ القبيلة من أسلحتها“.