> الأيام غرفة الأخبار
استضافت مدينة جنيف السويسرية، مؤتمر مانحي اليمن برعاية الأمم المتحدة في ظروف قاسية يمر بها اليمن، وتعد الأسوأ عالميا في العصر الحديث.
ورغم الآمال التي تعلقت بالمؤتمر الدولي إلا أنه لم ينجح سوى في جمع 1.2 مليار دولار ضمن خطة أممية تقدر بـ 4.3 مليار يحتاجها اليمن في 2023.
- الجانب الإنساني
وتابع الشعيبي: "أدت الحرب إلى نزوح وتشريد الملايين من اليمنيين سوا نزوح داخلي أو إلى الخارج ممن فقدوا منازلهم ومصادر دخلهم وتحولت مناطقهم إلى ساحات حرب بين أطراف الصراع.
ويمكن القول إن دعوة الأمم المتحدة تشكل ضرورة مهمة لإنقاذ المجتمع اليمني واستجابة للأزمة الإنسانية، وأيضا إنقاذ الاقتصاد اليمني إذا أدت الحرب إلى خسائر اقتصادية تتجاوز 126 مليار دولار، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث يعتمد معظم السكان البالغ عددهم نحو 32 مليونا على المساعدات".
- تطلعات اليمنيين
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أنه "إذا استطاعت الأمم المتحدة تحقيق النجاح في هذا المؤتمر وكان هناك تفاعل إقليمي ودولي مع تلك الدعوة من خلال المبادرة في تقديم الدعم اللازم، فمن المؤكد أن ذلك سوف ينعكس بشكل ايجابي على اليمن وربما يساعد في إنهاء الحرب الدائرة أو على الأقل الوصول إلى تفاهمات من أجل الوصول إلى سلام شامل، من خلال بوابة تقديم الدعم وجبر الأضرار ولم الشتات".
- دعوات سابقة
ولفت الشعيبي إلى أنه سبق هذا المؤتمر مؤتمر مانحين في العام 2020 دعت الأمم المتحدة فيه إلى جمع 2.4 مليار دولار، لكن ما تحقق أقل من ذلك، حيث تمكنت 30 دولة وجهة داعمة في جمع ما مقداره نصف المبلغ فقط،هذا الفشل ناتج عن عدم تفاعل المجتمع الدولي والإقليمي مع الأزمة اليمنية بشكل جدي يساعد على إنهائها.
وأوضح أستاذ الاقتصاد أن "المؤتمر الذي يعقد اليوم في سويسرا لحشد المانحين لدعم جهود الأمم المتحدة في اليمن، لا مناص له إلا النجاح وتحقيق الرقم المحدد، حيث بلغت الأزمة اليمنية مستويات كارثية وأعلنت العديد من المنظمات الأممية الانسحاب من اليمن أو تقليص نشاطها نتيجة لتراجع الدعم الذي تحصل عليه،وهنا تتضاعف مخاطر الصراع المستمر والمتأزم.
- الوضع الدولي
- مخاوف مشروعة
من جانبه، يقول ماجد الداعري، الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية باليمن: "لا يمكن لمؤتمر المانحين المنعقد في سويسرا والسويد أن يوفي حتى بنصف المبلغ المطلوب لإنقاذ الاقتصاد اليمني، لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالأزمة العالمية لتداعيات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وإنهاك الدول الإقليمية الأكثر تعهدا، كالسعودية والإمارات وتراجعها عن الالتزام بتعهدات سابقة لليمن، ومنها منحة الثلاثة مليار دولار عشية إعلان مجلس القيادة الرئاسي، ناهيك عن عدم إيفاء الحكومة بتعهداتها بإجراء إصلاحات اقتصادية جديدة ومحاربة الفساد الذي ينخر مؤسساتها المختلفة".
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك": "لا يقتصر الأمر على الوضع الدولي والإقليمي فقط، وإنما يرتبط بالأزمة اليمنية ذاتها وتواري الحلول والمبادرات بعد الاخفاقات الظاهرية في عمليات التفاوض بين السعودية و"أنصار الله" وما ترتب عليه من انعكاسات على السلام بالمنطقة وتحفظ الدول بدعمها تحسبا لجولة حرب جديدة".
وقال عضو المكتب السياسي لـ "أنصار الله" علي القحوم، عبر "تويتر": "تعنت وعرقلة الأمريكان والبريطانيين للملف الإنساني يؤكد توجهاتهم الاستعمارية".
وتابع: "هذا حق سيادي (يقصد تنفيذ الملفات الإنسانية وإخراج القوات الأجنبية) لا تنازل عنه ولا مساومة والفرصة مواتية وصبرنا لن يطول".
ويوم الجمعة الماضي، اتهم زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، السعودية التي تقود التحالف العربي بـ "المماطلة" في المفاوضات الجارية بين الطرفين بوساطة سلطنة عُمان. محذرا من ذلك، داعياً إلى المسارعة بمعالجة الملف الإنساني المتمثل في دفع رواتب الموظفين الحكوميين من عائدات النفط والغاز اليمني ورفع قيود التحالف على مطار صنعاء الدولي وموانئ الحديدة التي تديرها الجماعة.