> «الأيام» غرفة الأخبار:
سلط أستاذ العلاقات الدولية محمد سلامي، الضوء على تداعيات التطبيع المحتمل بين مصر وإيران، اللتان تعتبران من ألد الخصوم في الشرق الأوسط، على منطقة الخليج.
ورأى سلامي، في تحليل نشره موقع منتدى الخليج الدولي أن أي استعادة للعلاقات بين طهران والقاهرة سيكون له عواقب على دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف سلامي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وخاصة سوريا وإيران واليمن ومنطقة الخليج العربي، أن الأنباء الواردة عن تحسن العلاقات بين القاهرة وطهران تتزامن مع اتجاه المنطقة نحو حقبة جديدة من التوافق الإقليمي.
- تأثير مباشر
وبحسب ترجمة التحليل التي نشرها موقع الخليج الجديد فإنه سيكون للتطبيع بين مصر وإيران تأثير مباشر على أمن دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى دول منطقة الخليج العربي تحتاج إلى خفض التصعيد واستقرار الأمن أكثر من أي شيء آخر في هذا الوقت.
وتتطلع رؤية 2030 الطموحة التي وضعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلي تمكين المملكة من جذب الاستثمار الأجنبي وضمان الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
في الوقت نفسه، تسعى الرياض إلى معالجة انعدام الأمن والتهديدات التي تهدد الاستقرار الإقليمي، مثل الهجوم الصاروخي على منشآت بقيق النفطية في عام 2019.
- تخدم إيران
بعد تولي إبراهيم رئيسي منصب الرئاسة في إيران، فإن بلاده تسعى إلى مواصلة سياساتها ذات الشقين الأول التطلع نحو الشرق، والثاني تحسين العلاقات مع دول الجوار مع تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة والغرب.
تواجه إيران حاليًا ظروفًا اقتصادية صعبة، وتضخمًا يبلغ حوالي 60 %، وعدم استقرار اجتماعي شديد بسبب الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة.
كما تواجه تحديا في إيجاد خليفة للمرشد الأعلى للدولة علي خامنئي الذي يشاع أنه مصاب بالسرطان، مما يؤكد أهمية تهيئة الظروف لانتقال سلس ومنظم للسلطة - الشروط التي تشمل كلاً من الوحدة الداخلية وعلاقات جيدة مع جيران إيران.
كجزء من استراتيجيتها للشؤون الخارجية، تسعى إيران أيضًا إلى إصلاح صورتها حول العالم، وتصوير نفسها كدولة مسالمة وذات عقلية دبلوماسية بدلا من كونها مثيري مشاكل إقليمي.
لهذا السبب، فإنها تكمل استراتيجية خفض التصعيد مع السعودية والإمارات ومصر.
- عواقب بعيدة المدى
من المرجح أن يكون للتقارب السعودي الإيراني الأخير عواقب بعيدة المدى على منطقة الخليج - بما في ذلك مصر، التي تلعب دورًا رئيسيًا في التجارة الإقليمية، بسبب عدد سكانها الكبير وقاعدتها الزراعية والصناعية وملكيتها لقناة السويس.
ووصف وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مقابلة مع محطة تليفزيونية مصرية، المصالحة بين إيران والسعودية بأنها نقطة تحول في التطورات الإقليمية، قائلا إن مصر "ستتخذ خطوات بناء على تقييم هذه التطورات".
- قطاع غزة
الوضع في قطاع غزة عامل آخر سوف يثار خلال الاتفاق على التطبيع المحتمل بين إيران ومصر، إذ تتمتع طهران بعلاقات جيدة مع كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهما أكثر الحركات نشاطا في قطاع غزة.
في عهد السيسي، أخذت مصر مسافة من حماس والجهاد، وأعربت القاهرة مرارا عن مخاوفها بشأن الاتصال الوثيق بين حماس والمسؤولين الإيرانيين.
تعتبر القاهرة نفسها أكبر وسيط سلام في المنطقة، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في العديد من عمليات وقف إطلاق النار الأخيرة، بما في ذلك تلك التي أنهت الاشتباكات التي استمرت أسبوعًا بين إسرائيل والجهاد الإسلامي في مايو.
- ما يعتقد الخليج
ورأي أن الرياض استهدفت من وراء تلك الخطوة إظهار قدرتها على الوساطة وامتلاكها للقوة الناعمة وتفعيل دورها في الوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وخلال زيارة وفد حماس للسعودية، أعلن مسؤول حماس البارز موسى أبو مرزوق استقلال الحركة عن أي تحالف إقليمي، معلنا أن الحركة "ليست جزءًا من أي محور عسكري أو سياسي، وليس هناك علاقة مع أي طرف على حساب طرف آخر ".
ورأت صحيفة الشرق الأوسط الممولة من السعودية، أن تصريحات مرزوق بمثابة توبيخ لرئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي وضع الحركة مؤخرًا في محور تقوده إيران يضم حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا، والمتمردون الحوثيون في اليمن.
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في 10 فبراير 2019، أن قطر حولت أكثر من 1.1 مليار دولار إلى غزة بين عامي 2012 و2018، بموافقة إسرائيل.
ومع ذلك، يجب مراقبة العلاقات الحديثة بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر في ضوء التقارب المتزايد، وكذلك فيما يتعلق بعلاقات كلا الجانبين في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع كل من إسرائيل (التي لعبت دورًا أمنيًا متزايدًا) ومع إيران.