من يتحدث عن النضال الوطني من اجل استعادة الوطن عليه ان يدرك ان من اهم اساليب النضال الوطني لاسترداد الاوطان الحرب
والنضال
ضد الفساد لان النضال من اجل استعادة الوطن لا يجوز أن يتغاضى عن الفساد
والفاسدين لان الفساد عدو الاوطان ومن يحب وطنه بالمطلق يكره الفساد ولذلك
نحن في هذه الايام نشاهد التناقض العجيب بين هذه المقولة وبين الواقع الذي
نعيشه لأننا نرى ونسمع ان من يتبنى النضال الوطني يمارس الفساد بشكله
العلني وبدون خجل ولا احساس بالذنب وكانه يمارس حياة طبيعية ان الفاسد لا
يصلح احوال البلاد بل ان فساده يدمر البلاد ويقتل العباد فكيف يمكننا أن
نخلق توافق بين نقيضين من الصعب حدوث ذلك الا في حالتنا الغريبة والعجيبة
في الجنوب.
ان كثير من تلامذة الفساد العفاشي
اصبحوا مناضلين اليوم وكان ذاكرتنا قد اصابها الزهيمر فلم يعد بالإمكان
التفريق بين النضال الوطني والنضال من اجل تحقيق المصالح الشخصية بل والسعي
الحثيث للوصول إلى السلطة باعتبارها مصدر اساسي من مصادر جمع الثروة على
حساب مصالح الوطن والشعب وبذلك نؤكد على الجمع بين النقيضين اننا في العشر
الايام من شهر ذي الحجة التي حلف بهم رب العزة ومع ذلك ترى المناضلين
يتسابقون على احداث المزيد من الظلم والعمل على جمع الكثير من الاموال
والدليل ان معظم ابناء الشعب في الجنوب لم يتمكنوا من الحصول على ملابس
العيد لأطفالهم ولا يحلمون بشراء الأضحية في عيد الأضحى المبارك ولكنهم
يحلمون بان تتوفر لهم وجبه مفيدة يوم العيد في الوقت الذي يحتفل مناضليينا
الاشاوس مع اولادهم وزوجاتهم في عواصم الشرق الأوسط واروبا وامريكا ترى هل
يشعرون مناضلينا الاشاوس بالذنب عما اقترفوه بحق ابناء شعبهم ام انهم قد
فقدوا الاحساس الانساني كله اللهم فرج هم المهمومين من ابناء شعبنا في عدن
وبقية مناطق الجنوب المحررة من الاحتلال وواقعه تحت سيطرة الفساد
والفاسدين.