> تريم "الأيام":
دخول السنة الهجرية الجديدة له تأثير كبير على نفوس اليمنيين، خاصة في مدينة تريم، إحدى حواضر محافظة حضرموت الواقعة أقصى شرقي البلاد.
فمع بداية كل عام هجري، تحتفل مدينة تريم بمدخل السنة الهجرية الجديدة كجزء من عادات وتقاليد "على خطى الأجداد" محافظين على هذا الموروث جيلاً بعد جيل.

وفي ساحة عامة في قلب مدينة تريم يحتشد الصغار والكبار مرددين الأهازيج والعبارات الترحيبية بالعام الجديد يتقدمهم كبار السن ومن خلفهم الأطفال.
وأختار أبناء تريم هذا العام بلدة "النويدرة" للاحتفال بقدوم العام الهجري في فعالية حضر فيها "الدان الحضرمي" وهو فن غنائي جماعي محلي يصاحبه رقصات شعبية ليكون فرصة لاجتماع أبناء المدينة التي صنفت عام 2010 عاصمة للثقافة الإسلامية.
- نكهة خاصة
وخلال الاحتفال، تقدم العديد من الفقرات المتنوعة الى جانب "طباخة الشوربة"، التي يتم توزيعها على الحضور والعجزة والمسنين في البيوت.

يستمر مشهد الفرح بالسنة الهجرية الجديدة من خلال الطواف في شوارع مدينة تريم بدقات الطبول، ويردد الجميع جملة "مدخل السنة بركة" ويستمر ذلك حتى مساء اليوم نفسه.
- طقوس المنازل
لايقتصر الاحتفال ببداية السنة الهجرية فقط في الشوارع ولكن يمتد إلى المنازل التي لديها بعض الطقوس الأخرى، منها اجتماع أفراد الأسرة لطهي "المحشي" وهو ما تبقى من لحم عيد الأضحى حيث يتم حفظه بإحدى الطرق التقليدية القديمة عن طريق تقطيعه إلى أجزاء صغيرة ويغسل بالخل ويضاف عليه بعض التوابل ويحشى فيما يسمى بـ"المخضة" وهي أمعاء الأغنام المجففة، ويتم تعليقها ليتم طهيها في بداية العام.

وأشاد مدير مكتب الثقافة بمديرية تريم اليمنية عبدالله بن حميدان بالفعاليات التراثية التي تأتي في إطار الاحتفاء بالعام الهجري الجديد.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن الاحتفاء ببداية السنة الجديدة يستهدف "الحفاظ على الموروث الشعبي وزيادة الألفة بين أهالي المنطقة والتفاؤل بالعام الهجري الجديد".
يشار إلى أن مدينة تريم في وادي حضرموت تتميز بقصورها الفخمة والمبنية من الطين والتي بناها عمال مهرة من أبنائها ممن استطاعوا تكييف طرق البناء المحلية التقليدية واستيعاب فنون العمارة الإسلامية واليونانية والشرق آسيوية.