> مدين مقباس:

تؤكد الوقائع والأحداث وعملية التغيير التي تشهدها حضرموت خلال السنوات السبع الماضية منذُ الانتصار في معركة 24 أبريل 2016م أنها لم تكن حدثا عابرا في تاريخ حضرموت المعاصر، وتهدف لتحرير المكلا وساحل حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة وطرد عناصره منها بعد سيطرتهم عليها لأكثر من عام من 2 أبريل 2015- إلى 24أبريل 2016م بل تمثل حدثا تاريخيا مخلدا في ذاكرة وحياة الحضارم، الذين خطو من خلالها بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجسورة صفحات مضيئة في تاريخ الحرب على الإرهاب والتي مثلت نقطة البداية لانطلاق معركة ومسيرة متواصلة للحرب على الإرهاب ومكافحته في حضرموت كغيرها من المناطق اليمنية أو أي بقعة في العالم، بعد أن أصبحت ظاهرة الإرهاب والتطرف، خطر يهدد كل شعوب ودول العالم، حيث تكللت نتائج معركة تحرير ساحل حضرموت بالنجاح في تدمير أحلام تنظيمي القاعدة وداعش ودفنها في سهول ووديان حضرموت إلى الأبد، والتي لم ولن تكون لهم حاضنة فيها، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار والبناء المؤسسي لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابعه وتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة وأساليب الاستقطاب التي تمارسها التنظيمات الإرهابية للتأثير عليهم وغسل أدمغتهم.

وبالنظر إلى النتائج والأثر الذي أفرزته معركة 24 أبريل 2016م في واقع الحياة بحضرموت نستطيع التأكيد أنها كانت حدثا مفصليا أدى إلى تغيير مجرى التاريخ في حضرموت، وبفضل الله ثم بفضل تضحيات ودماء أبطال النخبة الحضرمية، ونتائج هذه المعركة على الأرض، الذين تمكنوا بتلاحمهم مع كل الوحدات العسكرية والأمنية الصادقة والمكونات القبلية والاجتماعية بقيادة قائد معركة تحرير المكلا والساحل اللواء الركن فرج سالمين البحسني من تحرير المكلا ومدن الساحل والتخطيط لتنفيذ العمليات الأخرى لتحرير بقية المدن وتأمين حدود مديريات ساحل حضرموت، التي اطلق عليها بعمليات: (الفيصل) و(الجبال السود) و (القبضة الحديدية)، وأسهمت نتائجها في بناء منظومة أمنية ودفاعية ممثلة بألوية النخبة الحضرمية، وإعادة جهوزية ألوية ووحدات المنطقة العسكرية الثانية، والوحدات الأمنية، بالإضافة إلى تمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤون حضرموت بأنفسهم، وإحداث تغيير في الواقع الحياتي الخدمي والتعليمي والأمني والدفاعي والتوعوي والثقافي يمكنهم من القدرة على الدفاع عن أرضهم وحماية ثرواتهم وتاريخهم بأنفسهم واستعادة أمجادهم التاريخية ودورهم المحوري في صناعة السلام والأمن الإقليمي والدولي.

إن نجاح الثورات والمعارك في تحقيق الأهداف القريبة والمستقبلية لا يقاس بالخطابات الجوفاء والدعاية الإعلامية الهلامية أنما بالنتائج على الأرض، وهذه النتائج ما يفخر بها اليوم أبناء حضرموت، ويستمدون من تضحيات آبائهم وإخوانهم الشهداء والأبطال العزيمة والإصرار على محاربة الإرهاب، ويستلهمون منها التجارب، وحب التضحية والفداء للدفاع عن العزة والكرامة والوطن.
  • سقوط المكلا بيد عناصر تنظيم القاعدة
نشرت وسائل الإعلام والصحافة مقالا لسيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي  بعنوان"لكي لا ننسى.." تاريخ 24 أبريل الجاري جاء فيه:
أحداث كبيرة وعظيمة تمرُّ بها الأوطان والشعوب في مختلف أرجاء العالم، تُمجَّدُ وتُخلَّدُ ويتمُّ الاحتفاء بها كل عام، وبالنسبة لحضرموت والجنوب واليمن ودول التحالف العربي والدول العربية كافة والعالم أجمع فإن الرابع والعشرين من إبريل 2016م هو تاريخ يجب ألا يُنسى ويجب أن يُخلَّد ويُمجَّد كل عام، في هذا التاريخ تمَّ الانتصار الواضح والصريح على قوى الشر والإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة الذي تمكن من الاستيلاء على ساحل حضرموت لمدة عام كامل، وبهذا الانتصار تكون حضرموت قد أسهمت في الحرب العالمية على الإرهاب،  وما يجب أن يعرفه الجميع، هو أنه كيف سارت الأمور؟ وكيف استولت هذه العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت وتوسعت إلى المدن الساحلية؟ وكيف قاومها الشعب في حضرموت؟ وكيف خطط لإزاحتها والانتصار عليها في الرابع والعشرين من إبريل 2016 م، هذا ما سنتطرق إليه في مقالنا هذا لكي لا ننسى ولا تنسون":

فبعد الانقلاب على الشرعية ومؤسساتها واستيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء وتحركهم نحو الجنوب، جرى تعاون وثيق بين أجهزة النظام السابق والانقلابيين الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، بموجبه قرروا أن تُسلَّم حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة، فالبرغم من وجود قوة عسكرية لا يُستهان بها في جميع مدن حضرموت تُقدَّر بعشرة ألوية، منها ألوية مدرعة وألوية مدفعية ودفاع جوي ووحدات طيران، تمكنت مجموعة من العناصر الإرهابية يُقدَّر قوامها بحوالي ستين إلى مائة عنصر من الاستيلاء على عاصمة حضرموت مدينة المكلا في ظرف لحظات.

 وتمهيدًا لذلك انسحبت القيادة العسكرية والأفراد من حضرموت، تاركين أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة لكي تستولي عليها العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في مدينة المكلا لتتحرك نحو القصر الجمهوري وتستولي على السجن المركزي وتسهل خروج العناصر الإرهابية كافة التي كانت محتجَزة فيه، ومن ثم الاستيلاء على البنوك ونهبها، والاستيلاء على محاكم القضاء والميناء والمطار، كل ذلك تم في يوم واحد وبسرعة ودون مقاومة، وكالعادة فإن الشعوب الحية ومناضليها ومقاوميها تتحرك، فبدأت المقاومة والإعلان عن الرفض لنظام حكم هذه العناصر في المدن الساحلية لمحافظة حضرموت، واستشهد العديد من المواطنين إزاء ذلك، ولكي تثبت هذه العناصر الإرهابية جبروتها قامت بالتنكيل بالعديد من المواطنين الذين قاوموها وشنقت العديد منهم في الساحات العامة ونكلت بالنساء والشباب وأوقفت التعليم العالي والمتوسط، واستولت على موارد المحافظة خاصة البنوك والموانئ وسخرتها لخدمة عملها الإرهابي، كما قامت بفتح معسكرات تدريب ومراكز قيادة وسيطرة في مختلف مديريات الساحل.
  • التحضير والإعداد لانطلاق المعركة
ويوضح فيه اللواء البحسني نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي – قائد معركة 24 أبريل لتحرير المكلا ومدن الساحل أنه أمام هذا الوضع الصعب الناشئ كان لابد من التفكير بعد انطلاق عاصفة الحزم التي أطلقها ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان لا بد من التفكير في القضاء على هذه العناصر الإرهابية وتحرير ساحل حضرموت منها، فعلى مستوى القيادة السياسية كان هناك قلق كبير لدى فخامة الرئيس آنذاك عبد ربه منصور هادي، وعلى مستوى حضرموت كان هناك قلق من قبل القيادة السياسيين العسكريين والمدنيين والقبليين والمجتمع كافة ودول التحالف العربي في كيفية التخلص من هذه العناصر الإرهابية. فجرى أول لقاء بيني وبين قيادات عسكرية من قيادة التحالف منذ انطلاق عاصفة الحزم نُوقِشت فيه فكرة عملية التحرير، لكن الوضع في جبهة مأرب آنذاك قد أجل هذه الفكرة لعام كامل نظرًا لخطورة الوضع هناك، فقد ركز التحالف وأعطى الأولوية لمواجهة الحوثيين في تلك الجبهة بصورة أساسية".

ويضيف "ثم عاودت اللقاء  بالقيادات العسكرية من التحالف مرة أخرى في مدينة الرياض، حيث تم الاتفاق على التحرك السريع وإعداد قوة كبيرة تستطيع هزيمة تلك العناصر الإرهابية، فتم نقل مركز عمل هذه القيادة إلى مدينة شرورة وتم فتح معسكرات تدريب بصحراء الربع الخالي في معسكر الخالدية وبعض المعسكرات الأخرى في هذه المنطقة، ولبى الشباب من مختلف مديريات محافظة حضرموت نداء الواجب واندفعوا بقوة للالتحاق بتلك المعسكرات، كانت الخطة تقتضي بأن يتم تجنيد ما يقارب ثلاث عشرة إلى خمس عشرة ألف مقاتل ويتم تدريبهم في هذه المعسكرات تدريبًا عاليًا ويتم تسليحهم وتوفير الدعم اللوجستي لهم ليشكلوا وحدات عسكرية نظامية.

وتم استدعاء -تقريبًا-  كل الضباط الحضارم وغير الحضارم من الذين لديهم الاستعداد ويتمتعون بلياقة بدنية وصحية تمكنهم من قيادة تلك القوة، وعندما أصبحت هذه القوة جاهزة -أي بعد مرور حوالي أربعة إلى خمسة أشهر- جرى التفكير بإعدد خطة عملية للتحرير، وعُقدت عدة اجتماعات مع قيادة قوات التحالف وخاصة القادة الإماراتيين للتدقيق في تلك الخطة والاستماع إلى المعنيين كافة حول كيفية تنفيذها، كما أُضيفت إلى الخطة فكرة إشراك قوة من المقاومة داخل المدن والتعاون مع القبائل لدعم هذه القوة أثناء تحركها، وكان لتلك الأفكار تأثير كبير على نجاح تلك العملية".
  • منطقة الحشد
وأردف "عند اقتراب موعد التنفيذ جرى نقل تلك القوة إلى الهضبة (معسكر نحب) قريبًا من شركة بترو مسيلة، هذا الموقع كان بمثابة نقطة الحشد للقوة، ويتذكر -جيدًا- الضباط والأفراد والقادة كم كان ضغط العمل قويًّا في هذا الموقع وخطيرًا، لكن العزيمة والإرادة كانت أقوى، ففي أيام معدودات تم حشد هذه القوة ووصول الأسلحة والآليات والمعدات الأخرى، كما أُضيفت قوة أخرى تُقدَّر بحوالي عشرة آلاف إلى تلك القوة التي تدربت في معسكر الخالدية وغيره".
  • الدور الإماراتي في نجاح المعركة
مؤكداً "لقد تم التخطيط لهذه العملية العسكرية من قبل قادة عسكريين من دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى عالٍ من التأهيل والخبرة، وقدرتهم على التضحية في سبيل ان تنجح هذه العملية، لقد أذهلونا باستعدادهم ومعنوياتهم العالية وتطلعهم وثقتهم في نجاح هذه العملية".
وأشار إلى أن "ما أريد تسجيله هنا هو أنني وبفعل خدمتي وخبرتي العسكرية، قد تعايشت مع ضباط وقادة عسكريين من دول عربية كثيرة، لكن وللأمانة أسجل تقديري العالي للإمكانات النظرية والعملية التي يتمتع بها القادة العسكريين الإماراتيين".

ويوضح "كانت فكرة خطة عملية التحرير بعد إقرارها تتمثل في مهاجمة العناصر الإرهابية في ساحل حضرموت من ثلاثة محاور، المحور الاوسط وهو أن تنطلق القوة من منطقة الحشد في الهضبة في اتجاه ريدة المعارة للأدواس عبدالله غريب وصولًا إلى مطار الريان، والمحور الشرقي وهو أن تنطلق القوة تجاه المعدي مفرق وادي عرف وصولًا إلى ميناء النفط بالضبة، والمحور الغربي وهو أن تنطلق القوة مرورًا بالطريق القبلية وجول مسحة وصولًا إلى مدينة المكلا والاستيلاء على القصر الجمهوري".
  • خطة تحرير المكلا
ويكشف اللواء البحسني عن ما تضمنت خطة التحرير "لقد تضمنت خطة التحرير استهداف مراكز القيادة والمعسكرات والتجمعات لعناصر تنظيم القاعدة قبل بدء العملية بعدة أيام بضربات الطيران لقوات التحالف، الأمر الذي أدَّى إلى شل هذه المراكز وتفكيك معسكرات العناصر الإرهابية، كما أنه كان هناك دور كبير لطيران التحالف وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة يوم معركة التحرير في دعم القوة المهاجمة".

منوها بالقول: "لا أخفي عليكم أن كثيرًا من الأشخاص كانوا يشككون في قدرة هذه القوة على هزيمة العناصر الإرهابية، ولكن كانت هناك الإرادة لدى القادة والمقاتلين والإصرار والثقة بالنفس أن النصر سيكون حليفهم، كما جرى عمل معنوي كبير بين صفوف الأفراد أثناء تدريبهم في المعسكرات وتجمعهم في منطقة الحشد استهدف رفع روحهم المعنوية، في الوقت المحدد بعد أن تقررت ساعة الصفر وفي منتصف ليلة الرابع والعشرين من إبريل بدأ تحرك هذه القوة باتجاه الساحل، وقد كان يقود العملية قادة كبار من دولة الإمارات العربية المتحدة من نقطة عمليات في معسكر نحب، وكنت مع القوة المهاجمة في المحور الأوسط، ومع كل قائد في كل محور وُجدوا قادة ضباط من دول التحالف وضباط سيطرة مع القوة الجوية لدول التحالف، وقد كان أول صدام مع العدو بالنسبة للمحور الأوسط في تمام الساعة الثامنة صباحًا مع عناصر إرهابية تمركزت في معسكر الأدواس، واستمرت المعركة حوالي ساعة وبمساندة ضربات الطيران تمكنت القوة من اجتياز هذا الموقع الحصين والتحرك بسرعة نحو عقبة عبدالله غريب ومدينة العيون".
  • أول كمين واشتباك مع تنظيم للقاعدة
ويستذكر أنه "بعد اجتياز معسكر الأدواس كان هناك مالم نتوقعه حيث عملت العناصر الإرهابية على تنظيم كمين أمام مدينة العيون، ولضيق الطريق وصعوبة المرور تمكنت العناصر الإرهابية من إلحاق الضرر ببعض الأطقم المتحركة بالخط الأمامي، فتدارسنا الموقف وإذا بأحد القادة الإماراتيين المرافقين لنا يقول (يا أبا سالمين اطلب من ربعك التراجع قليلًا والوقوف على خط دفاعي، لحظات وسأطلب من الطيران أن يضرب هذا الكمين)، بيني وبين نفسي فكرت متى سيأتي هذا الطيران بناء على طلب ومن مسافة بعيدة، كل ذلك سيأخذ وقتًا، ولكن لم يكن بين كلام القائد الإماراتي ولحظة ضرب الطيران لكمين الإرهابيين إلا بضعة دقائق، يبدو أن الطيران كان في الجو، وبمجرد أن أُعطيت له الإشارة وحُدِّد له الهدف ضرب وبقوة ليدمر أطقم الإرهابيين وتهرب البقية، فانطلقت القوة قبيل المغرب نحو مطار الريان، ومع حلول الظلام كانت قد أخذت المطار تحت يدها وهكذا سارت الأمور على مختلف المحاور، سقط العديد من الشهداء، لكن الانتصار كان صريحًا وسريعًا وقاطعًا، ليعرف العالم عن بعد ذلك".
  • خسائر تنظيم القاعدة
وبحسب المصادر فإن تنظيم القاعدة تسبب في خسائر كبيرة جراء تفجيره عددا من المؤسسات الخدمية ومراكز الشرطة والمحاكم وتفخيخ السجون ونهب البنك المركزي اليمني، إضافة إلى إلحاق أضرار بالميناء واحراق اذاعة المكلا وقدرت الخسائر التي تسبب فيها التنظيم الإرهابي في حضرموت ب "المليارات".
  • مرحلة تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع
إن اخطر مراحل الثورات والمعارك هي ما بعد انتصارها عسكريًا لاستكمال بقية جوانب النصر أمنيا ودفاعيا وخدميا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا للحفاظ عليه وتحقيق الأهداف المرسومة، واحداث التغيير في الواقع، ففي هذه المرحلة يتم الإعداد للبناء المستقبلي وفي الوقت نفسه يتم الدفاع للحفاظ على النصر والصمود أمام كل التحديات الهجمات المضادة وأعمال الأعداء لمحاولة إجهاض النصر وإعاقة خطوات استكمال بقية جوانبه، أو محاولة فاقدي المصالح التقليل من أهمية أي خطوات نحو التغيير على الأرض.

 لهذا فإن معركة ما بعد النصر لا تقل أهمية عن أهمية النصر العسكري، فمرحلة إعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والمدنية والإدارية ليست بالسهلة، بعد اقدام تنظيم القاعدة على تدمير ونهب معظم المؤسسات ومراكز الشرطة والحاق الضرر الأكبر في بقيتها فالمعركة انتقلت إلى جبهات متعددة ومنها الدفاع والتصدي للهجمات الإرهابية التي كان يشنها عناصر تنظيم القاعدة على الوحدات العسكرية والمقرات الأمنية ومراكز الشرطة وجبهة لتطبيع الأوضاع المدنية وإعادة تفعيل عمل المؤسسات وتوفير الخدمات وجبهة للإعداد وتهيئة الظروف لاستكمال المهمة العسكرية والأمنية اللاحقة لمحاربة الإرهاب وتطهير بقية المناطق ودك أوكار  التنظيمات الارهابية ومخابئها.

وبالنظر إلى التحديات الأمنية وما الحقته العمليات الإرهابية من خسائر في مرحلة ما بعد تحرير المكلا من تنظيم القاعدة، لتثبيت الأمن والاستقرار حيث حاول تنظيم القاعدة شن بعض الهجمات والعمليات الارهابية الانتقامية لإضعاف نشاط النخبة الحضرمية كمحاولة لهز ثقة المجتمع بها وتقويض جهودها الأمنية لتطبيع الأوضاع في حضرموت، ومن تلك العمليات التي نتذكرها: هجوم بسيارات مفخخة وانتحاريين على مقر الاستخبارات بفوة بالمكلا، وانتحاري يفجر نفسة في مقر ادارة أمن المحافظة، وانفجارات في بعض العسكرية، كاستغلال شهر رمضان الكريم وتزييف عناصر التنظيم التظاهر بالتراحم وتقديم وجبة افطار مفخخة لبعض الجنود المرابطين في أحد النقاط الأمنية، راح ضحيتها عدد من الشهداء الجنود والضباط.

إلا أن هذه العمليات الارهابية لم تثن ارادة مقاتلي النخبة الحضرمية وصلابتهم وبل اظهروا شجاعتهم واستبسالهم وكانوا مثالا رائعا للتضحية والبطولة لتدمير مشروع وحلم تنظيم القاعدة في اقامة إمارته الاسلامية ودفن أحلامه في أودية وجبال وسهول حضرموت.

وقال المتحدث العسكري السابق باسم المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت النقيب هشام الجابري لـ"عكاظ" الخميس 30 مارس 2023م "أن العملية لم تنته بل استمرت عملية التعقب لخلايا التنظيم وخلال أشهر تمكنت القوات من القبض على عشرات الخلايا الإرهابية في ساحل حضرموت، لافتا إلى أن تلك النجاحات تعود إلى العمل الأمني الدقيق والاستخبارات الناجحة وهو ما ساهم في ترسيخ الاستقرار والأمن في الساحل".

ولفت المتحدث العسكري إلى أن عمليات مكافحة الإرهاب لم تتوقف بل أن المعطيات الأمنية حددت مخابئ التنظيم في وادي المسيني وهو ما جعل تختلف دعم الشرعية يتخذ قرارا جديدا بدعم الجيش اليمني وقوات النخبة الحضرمية لتنفيذ عملية "الفيصل" وتم اقتحام اوكار القاعدة الرئيسية في وادي المسيني بمديرية وادي حضرموت وتطهيرها.

واضاف "أنه جرى شن عملية أخرى لتأمين ساحل حضرموت عبر عملية الجبال السود وتبعتها عملية القبضة الحديدية لتأمين كل حدود مديريات ساحل حضرموت من تسلل وتنقل عناصر التنظيم الإرهابي، مؤكدا أن تلك العمليات ساهمت في تطبيع الوضع في حضرموت ومكّنت السلطات من تطبيع الحياة العامة وتأمين المؤسسات وعودتها للعمل بشكل طبيعي".
  • البناء المؤسسي الدفاعي والأمني
لقد حرص محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية – قائد معركة تحرير المكلا والساحل من تنظيم القاعدة، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، وبدعم وتنسيق مع دول التحالف العربي بقيادة الملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على أن تسير عملية تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع الخدمية والادارية وتفعيل نشاط وعمل القطاعات الاقتصادية وتعزيز حمايتها، بالتوازي مع عملية البناء المؤسسي الدفاعي والأمني بكل مراحلها الآنية والمستقبلية، لحماية حضرموت.

فكانت جميع الخطوات تسير وفق تخطيط استراتيجي بما يوفر المتطلبات التي افرزت الحاجة إليها نتائج مرحلة ما بعد التحرير ومنها توفير الكادر الأمني والعسكري المتخصص لسد النقص والاحتياج في الصف القيادي، وكذا الآليات والوسائل والأدوات والأجهزة المتطورة للعمل، لهذا حرصت قيادة حضرموت على ابتعاث عشرات القادة والضباط لاستكمال الدراسات العليا وكذا الأفراد الالتحاق بالكليات الشرطوية والعسكرية في دول الجوار لرفد قطاعي الأمن والدفاع بالدماء الجديدة ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية وتطوير قدرات وبناء النخبة الحضرمية.

والاستمرار في تعزيز مهارة وخبرات قوة حماية الشركات النفطية والمنافذ البرية والبحرية، وإعادة جهوزية الوية ووحدات  المنطقة العسكرية الثانية ومنها افتتاح مدرسة التدريب القتالي، المستشفى العسكري وتنشيط بقية الوحدات القتالية والاستخباراتية، والشروع في إنشاء نادي الضباط ..الخ )، و بناء المنظومة الأمنية على أسس وطنية حضرمية حديثة وسليمة بمشاركة كافة أبناء حضرموت في بناء مستقبلهم وتعزيز العلاقة والتنسيق مع المكونات القبلية والاجتماعية بما يرسخ دعائم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف ومكافحة تهريب المخدرات والممنوعات والتصدي لكل أنواع الجريمة ومنع ارتكابها وضبطها، وتأهيل وتفعيل الأجهزة والوحدات الأمنية، الشرطوية والخدمية، ومنها افتتاح كلية الشرطة).

حيث تم تنفيذ عدد من المشاريع في القطاع العسكري والأمني أبرزها:
- ترميم وإعادة تأهيل قيادة المنطقة العسكرية الثانية والمباني التابعة لها التي تعرضت للتدمير الكامل من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي.
- ترميم وإعادة تأهيل المعسكرات الأمنية والعسكرية ومراكز الشرطة التي تعرضت للنهب والتدمير من قبل تنظيم القاعدة.
-  بناء كلية الشرطة بمحافظة حضرموت.
-  بناء معسكرات جديدة لتلبية متطلبات الانتشار الأمني وعددها (4) معسكرات هي معسكر غرب مدينة المكلا، معسكر قارة الفرس، معسكر رأس عقبة بضة، معسكر لبنة بارشيد بإجمالي تكلفة حوالي (10) مليار ريال يمني.
ورغم الظروف الصعبة وشحة الامكانيات التي ورثتها قيادة السلطة المحلية والعسكرية بحضرموت إلا أنها حرصت على إحداث نقلة نوعية في كل القطاعات والمجالات الخدمية لتوفير الاحتياجات الضروري للاستقرار وتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية وخلق فرص جديدة للعمل حيث نفذت خلال الفترة من أبريل 2018-2022م عدد كبير من المشاريع بتمويل محلي وبعد انتزاع قيادة المحافظة حصة حضرموت من عائدات النفط.

مشاريع التربية والتعليم والتعليم الجامعي
-  بناء قاعات دراسية الكلية العلوم التطبيقية الجامعة سيئون.
-  سفلتة الشوارع الداخلية لكلية القانون وجامعة حضرموت وإنشاء شبكة صرف صحي لها
- بناء عشرات المدارس الجديدة للتعليم الأساسي والثانوي.
-  دعم ميزانية جامعتي حضرموت وسيئون ب(40) مليون ريال يمني شهريا لكل جامعة.
-  طباعة الكتاب المدرسي بقيمة اثنين مليون دولار.
-  بناء (255) صف اضافي بمدارس المحافظة المختلفة.
حيث بلغ أجمالي ما تم صرفة على قطاع التربية  التعليم والتعليم الجامعي (12900080)  دولار و(7) مليار ريال يمني.

مشاريع الصحة عددها (10) مشاريع أبرزها:
-  تأمين تنفيذ البرنامج الإماراتي الخاص بدعم القطاع الصحي بتكلفة (78) مليون درهم.
-  مشروع بناء الدور الثاني المركز الاورام السرطانية بالمكلا.
-  مشروع بناء الدور الأول لعلاج الأورام السرطانية بسيئون.
- شراء أجهزة ومعدات طبية لعدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية.
-  إقامة مركز معالجة الحميات ومواجهة فيروس كورونا
بلغ إجمالي ما تم صرفه على مشاريع الصحة (1,000,300) دولار و(900) مليون ريال يمني.

مشاريع المياه والصرف الصحي وعددها (32) مشروع أبرزها:
-  مشروع حقل آبار فلك ودمج خط انابيب خط المياه بتكلفة (6,293,532) دولار.
-  توريد وتنفيذ وتجهيز حقل مياه الغليلة بالمكلا بقيمة(12,852,000) دولار.
-  إعادة تأهيل الخط الناقل من حقل ثلة بالمكلا بتكلفة (1,164,843) دولار.
-  مشروع توليد وتركيب وتشغيل محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بتكلفة (700,000) دولار.
-  مشروع الخط الناقل وتأهيل خزان الدكداك بالشحر بتكلفة (702,000) دولار.
إجمالي ما صرف على مشاريع مياه (21,712,375) دولار.

 مشاريع الكهرباء وعددها (30) مشروع أبرزها:
-  إنشاء محطة غازية لكهرباء المسيلة بطاقة 75 ميجا وات بتكلفة (75) مليون دولار.
-  إنشاء محطة الشحر بطاقة (40) ميجا وات بتكلفة (32) مليون دولار.
-  إنشاء محطة الريدة وقصيعر الديس الشرقية بطاقة (8) ميجا وات.
-  سداد قيمة الطاقة المشتراه بما قيمته (59,028,586) دولار.
-  محروقات الكهرباء (39,884,006) دولار.
-  عقد توريد محطات تحويلية وملحقاتها (2,970,020) دولار.
-  مشروع إيصال التيار الكهربائي المدينة الشيخ خليفة بتكلفة (156,594) دولار.
إجمالي ما صرف على مشاريع الكهرباء (239,695,100) دولار.

مشاريع كهرباء الريف وعددها (26) مشروع أبرزها:
-  مشروع توريد مواد بشبكة (ميفع – بروم) بتكلفة (2,730,265) دولار.
-  توريد مواد شبكة (الريدة قصيعر) والقرى بتكلفة (995,535) دولار.
-  مشروع عقد توريد مواد الشبكة الخاصة لكهرباء رأس حويرة، وغيل الحالكة والقرى المجاورة بتكلفة (7,479,486) دولار.
-  توريد مواد شبكة وربط آبار المياه (2,684,797) دولار.
إجمالي ما صرف على مشاريع كهرباء الريف (24,573,806) دولار.

مشاريع الزراعية والري:
-  مشروع تأهيل يد الحرية حجر.
-  مشروع تركيب الطاقة الشمسية لمركز البحوث بسيئون.
 بلغ إجمالي ما تم صرفه على مشاريع الزراعة والري يقدر بتكلفة (220,000) دولار.

مشاريع الأشغال العامة وعددها (20) مشروع أبرزها:
1-  بناء جسر المعابر بمديرية حجر بما قيمته (1,811,909) دولار.
2- تنفيذ مشروع جسر (جسر حلة + جسر ابن سيناء).
3- اعتماد جسر النوبة بمديرية حجر بمبلغ (1,850,000) دولار.
4- مشروع تأهيل الشوارع الداخلية المدينة المكلا ب (5,703,238) دولار.
5- مشروع تأهيل وصيانة الخزان -الخنساء – باعبود بمدينة المكلا بتكلفة ( 268,614) دولار.
6-  مشروع طريق (رسب-ساه) بتكلفة (1,486,777) دولار.
7- مشروع طريق عقبة كتبة + بو سبعة عبدالله باغريب.
8- مشروع إعادة تأهيل جسر امبيخه بتكلفة (964,942) دولار.
9- مشروع عقد استكمال طريق النقعة – العيون (غيل باوزير) بتكلفة (1,722,602) دولار.
10- مشروع تحسين جسر أبن سيناء بتكلفة (48,500) دولار.
11- مشروع إعادة سفلتة طريق الغيل – الصداع بتكلفة (98,500) دولار.
12- مشروع سفلتة (20) كيلو متر بمدينة الشحر بتكلفة (6,164,000) دولار.
13- مشروع طريق المعدي – ريده المهارة (المتبقي) 67 كيلو متر بمبلغ (16,400,000) دولار.
14- مشروع سفلتة طريق الهجلة الشوارع الداخلية بمديرية غيل بن يمين بتكلفة (1,368,588) دولار.
15- مشروع عقد استكمال طريق النقعة – العيون (1,722,602) دولار
16- مشروع عمل شوارع بروم بتكلفة (397,161) دولار.
إجمالي ما صرف على مشاريع الأشغال (49,219,433) دولار.
كما تم إعادة تفعيل عمل أجهزة القضاء وافتتاح معهد القضاء بغيل باوزير.

المجالات الثقافية والفكرية والإعلامية:
-  تحصين النشء والاهتمام بالتوعية.
-  إنشاء أول ملعب معشب -الأولمبي سيئون والاهتمام بدور الإعلام والإرشاد في حماية وتحصين وعي المجتمع والنهوض به وافتتاح قناة حضرموت الفضائية ورفع مستوى وفاعلية الخطاب الإعلامي والإرشادي التوعوي وجعله أكثر إيجابية ونفعا لخدمة المجتمع، تحسين الخطاب الديني الإرشادي التوعوي للمجتمع والاهتمام بالجانب الثقافي والفكري لتحصين المجتمع ثقافيا وفكريا، وإعادة تأهيل ما دمره تنظيم القاعدة في متحف المكلا واستعادة القطع الأثرية المنهوبة وترميم الزوايا التي دمرها تنظيم القاعدة أثناء استهدافه البنك المركزي اليمني ونهب الأموال، إعادة تأهيل مسرح المكلا ، تأسيس قاعة معارض صور عن تاريخ حضرموت.

مشاريع الآثار والمتاحف أبرزها:
مشروع ترميم المدرسة الوسطى بمديرية غيل باوزير بتكلفة (100) مليون ريال يمني.
مشروع ترميم القصر السلطاني مديرية المكلا بتكلفة (60) مليون ريال يمني.
ترميمات لمواقع أثرية أخرى بتكلفة (41,909,930) ريال يمني
إجمالي ما تم صرفه على مشاريع الآثار والمتاحف (201,909,930) ريال يمني.

مشاريع الإدارة المحلية أبرزها:
مشروع ترميم مبنى مكتب الواجبات الزكوية ومشروع مسرح حضرموت الوطني، ومشروع قناة حضرموت التلفزيونية الرسمية ، ومشروع تأهيل مؤسسة با كثير للصحافة والطباعة ومشروع قواعد البيانات الرقمية بمحافظة حضرموت.

أجمالي ما تم صرفه على مشاريع الإدارة المحلية (3,292,000) دولار.

مشاريع الشباب والرياضة أبرزها:
مشروع تعشيب الاستاد الأولمبي الرياضي بسيئون
مشروع إعادة تأهيل إنارة ملعب بارادم.
مشروع تأهيل ملاعب خفيفة بالشحر.
مشروع منشأة نادي سيئون بتكلفة (128,417) دولار.
مشروع بناء مقر نادي الهلال بالسويري بمديرية تريم بتكلفة (95,921) دولار.
مشروع منشأة نادي الريان الجديدة بمديرية ساه بتكلفة (71) مليون ريال يمني.
أجمالي ما تم صرفه على مشاريع الشباب والرياضة (1,024,338) دولار و (71) مليون ريال يمني.
-  (حديقة الشهداء، وافتتاح النصب التذكاري للجندي المجهول الذي يحمل دلالات عظيمة عن وحدة نضال  ابناء حضرموت ساحلاً ووادياً وتوحدهم في خندق واحد التضحية والدفاع عن  حضرموت وحمايتها من الطامعين.

المشاريع الاستثمارية
تحسن الوضع الأمني واستتاب الأمن والاستقرار في حضرموت شكل عاما جذب وطمأنينة للمستثمرين واقامة المشاريع الاستثمارية التي تحتاج لها المحافظة لتغطية احتياجاتها في بعض الجوانب التموينية والمصرفية والخدمية السياحية وغيرها من المشاريع التي وفرت عدد كبير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للشباب العاطلين عن العمل.
 
النتائج المحققة في التأهيل والتدريب ومكافحة الجريمة والإرهاب
- تأسيس ألوية النخبة كقوات أمنية دفاعية  مدربه قادرة على حماية أراضي وحدود حضرموت ومكافحة الجريمة والإرهاب.
-  بناء صرح علمي أكاديمي (كلية الشرطة حضرموت).
-  تعزيز المشاركة المجتمعية لحماية النشء من الفكر المتطرف.
-  النجاحات المحققة في مكافحة تهريب المخدرات وأثرها على حماية النشء واستغلالهم من قبل التنظيمات المتطرفة.
-  النجاحات المحققة في مكافحة التهريب الممنوعات الأسلحة وغيرها.
-  تراجع مستوى ارتكاب الجرائم وتحسن متزايد في نسبة الضبط لمرتكبي الجرائم.
- القضاء على نشاط التنظيمات الإرهابية بشكل شبة كامل واكتشاف وإفشال عدد من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها في القطن والمكلا وغيرها.
- رفد كلية الشرطة اجهزة ووحدات الأمن بمئات من الضباط الخريجين الجدد لسد النقص في السلم القيادي أسهم بكثير في رفع مستوى أداء الوحدات الأمنية وتنفيذها المهام المنوطة بها بسرعة وبشكل أفضل حقق نتائج ملموسة.  

كما أن جهود القائد اللواء فرج البحسني بإبعاد حضرموت عن الصراعات والمعارك الثانوية ما بعد التحرير كما حصل في محافظات أخرى أسقط رهانات التنظيمات الإرهابية ومنع بروز عوامل جديدة كان تنظيم القاعدة يراهن على استغلالها لاستعادة نشاطه في مناطق الساحل والمكلا حضرموت.
الفن والإبداع والثقافة هو ما يميز تاريخ وحضارة الشعوب ويحكي بوضوح عن مآثرها وتضحياتها ويترجم عظمتها، ويعزز روح الانتماء وحب التضحية للدفاع عن الأوطان والمجتمعات والذود عنها، والملاحظ أن ما يشد ويجذب أنظار الزائر لحضرموت اليوم بعد سبع سنوات من معركة التحرير، التحفة الفنية الجميلة عند مدخل المكلا عاصمة حضرموت، للنصب التذكاري للجندي المجهول الذي يعانق سماء الحرية بعزة شموخ ويجسد وحدة نضال ووحدة أبناء حضرموت للدفاع عنها، بما يحمل من دلالات تاريخية عظيمة عن نضال وإرادة شعب صنع ملحمة تاريخية فريدة دمرت أحلام تنظيم القاعدة الإرهابي إلى الأبد،  وغيرت مجرى التاريخ في حضرموت..

ويصف الكاتب الصحفي الحضرمي سالم علي الشاحت سيطرة تنظيم القاعدة على  المكلا والساحل في 2أبريل2015م بإنه يمثل حكم نظام طالبان في أفغانستان ، بتقييد الحريات الشخصية ومنع مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية وفرض الضرائب خارج إطار القانون والأدهى والأمر أنها تدخلت في الجوانب والمعتقدات الدينية الراسخة في المجتمع ونكلت بالأحياء منهم.. وقتلت العديد من النساء رميا بالحجارة بتهم كيدية كالزنا، في محاولة منها تطبيق الشريعة الإسلامية وهي منها المعرك مضيفا أن كل هذه الأفعال والأمور زادت من نقمة الناس لهذا التنظيم الذي لا توجد له أصلا حاضنة شعبية ولا جذور في المجتمع الحضرمي فتم اجتثاثه بقوة وسرعة من على وجه أرض ساحل حضرموت.