> "الأيام" سبوتنيك
على وقع الكارثة الطبيعية التي ضربت سوريا، مخلفة دمارا كبيرا، دفع التضامن العربي وإعلان بلدان – لا تجمعها علاقات دبلوماسية مع دمشق - عن إرسال مساعدات إغاثية، البعض للتساؤل حول إمكانية مساهمة هذه الخطوة في إعادة العلاقات بين سوريا ودول الخليج.
أعلنت بلدان عربية عدة، من بينها المملكة العربية السعودية وقطر، عن إرسال مواد إغاثية للشعب السوري، بعد الزلازل التي ضربت سوريا، فيما يتحدث مراقبون عن تقارب خليجي سوري قد يفتح الباب أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بينها، لا سيما مع السعودية.
- موقف عربي
اعتبر المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، أنه "من الضروري عدم تسييس الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة السورية، بسبب نكبة الزلازل، خاصة أن الوضع في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الخارجة عن سيطرتها منكوبة".
ويرى يوسف أن "هذه المساعدات الإنسانية التي قدمتها هذه الدول، من الممكن أن تكون مدخلا مهما من أجل تحسين العلاقات ما بين الدول العربية كافة، في ظل الخلافات القائمة".
- عقوبات أمريكية وأوروبية
في السياق ذاته، استبعد المحلل السياسي السوري، الدكتور علاء الأصفري، أن "تقود الكارثة الإنسانية التي حلّت في سوريا إلى تطوير العلاقات السياسية بين دمشق ومع بلدان لا تملك قرارها السياسي".
ويرى الأصفري "ضرورة أن تكون هذه الكارثة مدخلا لإزالة العقوبات الأمريكية والغربية الجائرة على سوريا، نظرا للصعوبات التي تواجه المغتربين السوريين بالخارج في تحول أموالهم للمساهمة في مساعدة الشعب السوري بالداخل، إضافة إلى المشاكل الكبيرة التي تواجه عمليات الإغاثة وإرسال المواد العاجلة لدمشق".
وأضاف "تركيا التي تتعرض للنكبة ذاتها، توجهت إليها كل الفرق الأوروبية والأمريكية وغيرها، وهناك جسر جوي يربط الآن ما بين قطر وتركيا لمساعدة الأتراك لمواجهة هذه المنحة، أما سوريا لا تزال محاصرة بانتظار الضغوط العربية".
وأشار المحلل السوري إلى "ضرورة أن يكون هناك تعاون وإغاثة عربية لدمشق، إذ أعلن الهلال الأحمر السوري استعداده لقبول أي إغاثة دولية باستثناء إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الدول الغربية غير معنية وغير مهتمة بموضوع الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها السوريون".
- جهود سعودية
من جانبه، اعتبر الخبير السياسي والاستراتيجي السعودي، الدكتور فواز كاسب العنزي، أن "تدخل المملكة لإغاثة الدولة السورية خلال نكبة الزلزال الأخير، يأتي انطلاقًا من توجهاتها السياسية وقيمها الدينية والاجتماعية ونهجها القديم في مجال المساعدات الإنسانية، حيث ترتكز دائمًا على المنظور الإنساني للاستجابة لمثل هذه الكوارث".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "لا تخلط المملكة الأوراق، وتعزل دائمًا مواقفها الإنسانية عن السياسية، ومن الطبيعي أن تكون متواجدة بشكل مستمر ضمن الدول التي تقدم المساعدات الطبية والغذائية والمالية للشعب السوري، حيث تحرص السعودية دائما على الأمن القومي العربي، الذي تهدده مثل تلك الكوارث الطبيعية".
ويرى العنزي أن "مثل هذه التحركات السعودية تصب في صالح التقارب الخليجي مع دمشق، في إطار المحاولات التي تبذلها المملكة لاحتواء الملف السوري، وهو من الملفات الساخنة والمهمة على المستوى الإقليمي والدولي"، مؤكدا أن "المملكة لم تدخر جهدا دبلوماسيا أو سياسيا لتقديم المساعدات اللازمة للشعب السوري، ومحاولة التخفيف من الضغوط الدولية عليهم".
- نقاط خلافية
بدوره، قال المحلل السياسي السعودي، سعد عبد الله الحامد، إن "تضافر وتكاتف المجتمع الدولي والعربي والخليجي تجاه الكوارث الطبيعية التي شهدتها سوريا وتركيا، وخلفت حجما كبيرا من الدمار والضحايا، أمر طبيعي، لا سيما وأن المملكة معروف عنها دعمها الدائم للأشقاء العرب، ورغبتها المستمرة في دعم التضامن العربي".
وتابع أن "الأزمة التي تراها المملكة تكمن في سماح النظام بالتدخلات الإيرانية في المنطقة ودعم أذرعها المسلحة في اليمن والعراق وسوريا، وما تسببه من مشاكل وأزمات للدول العربية والخليجية تحديدا".
ورفض الحامد الربط بين الخدمات الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية، وكذلك قطر، لدولة سوريا في ظل الأزمة الحالية، وموقفها – وكذلك الموقف الخليجي- الراسخ والثابت تجاه الشعب السوري.
وضرب زلزال مدمر قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر كلا من جنوبي تركيا وشمالي سوريا، فجر اليوم الاثنين، وأعقبه هزات ارتدادية شعر بها السكان في دول مجاورة بينها مصر ولبنان والعراق.