الأربعاء, 18 يونيو 2025
169
تمرّ ذكرى وفاة الصديق هشام باشراحيل في 16 يونيو 2012، ويأبى هذا التاريخ أن يكون مجرد محطة زمنية عابرة، بل يعود في كل عام ليوقظ فينا الحنين لرجلٍ كان مدرسة في الشجاعة والالتزام، وصوتًا لا يُشترى ولا يُكمم.
لم يكن هشام باشراحيل مجرد ناشر لصحيفة الأيام، بل كان ضمير الجنوب، وصوت المظلومين، وخصمًا لكل استبداد مهما كان لباسه أو شعاراته. خاض معاركه بالحرف، ودافع عن قضايا الناس من مقره البسيط في كريتر كما لو أنه في خندق قتال. لم يرفع شعارات براقة، بل قدّم صحيفةً ناطقةً بهموم الشارع، وبقي وفيًّا لمهنته ووطنه حتى آخر نفس.
في زمن ساد فيه الخوف، وتوارى كثيرون خلف الحياد، اختار هشام المواجهة. قاوم الترهيب، ورفض الإملاءات، واحتضن أصحاب القضايا من كل الأطياف. لم تكن صحيفة الأيام مجرد ورق، بل كانت ملاذًا للأصوات المخنوقة، ومنبرًا لقضية الجنوب حين ساد الصمت وتكاثر المتنفعون.
تمرّ الذكرى، والصحافة الحرة في اليمن تفتقده، وعدن تفتقد نبله، والمهنة تفتقد نقاءه. لكنّ مدرسته في النزاهة، وجرأته في قول الحق، ستبقى حية في ذاكرة كل من آمن أن الكلمة الحرة لا تموت.
رحم الله هشام باشراحيل، الصحفي الحر، والجنوبّي الشريف، والصديق الذي ما غاب عن القلوب وإن غاب عن العيون.