> "الأيام" وكالات:
ولم ينقطع تواصل كيسنجر مع الصين، منذ أن كان مستشار الأمن القومي في واشنطن العام 1971، حين سافر سرًا إلى بكين لإقامة علاقات دبلوماسية معها، والتمهيد لزيارة الرئيس نيكسون التاريخية لها في 1972.
وبعد تصاعد الأزمة، مؤخرًا، بين البلدين، دعا كيسنجر المسؤولين في واشنطن وبكين إلى "الالتقاء في منتصف الطريق" في إشارة إلى ضرورة تجنب صدام يعتبر أنه قد يؤدي إلى "حرب لا تُبقي ولا تذر".
ورغم أن الزيارة التي يقوم بها السياسي المخضرم الذي أكمل 100 عام، في مايو الماضي، غير رسمية، إلا أنها لا يمكن أن تخرج عن سياق التوترات المتصاعدة بين البلدين الذين يمتلكان أكبر اقتصادين في العالم.
وبعد الاجتماع الذي حصل، الأربعاء، قالت الخارجية الصينية، إن وانغ يي أبلغ ضيفه أن السياسات الأمريكية تجاه بكين "تتطلب حكمة كسينجر الدبلوماسية، وشجاعة نيكسون السياسية"، ما يشير إلى نظرة إيجابية لما تم طرحه من أفكار.
وتوقع محللون أن يكون هنري كيسنجر ركز خلال محادثاته في بكين على الترويج لأفكار معتدلة يتبناها، وتقوم على ضرورة التواصل المباشر بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين لفهم بعضهم البعض.
وكان كيسنجر قد حذّر خلال مقابلة نشرتها مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في 17 مايو الماضي، من "إساءة تفسير طموحات الصين في واشنطن، إذ يوجد من يعتقد أنها تريد الهيمنة على العالم".
وأشار
المسؤول السابق خلال المقابلة إلى أن الصينيين "في الحقيقة يريدون أن
يكونوا أقوياء، لكنهم لا يتوقون للهيمنة على العالم بالمعنى الهتلري"،
مطالبًا بضرورة التفاهم بين البلدين من خلال الحوار والواقعية.
واتسمت العلاقات الأمريكية الصينية، منذ سنوات، بتعقيدات متشابكة على خلفية تنافسية، أخذت أبعادًا تجارية وجيوإستراتيجية، تصاعدت، مؤخرًا، لدرجة أنها صارت تنذر بمواجهة بين البلدين.
ويشتبك البلدان في ملفات عديدة
بداية من تايوان، والحرب التجارية، وحقوق الملكية الفكرية، والتكنولوجيا
المتقدمة، والأمن السيبراني، والسيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي،
وبحر الصين الشرقي، والنفوذ في المحيطين الهندي والهادئ، وأخيرًا التموقع
من الأزمة الأوكرانية.
ويعتقد محللون أن أهمية هذه الملفات وحساسيتها تضيّق المساحة أمام تحركات كيسنجر، على الرغم من الرمزية التي يمثلها، في العلاقات بين البلدين، والنفوذ الذي يتمتع به في واشنطن، وصداقته القديمة مع زعماء الصين.
هذا الطرح يتقاطع مع تعليق واشطن على الزيارة، حيث سبق أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن كيسنجر "يزور الصين كمواطن عادي، ولا يتصرف نيابة عن حكومة الولايات المتحدة".