> طهران«الأيام» رويترز:

كشفت منظمة حقوقية إيرانية، الأربعاء، عن حصيلة جديدة لضحايا الاحتجاجات التي فجّرتها وفاة الشابة مهسا أميني، فيما وصف "المرشد" الإيراني علي خامنئي المظاهرات بأنها "حرب مشتركة وليست مجرد أعمال شغب في الشوارع".

وفّجرت وفاة أميني بعد 3 أيام من احتجاز "شرطة الأخلاق" لها، فتيل مظاهرات واسعة لم تتوقف منذ نحو 6 أسابيع في إيران، وسط موجة تنديد دولي ومظاهرات في الخارج ترفع شعارات معارِضة للنظام.

وقالت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" إن 277 شخصاً على الأقل قضوا على أيدي قوات الأمن بينهم 40 طفلاً و24 امرأة منذ بدء الاحتجاجات.

وحذرت المنظمة عبر حسابها على تويتر من أوضاع المعتقلين ومن إصدار القضاء "أحكاماً قاسية بما في ذلك أحكام بالإعدام".

حرب مشتركة

وتعليقاً على الاحتجاجات المستمرة، قال خامنئي إن المسؤولين الأميركيين الذين يدعمون الاحتجاجات في إيران "وقحون"، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية إيرانية.

وأضاف خامنئي: "المسؤولون الأميركيون الذين يدعمون الاحتجاجات وقحون. هؤلاء الذين يعتقدون بأن الولايات المتحدة قوة محصنة مخطئون، إنها ضعيفة للغاية مثلما تظهر الأحداث الراهنة".

ووصف أن ماجرى خلال الأسابيع القليلة الماضية بأنه "حرب مشتركة وليست مجرد أعمال شغب في الشوارع".

وتابع: "جاءت بعض القوى الأوروبية الخبيثة وبعض الجماعات إلى الميدان بالإمكانيات كافة، وباستخدام وسائل الإعلام وقدرات الفضاء الافتراضي، ورغم ذلك وجه الشعب الإيراني صفعة لمن يضمر الشر لإيران".

احتجاجات مستمرة

في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في مدن إيرانية عدة، ودعا نشطاء إلى اعتصامات وعصيان مدني خلال الأيام المقبلة.

وبدأ المتظاهرون تجمعاً احتجاجياً في طهران، ورددوا شعارات مثل: "الموت لخامنئي" و"الحرية، الحرية"، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مدينة دهلران (غرب)، نزل متظاهرون إلى الشوارع ورددوا هتافات مماثلة، ومنها أيضاً: "هذا العام هو عام الدم .. سيسقط فيه المرشد علي خامنئي"، وفقاً لما ذكرته قناة "إيران إنترناشيونال" التلفزيونية.

ومع انتشار الاحتجاجات في المدارس، ردد تلامذة عدد من مدارس طهران وكرج وسنندج شعارات: "الموت للديكتاتور" و"المرأة، الحياة، الحرية".

وأعلنت عائلة شيرين علي زاده، التي لقت حتفها برصاص القوات الأمنية خلال احتجاجات مدينة تنكابن، أن مراسم ذكرى مرور 40 يوماً على وفاة شيرين، ستقام الجمعة في مقبرة "باغ رضوان" بأصفهان.

وفي الوقت ذاته، أعلن طلاب "جامعة هرمزكان للعلوم الطبية" جنوبي إيران، إضرابهم عن حضور الفصول الدراسية والحصص العملية في المستشفيات.

وقالت "منظمة هنجاو الكردية لحقوق الإنسان" إنّ إضراباً واسع النطاق، يجتاح أغلبية مدن محافظة كردستان غربي إيران، مشيرة إلى تدفق المحتجين إلى معظم شوارع مدينة سنندج عاصمة المحافظة.

تجاوزات الشرطة

وأعلنت الشرطة الإيرانية فتح تحقيق في تصرف بعض عناصرها بعد انتشار تسجيل فيديو يظهر تعرضهم بالضرب المبرح لأحد الأشخاص على خلفية الاحتجاجات.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، تسجيل مصور يبدو أنه ملتقط من هاتف نقال، يظهر عناصر من شرطة مكافحة الشغب ينهالون بالضرب على شخص ممدد أرضاً، مستخدمين العصي والركل.

وحاول الشخص تغطية رأسه باستخدام يديه، بينما واصل العناصر الذين كانوا يرتدون ملابسهم الواقية بما فيها الخوذة، ضربه، بينما وقف زملاء لهم على مقربة منهم من دون أن يتدخلوا.

وتواجدت في المكان الذي بدا وكأنه عبارة عن زقاق طويل، أكثر من 10 دراجات نارية على متنها عناصر مكافحة الشغب.

وفي الأجزاء الأخيرة من الفيديو، سمع من بعيد ما يبدو إنه صوت إطلاق نار، قبل أن يبتعد العناصر على دراجاتهم، ويترك الرجل ممداً على الأرض من دون حراك.

وأفادت الشرطة بأنه "تم إصدار أمر خاص فوري للتحقيق في التاريخ والمكان المحدد لحصول هذه الواقعة وتحديد المتورطين"، وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وكانت شرطة طهران أعلنت في 14 أكتوبر، فتح تحقيق في سلوك أحد عناصرها بعد انتشار شريط مصوّر يظهر تحرشه بامرأة أثناء محاولة توقيفها على هامش الاحتجاجات.

وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأُوقف مئات آخرون في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وما يعتبره المسؤولون "أعمال شغب".